انْكِ كُلَّكِ تَخْصِينَنِي

208 14 12
                                    

التشابتر ' عشرة '

_______________________

الزمن : قبل عامين .

" آيشوري سان ، أعطني الملحَ من فضلكِ " طلب فيودور و انا أعطيتهُ إياهُ ثم أكملتُ تقطيّعَ
الخضرواتِ بصمتٍ ، كنا و كما جرّت العادة نصنعُ العشاء معًا ، المختلفُ اليوم أنني توقفتُ عن
محاولةِ المبادرةِ و بدأتُ مجاراتهُ في لعبةِ القط
و الفأرِ هذهِ . 

انتهيتُ من تقطيّع الخضرواتِ بالفعل لذا غسلتُ
يدي و توجهتُ إلى فيودور اسأله " لقد انتهيتْ
، هل هُناك ما يُمكنني المُساعدةَ بهِ ؟" نظر لي
لثوانٍ ثم ابتسم و أجابْ " لا شيء بالتحديد لقد
أصبح الحساءُ جاهزًا أيضًا فقط أُنقلي الطعامَ
إلى الطاولةِ " اومأتُ له و ساعدتُ في وضعِ
الاطباقِ على الطاولةِ .

لمحته يسكبُ الحساء في الصحون بحذرٍ ،
تنفستُ الصعداء و انا احاولُ ترتيب أفكاري ،
لا يزال من الصعبِ البقاءُ مع الصمتِ الثقيلِ
المُحيطِ بنا ، عادةً كنا سنتحدث و نمازح بعضنا
الآخر ،كانت الاجواءُ المُحيطةُ لتكون ألطفَ و
أخف عليّ.

وقف هو بجانبي و وضع طبقين على الطاولة
و هو يميلُ بجذعهِ ليضعهم بحذرٍ ، دلكت رأسي
بضيقٍ شعرت بأنني مشوشةٌ لا اجدُ ما الصحيحُ
لفعلهِ ، " هل أنتِ بخيرٍ ، آيشوري سان ؟ "
سألني و هو يتفحصني بعيونهِ ، لم أكدّ أرد
بشيءٍ حتى اقترب هو مني و أحاط وجهي
بكفيّ يده .

جفلتُ مندهشةً من اقترابهِ حتى تذكرتُ قول
آنزو ، دلك جبيني بأصبعهِ السبابةِ بلطفٍ و هو
يسألُ " ايؤلمكِ رأسكِ ؟ لدي بعضُ المُسكناتِ
في الثلاجة " ابتسمتُ بلطفٍ له و ازحتُ
يديه عني و انا أجيبه " ليس حقًا ، كنتُ افكرُ
بأمرٍ يشغلُ بالي " لم أغفل عن ابتسامتهِ
الصغيرة التي اعتلت شفتيه بشكلٍ ماكرٍ
و كأنهُ يعلم أنه هو من يشغلُني .

تنفستُ الصعداء و بمشاعرٍ مشوشةٍ اتخذتُ
مكاني على الكرسي ، جلس هو  بجانبي
و هو الأمر الذي أصبح يفعلهُ مُؤخرًا ، نظرتُ
له بإرتباكٍ و عند تلاقي أبصارِنا ازحتُ نظري
عنهُ سريعًا حيثُ أضطرب قلبي ، " آيشوري سان "
جذب هو انتباهي فنظرتُ له متساءلةً فأجاب
مُسترسلاً  " حقيقةً اعتقدُ ان طرحيّ لهذا الأمر
غيرُ مُريحٍ لكِ لكن " رفعتُ حاجبًا مُتعجبةً
و انتظرتهُ حتى يُكمل حديثه.

تنهدّ هو و ثم التفت لي ينظر داخل عيوني
بشكلٍ اربكني ، حاولت تفادي النظر له حيثُ
ازحتُ نظري عنهُ بوجهٍ مُرتبك ، أنه يُربكني
بأفعالهِ هذهِ الفترة ، اخذ يدي و غلفها براحة يده
يُعانقها بشكل يبعثُ سرب فراشاتٍ يُرفرفُ بقلبي
لا معدتي ، رفعتُ عيوني له و وجنتي تتصبغُ
باللونِ الاحمرِ شيئًا فشيئًا بشكلٍ مُزعج .

حرّك إصبعهُ السبابة يدّلك راحةِ يدي يبعثُ
الطمأنينة في قلبي بشكلٍ مُثيرٍ للسخرية
" انا استمعُ لك ، لا داعيّ للترددِ " نبستُ فجأةً
فنظر لعيوني حتى أكمل حدّيثهُ أخيرًا
" آيشوري سان ، هل تتواصلين مع نيكولاي بأي
فُرصة ؟" سألني فرفعتُ حاجبًا مُتعجبةً
من سؤالهِ " اه أجل ، هذه الفترة كثيرًا ما
اصادفهُ هُنا أو هُناك ، لما ؟ " لمحتُ عبوسًا
على شفتيه لأقل من ثانية قبل ان يبتسم
مرةً أخرى .

الجرِيمَةُ المِثاليَّةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن