أنت تؤلمني في قلبي .

111 10 16
                                    

الفصل ' سبعة ' .

_______________________

الزمن : قبل عامين .

شعورٌ بالرهبة يخترقُ جسدي ، جفْ حلقي و انا متصنمة  ، الدماءُ تجمدت في عروقي و قلبي يخفقُ بقوةٍ تؤلمني ، حفرتُ أصابعيّ في قميصي و عيوني مفتوحةٌ على مصرعيها ، ارتعشت يدي بقوةٍ و حتى اسيطر على ارتعاشها ضممتها لصدري بقوة .

اعدتُ بصري و العرقُ ينزلقُ على جانبِ وجهي ، و كادت شهقةٌ تهربُ مني لكنني غطيتُ فمي بكفِ يدي
امنعُ نفسي من الصراخِ لقساوةِ ما رأيتُ ،  ما كان امامي هو آخر شيءٍ قد اتخيل أنه قد يحدثُ في حياتي بأكملها ، لكنهُ يحدثُ الان! .

ما كان امامي الان في هذا الزُّقاقِ هو ساتو اوميما ، كان يزحفُ للخلفِ ببطىءٍ شديد ، ذراعهُ تنزفُ و رأسهُ كذلك ، و سببُ نزيفهُ هو شخصٌ واحدٌ فقط! ،
اعدتُ بصري نحو فيودور سان ، كان يحملُ سيفَ كاتانا طويلٌ نوعًا ما ، و يبتسمُ بشكلٍ غريب بدا اقرب لابتسامةٍ مُختلةٍ .

اعتقدتُ في البدايةِ أنني اهلوسُ من فرطِ التعبِ بعد يومٍ عملتُ فيه لوقتٍ إضافي و متأخرٍ من الليل ، لكنهُ الواقعُ المؤسفُ! ، شعرتُ بالقشعريرةِ عندما حرك فيودور سان الكاتانا نحو قلبِ اوميما سان ، و على بُعدِ شعرةٍ واحدة من قلبه توقف الكاتاتا لوهلةٍ ، نطرتُ إلى فيودور و الذي حركَ نظرهُ تُجاهي بنظرةٍ دبتِ الرُّعبَ في قلبي .

تجمدتُ مكاني و لم استطع التنفسَ أكثر من هذا ، و من حسنِ حظي كان المكانُ حولي معتمًا غطى علي و لم يستطع أن يراني ، ربما احسَ بي ، لكن لم يرني ! ، لكن ما لم يكُن في الحسبان هو أن فيودور سيترُك اوميما سان و يتجهُ نحوي انا ، خفق قلبي بقوةٍ يضخُ الدماء ، حاولتُ أن اهرب لكن قدمي ابيت أن تتحرك و كانت ثقيلةً علي! ، لم استطع أخذ نفسٍ واحدٍ وانا اراهُ يتقدمُ نحوي بسيفِ كاتانا مغطىٍ بالدماء .

ارتعش جسدي بقوةٍ اهلكتني ، و قلبي الخائفُ يسيطرُ علي ، كل ما طغى على فكري هو أنني هالكةٌ لا محالة! ، عندما لم يفصل بيننا سوى مسافة قصيرة حركتُ قدمي و هربتُ بما املكُ من سرعة ، العرقُ يتصببُ مني بعد ما مررتُ بهِ من خوفٍ و جزع في ذلك الزقاق يجعلني لا استطع التفريق بين الواقع و الخيال .

لم انتبه لذلك الحجر الذي اسقطني أرضا بجانبِ عمودِ الإنارة ، كان الشارعُ فارغًا بشكلٍ يدُّب الرعبَ في قلبي ، آلمتني ساقي التي سقطتُ عليها ، و كدت اتفقدها لكن صوتُ الخطواتِ الذي خلفي جعلني انهضُ لاركضَ مرةً أخرى رغمَ الدم الذي أنزف ، اغرورقت الدموعُ في عيوني و شعرتُ بجسدي يرتعش من الخوف .

لم أشعر بالوقت ، و رغم المسافة البعيدة نوعا ما ، الا أنني لم أشعر بالوقتِ و انا اركض من الخوف ، وصلتُ للعمارة و صعدتُ الدرج فورا دون النظرِ للوراء ، قلبي لا يزال يضخُ الدماء بقوة ما جعلني ارتبك و معدتي تتقلب ، وقفتُ امامَ باب المنزل بصمتٍ و لازلتُ خائفة لكن .. انا في المنزل ، ما المخيف بعد الان ؟ ، كان المنزل هو الملاذُ الامنُ لي .

الجرِيمَةُ المِثاليَّةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن