zero

51 9 4
                                    





في جلسة مصارحة عميقة مع ذاتي الضائعة
بحثاً عن قطع روحي المتناثرة في فضاء عالمي المتلألئ
اكتشفت تلك الحقائق المؤلمة وعلى من يقع الذنب كله ،وأدرك في النهاية أن تلك النجوم اللامعة في فضائي لم تكن إلا أجزاءً من روحي .
عدت بذاكرتي للبدايات حيث تمنيت لو أنني التقيت بك حينها لو انك تعرفت على أفضل نسخة مني
ليست التي تقف أمامك الآن تحاول أن تواري ندوب روحها بابتسامةٍ تدربت على تزييفها كل الليلة
لتقابلك بها وتصدق أنها بخير.
بدأت القصة حينما حاولت كبح جماح روحي الثائرة المولعة بنسج الخيال على صفحاتٍ من ذهب و الاستمتاع بمطالعة الأدب بأنواعه،
حيث هجرت روحي جسدي لتسكن الركن العتيق في المكتبة تتلذذ برائحة الكتاب التي تفوح عند تقليب صفحاته
تلك اللذة وذاك الشعور حاولت كبحهما بكل قوة رغبةً مني لإكمال حياتي الدراسية وتحصيل الدرجات العالية في امتحاناتي لأدخل الجامعة التي أنا بها الآن
وبكل براءة ظننت أن مقاومة فتح الكتاب رمي القلم بعيدا حرق مفكراتي حتى لا اكتب أي سطر وأعود للغرق بعالمي ظننت انه شعور مؤقت
وعند انتهاء تلك السنة أني سأعود إلى ما كنت عليه كنت أتحرق شوقاً بالبداية واقنع نفسي أنني عندما انتهي ساخط بشراييني قصة
لم أكتب مثلها من قبل لكن مع مرور الأشهر بدأت افقد الشغف افقد لذة الانتظار و ظننت أن هذا العام سيدوم للأبد
بدأت ألاحظ علامات مرضي  كالمدمن في بداية فترة علاجه مزاج متقلب أسرع من تقلب الجو في يوم خريفي مقيت كآبه غريبة و غربة
روح مؤلمة وفي محاولة يائسة مني في تغيير هذه الهالة المحيطة بي حاولت معرفة السبب وأغمض عيني قلبي بقسوة اخبر روحي أنها
مخطئة ليس الكتاب المختبئ بخزانتي ومقفل عليه هو السبب صحيح كم هو قاسي معاقبة نفسك بحرمانها من متعتها الوحيدة
وفي النهاية للهرب من كل شيء قررت أن امسك بالقلم وأحاول إسكات أنين روحي التي لم اعد اسمع لها نحيب منذ أيام
أمسكته بيدٍ مرتجفة و قلب خائر القوى ولكن لم يحدث شيء
بقيت عالقة عند الحرف الأول وكأن روحي تعاقبني كما كنت أعاقبها تحرمني من راحتي كما حرمتها
كنت كتمثال من الاسمنت الصلب و اشعر بغصة كبيرة وكأن جميع الكلمات والمشاعر عالقة في حلقي
أريد تقيأها لكن كيف ما الطريقة حاولت التفكير بأي شيء بأي طريقة لكن حينها أوقفني عقلي و قرر عدم التدخل
بكيت كالطفل الصغير شعرت بأن تلك الدموع لم تكن تذرفها عيناي كما نزفها قلبي دماً
لا أزال للان عالقةً عند تلك  الأحرف عند أول سطر وأول كلمة ونقطة متأكدة انه لو أسطعت خط ولو حرف يتيم على تلك الصفحة البيضاء لما كان لروحي أن تقبل ببقائه وحيدا
لكن ما هو ذاك الحرف الذي سأقابلها به كيف سأبرر لها كل شي لما فعلت بها هذا ولما عنفتها بقسوة عن طريق حرمانها
كيف سأوضح لها الدمار الذي أحدثته بي وبها بسبب جنوني وقراري الخاطئ هل كان ذاك الحرف كافي ليوصل مشاعري
وبالفعل أدركت بوقت متأخر أن توقف أنين روحي ليس بسبب قبولها للوضع الطارئ الذي نحن فيه بل لأنها هجرتني
ولم تترك خلفها سوى الشظايا التي أضاءت ذاك الظلام الدامس داخلي لم تتركها لتنير طريقي بل لأنها تعلم حبي لتأمل النجوم في المساء
كانت قاسية حين استغلت نقطة ضعفي تعلم أني ابكي كلما رأيت تلألأ آثارها في السماء تاهت روحي و حبست في مكان عميق لن أصل
إليه في حياتي و شغفي تبعثر معها و تاه ،تركاني وحيدة في الخلف ومضيا
أدركت بعد فوات الأوان أنني المخطئة الوحيدة في هذه القصة واني لا ألومهما على ما فعلاه بي .
وبعد أعوام عديدة من الضياع قررت أن أخطو أولى خطواتي في طريقي المجهول الذي اخترته
بحثاً عن ممتلكاتي التي فقدتها
اعلم أنني خسرت أسلوبي و قوة لغتي بسبب الهجران لكنني لن استسلم سأجمع شتات نفسي المتناثر أحاول تحرر طفلي المقيد
و الاعتذار بصدق لأعود أقوى.
ها أنا ذا ...
...

 Scattered passion "شغف مبعثر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن