لا أعلم لما أتيت اليوم هل بسبب انقباض قلبي المستمر منذ أن فتحت ذاك الرابط أم ماذا مابال هذه المشاعر المنسية تجتاحني بدون خجل وكأنها لم تتخلى عني منذ أعوام وتتركني جوفاء لوقت طويل . تائهة لا أعلم أين أضعت المغزى من حياتي و بت أسير بلا هدى إلى اللا أعلم لقد فتح قلبي الليلة بابه لأنه يشعر بالاختناق كما لم يشعر به من قبل دموعي تفيض رغماً عني بلا سبب محدد سيل من المشاعر الجارفة يسحبني إلى أعماق الظلام والوحدة يتركني هنالك لأواجه المجهول الذي سبب لي كل هذا الاضطراب لوحدي . لم أمس صفحات كتاب بشغف منذ عامين مهما حاولت وقرأت إلا أنني أهجر الكتاب في منتصفه دون مبالاة أنا التي اعتاد النوم مجافاتها عندما تقرأ كتاب حتى تنهيه لا تستطيع إفلاته من يدها خوفاً عليه من أن تهرب أي حركة من أمام ناظريها ولا تلحظها. بت أترك كل شيء خلفي أهمل رواياتي في المكتبة وأدع الغبار يتكدس فوقها بلا مبالاة فقدت تلك المشاعر التي كانت السبب في حياتي منذ زمن مالذي فعلته بي بحق الإله مالذي أبقيته لي عند رحيلك أنا كنت مستعدة بل مسلّمة لفكرة تسليم أي شيء لترحل لكني لم أظنك جشعاً لهذا الحد لا يكفيك ما سرقته من سنوات عمري وجعلتني أطأ جحيم الآخرة في الدنيا بل سرقت أعز ما أملك وارتحلت سرقت مني شغفي أنفاسي حبي مشاعري سرقت مني كل شيء أتعلم كم من المؤلم النظر لوجهي في المرآة لا زلت شاحبة كالجثث مهما حاولت أن أعدل نظامي الغذائي وأحاول استنشاق الهواء النقي لأريح معدتي قليلاً لتقبل أكبر كمية من الطعام لكني لا أزال هزيلة كغصن ذابل أنتزع من شجرته عنوة أنا أموت ببطء رغم كل مقاومتي كرهت نفي بسببك وخسرتها الأمر ليس بيدي شحوبي وخلو الحياة من عيني واضح وجلي ينعكس في المرآة صباحاً أذعر من فكرة رؤية البشر لهذا الخواء الذي يجتاحني فيفتضح أمري أني لست بشرية قط بل تطفلت على عالم البشر وأنا يجب وضعي مع أشباه الأحياء جسد بلا روح كم هذا مبتذل كم هذا مثير للسخرية والشفقة لدرجة الغرق في البؤس اللعين للأبد ليلي لم يعد ليل بعد تلك الحادثة من أعوام ولا نهاري نهار أصبحت أقل تفاصيل حياتي تتطبع بشخصيتي ومزاجي دائمي التقلب فها أنا أرى نومي يسلك سلوك الشاب الأهوج الذي يتصرف على هواه يبقيني بدون نوم لأكثر من أسبوع ومن ثم يباغتني بنوبة خمول تضرب بجملتي العصبية لتشلها وأصبح عاجزة عن مغادرة السرير لقضاء لوازمي اليومية حتى أشعر بدوار شديد وصداع أشد عند رفع رأسي عن الوسادة ليعاود ضربته في الأسبوع الذي يليه ويجافي النوم مضجعي و لك أن تدور بهذه الحلقة المفرغة بقدر ما تشاء فلا نهاية لها أبداً هذا الذي أعيشه الآن لا يمكنني أن أسميها بالحياة ولا بأي شكل من الأشكال لأن أساسيات التي يجب أن تتوفر في كل إنسي ليقال عنه حي بالحد الأدنى لا أملك نصفها حتى لكن لا أستطيع فعل شيء حيال ذلك وقلة حيلتي هذه هي التي تقيدني و تخنقني أكثر فأكثر. في ظل هذا الفتور الروحي صادفني اقتباس من رواية رعب نفسي غصة علقت في حلقي الرعب النفسي الاضطرابات النفسية المعقدة تلك الغرق بين الملايين من الكتب التي تدور حول هذه الأفكار كان ذاك النعيم لي في يوم من الأيام وقد كنت أسبح فيه برخاء لكنيتم اصطيادي بسهولة رغماً عني انتزعت من بقعتي العتيقة في زاوية المكتبة حيث لا يرى سوى رأسي الغارق بين الصفحات ألتهم بجشع التفاصيل التي تحويها حتى أصغرها جبال الكتب تحيط بي تحمل معها رائحة عود لا يعلق ألا على صفحاتها ويمتزج به رائحة المشاعر المتعفنة داخل هذه الكتب والتي تتجرع الألم يومياً على أنه ماء لكنه بطعم مر لطالما عشقت الكتب المريضة التي تشبهني أشعر وكأن جراحهم تطبطب على روحي بلطف وتغني موسوعتي في علم جرائم العقل وألغازه. وقررت ضم ذاك الكتاب للمكتبة ليجالس رفاقه ويبقى هناك معهم ينتظرون لأجل غير مسمى لربما أستطيع في يوم من الأيام أكمال كتاب واحد خلال أسبوع لا أشهر لربما استطيع أن أقلب الصفحات بشغف كما الماضي لربما ستعود مكتبتي لحالة الإعلان عن النقص الحاد في الكتب وحاجتها الماسة للتغذية المستمرة بسبب نهمي الشديد لتجرع المشاعر المخفية بين الأسطر لأبكي وأضحك وأعطي لكل سطر حقه من المشاعر الفائضة بداخلي لربما في يوم من الأيام سأستطيع مزاولة مهنتي المحببة لقلبي كما الماضي مهنة التعطش للقراءة فتحت الكتاب الجديد بلا اكتراث تتجاوز عدد صفحاته الخمسمئة أو أكثر بكثير لم انتبه لكنه ليس بقليل أبداً كم من الصراعات قد خاضت الشخصيات بسبب الاعتلال النفسي الذي يملكه كل واحد منهم وكيف ستلعب هذه الاضطرابات بالأحداث هل سأستطيع أن أح..... لما أخوض نقاشاً كهذا في عقلي بالأصل أنا أعلم مسبقاً أني لن أتجاوز الصفحة الخامسة على كل أحوال وسأرميه بعيداً كانت الكاتبة تثرثر بالهراء قبل بدأ سرد الأحداث وكونه كتاب الكتروني فيحلو لها فعل ما تشاء لكنها ختمت هرائها بخط عريض تحذر القراء القدامى من أن يفشو بأسم الشخصية الرئيسية وأنا وقفت حائرة ما هذه الرائحة الغريبة التي تنبعث من هذا الكتاب. -يقال أن السحرة يستطيعون تقفي أثر أمهر الجواسيس و أكثرهم براعة في أخفاء وجودهم عن طريق تتبع رائحة روحهم- أظن أن المسّ الذي أصابني و ألحق الجنون بعقلي حتى بت أرى أشياء غير التي كتبت وأسمع كلاماً غير الذي يقال أمامي مطابقاً للحقيقة لدرجة تجعلني لا أستطيع التفرقة بين الحقيقة والخيال وهبتني شيء من أرواح السحرة وبت أستطيع استشعار روائح الأرواح من أشياء وأشخاص حولي وهذا ما ساعدني كثيراً في تحليل شخصية من أتعامل معهم والتنبؤ ببعض تحركاتهم و أدراك المشاعر التي تحيط بي والرائحة التي تنبعث من هذا الكتاب غريبة وقوية لدرجة تؤلم أنفي صاحب الحساسية الشديدة لكن تغلف هذه الرائحة أشرطة من الحنين المبهم كل ما يتعلق بهذا الكتاب و عنوانه وهراء الكاتبة في بدايته يثير ريبتي وبينما أنتقل بين صفحاته الأولى تجمع ضيق مجهول النسب بين أضلعي وأخذ بالاتساع كلما قلبت صفحة لأقرأ التي تليها ما هذه الغرابة التي أنا بها الآن رميت بالهاتف بعيداً وحاولت أن أشغل نفسي بأي شي حتى يغادرني هذا الشعور غداً لدي ضغط كبير في العمل ولذا يجب علي الاستيقاظ باكراً لكن هذا الأسبوع الأرق هو المشرف على برنامج نومي هذا الاضطراب في النوم سيعجل في أجلي ليس إلا لكن لم ألبث إلا 15 دقيقة وتسللت يدي لالتقاط هاتفي المرمي و أعاود فتح الكتاب من جديد والإكمال من حيث توقفت رغم الضيق الذي يزداد والغربة التي تشعر بها روحي . وانتهى بي المطاف فاقدة الوعي في الساعة الرابعة صباحاً, لم أنل قسطاً كافياً من النوم أبداً نهضت وأنا أشعر بأن الأرض تجذبني إليها تريد أن تحتضن رأسي وتخبأه في جوفها لتمسح عليه وتخفف من الصداع الذي به بسكب بعض الدماء منه عليها ليقوم بتدفئتهما هما الاثنان معاً رغم أننا في أحر أيام الصيف لكنها كانت تشعر ببرد قارص و أرادت حمايته منه قاومت تلك الرغبة بوهن و نهضت لتبديل ملابسي والذهاب إلى العمل وأنا أهذي من التعب -تضحك بسخرية- يسرق الأرق القدرة على النوم من عيني لكن يبقي على الإرهاق والصداع والرغبة المستميتة بأخذ قيلولة ولا يمنحها له مهما دفع جسدي من ثمن حتى يصل إلى أقضى حالاته تعباً ويرغب بالتقيؤ عدة مرات لكن لا يهم يجب علي أكمال يومي بسلام لا أريد أن أجلب المزيد من المتاعب لي عندما بلغ الازدحام في مكان عملي ذروته ضربت الصاعقة جملتي العصبية من جديد بدأت أهذي بنظر مشوش ليس الآن إن سقطت الآن مالذي سيحصل برأيك لست مستعدة لاقتراب أحدهم مني ورش بعض الماء والعطر على وجهي لأستيقظ سألازم الفراش لأيام بسبب حساسيتي تحاملت على نفسي و حاولت إلهائها بفتح أحاديث غريبة مع أصدقائي وعدت للمنزل بصعوبة أزحف نحو السرير باستماتة أغلق جفوني بإرهاق دقيقة اثنتان ألف... لكن لا شيء -يقال أن البرق لا يضرب نفس المكان مرتين- لكن الصواعق التي تتلقاها جملتي العصبية كفيلة بتدميرها و تدميري سوياً من أنزل علي إرهاق الكوكب بأكمله وغسل جثتي الهامدة بغبار النوم السحري هو من سلب النوم من عيني وأزال سحره لأعود لحالتي الصباحية أشتهي الموت لا النوم ولكن لا أحصل على أي منهما مرت ساعة على هذا الحال لأعود لكتاب البارحة أكمله مالذي أسمعه الآن تكملين ؟!! اجل لا أعلم مالذي يجري بداخلي ما هذا الذي يسري بدل من دمائي أنه شيء مغلي يحرق الشرايين التي يمر بها لازال الضيق والحيرة ملازمان لي من البارحة فتحت مع دفتي الكتاب الوهميتين باب يصلني بسردابٍ مظلم و وجدت يد من العدم لتدفع بي إلى الداخل وتقفل الباب خلفي أين أنا الآن لشدة الظلام هنا لا أستطيع أن أرى أي شيء أم أنه سرداب فارغ لم تسنح لي اللحظات القليلة منذ فتح الباب بوجهي حتى حبسي هنا واختفاء الباب لمعرفة ما تحمله هذه اللعنة في جوفها عيناي لا تعتاد الظلام مهما حاولت بينما عقلي عالق مع أحداث الكتاب و نيران قلبي تتأجج دون هوادة بسبب كل ما يحصل الآن أنا أختنق فليساعدني أحد لكن من سيستمع لصراخ خرساء مثلي لا أعلم متى فقدت حبالي الصوتية قدرتها على تلاوة الترانيم لكن ما أوقن به الآن هو أنني محاصرة بين جدران عقلي الأرعن بينما جسدي يقوم بتصرفات غريبة ويلتهم كل ما حوله في غرفتي حالكة السواد كحالي الآن الأحداث بالرواية تتعقد وتزداد غموضاً وأشعر بأضلعي تطبق على بعضها أكثر وأكثر رغم أني محاصرة هنا لكن شعوري مرتبط بالخارج بطريقة ما لمحت شيء أو شخص يجلس في الزاوية المقابلة لي تماماً يخترقني بشيء شبيه بالأعين لكنها كانت مخيفة أثار هلعي وزاد ضيقي سأنفجر في النهاية إن استمر الضغط المطبق علي بالاشتداد ما هذا الشيء بحق الجحيم أنه مخيف مشوه لا يمكنني رؤيته بسبب هذا الظلام لكن هالته وحدها كفيلة لتجعل جسدي يقشعر شعرت بدموع تنسكب من سوداويتي بغزارة لكن لما؟ هل أنا قلقة على إحدى شخصيات العمل؟ هل يعقل أنني مهتمة!!؟ توالت الدموع بالانسكاب والسرداب الذي أنا به يضيق أكثر فأكثر لما هذه المشاعر الغريبة حلوة بقدر الألم والغرابة التي سببتها لي ؟لما هذا الكتاب العادي أشعل حرباً هوجاء بداخلي؟ والأهم ما هذا الكيان القابع أمامي أيعقل أنه ؟ اقتربت منه أكثر بينما ألملم فتات شجاعتي المتناثر في الأرجاء لأرى كتلة مشاعر مهمشة تقبع أمامي رغم منظرها المخيف إلا أنها ترتجف أكثر مني وفي عمق هذا السواد سمعت صوتاً يستنجد ”هذا مؤلم ساعدوني “ ”ساعدوني “ هذا صوتي ما هذا الذي أمامي بحق الإله تزامن ذاك الصوت مع صرخة خرجت من روحي لأسقط أرضاً عاجزة عن الحراك ألا يكفيني إرهاق اليوم بحق أنا هي التي تحتاج المساعدة الماسة هنا فلتتوقف هذه الدموع رجاءً أغلقت الكتاب أرمي بهاتفي بعيداً أتنفس بسرعة منغلقة على نفسي في محاولة يائسة لتهدءتها بينما أنا عالقة في الداخل أواجه المجهول اقتربت بيدي ألمس هذا الكيان لأشعر بدفء و حنين جارفين وألم يجعل هذا الجسد الصغير الغارق بالسواد ينتفض بينما يصرخ طلباً للمساعدة انتشلته أضمه إلي لأصمد بأنها أنا عصف بي شعور غريب جعلني أنتفض وأُرمى خارج ذاك السرداب بينما كانت آخر الكلمات التي سمعتها من تلك الورقة التي كانت ترتجف في حجري ”أنا أختنق فليساعدني أحدكم“ عدت لغرفتي المظلمة لكن بشعور مفهوم ورؤية واضحة وكأن تلك اليد التي رمتني بي خارجاًصفعتني بحقيقة مؤلمة لكنها لذيذة لما هذا الضيق؟ من تلك ال- أنا- التي رأيتها ؟ ولما البكاء ؟ أنا بالفعل أبكي الآن لا بأس يا قلبي فلترتح قليلاً أعلم أنك لم تعد تعتاد على هذا الاهتياج ولا على تلك المشاعر أعلم أن ما سلب منك لا يمكن تعويضه أو هذا ما ظنناه يا صغيري أتدري من تلك التي كانت تبكي في حجري ولما لقد فتحت هذه الرواية الباب الذي أغلقه اكتئابي منذ أعوام تلك الحبيسة هناك هي المشاعر التي راودتك منذ قليل وأنت تقلب بنهم صفحات الرواية بدون أن تعلم لما تفعل هذا أنها المشاعر التي أضعناها منذ زمن يا صغيري أعلم أنك قد نسيت ملامحها لكن أنينك بسبب حضورها دليل على اشتياق غير مفهوم بالنسبة إليك ذاك الضيق بسبب ما قاسته المسكينة في ذاك السرداب المظلم وحيدة لأعوام لكن هل ستسمر وتبقى معنا للأبد تنعشك وتحدث بك اضطراب المنتشين بهوسهم للقراءة أم أنها عادت لتلقي التحية الوداع بينما تخيط جراحها وستغادرنا مرة وللأبد على الأقل ستستمر حتى نهاية القصة احمد الإله لأن عدد صفحاتها يفوق الخمسمئة لا يزال بإمكان يدي أن ترتعش بينما تتشبث بالهاتف وتقلب الصفحات تريد الوصول لحل اللغز بسرعة أعلم أني سأغفو الليلة وأحلم بتتمة الأحداث لشدة حماسي أنا وأخيراً أشعر وكم أتمنى لو أن هذا مجرد حلم ألا أستيقظ منه أبداً لو أبقى عالقة هنا للأبد لان هذا هو المكان الذب أنتمي اليه وليس أي مكان آخر
أنت تقرأ
Scattered passion "شغف مبعثر"
Randomمنذ ايام وحتى الان تخالجني فكرة تريد ان تثور و تخط على صفحات هذه المفكرة الجديدة لكنها لم تكن تشبه صديقاتها واضحة مفعمة بالإثارة انما العكس غامضة تلاحقني من خلف النوافذ و اسفل السرير وتقلق مضجعي . يبدو انني لبيت رغبتها ولم اتوقف عن التفكير بماذا ست...