one

30 6 3
                                    






مع بدايةٍ غير مبشرة لم تتعب نفسها لجعلي اشعر بالحماس ولو قليلاً لأكمل
عدت لتلك الصفحة ذات الملامح المتعبة
رسوت بقلمي بهدوء شديد على الورقة وبيد مصممة أخذت ترتعش رويداً رويداً
نفس الشعور هاقد مرت الساعة الثانية لي وأنا أتأمل حظي مع هذه الورقة
متى سأتحرر من هذه القيود وانطلق ، أريد أول كلمة فقط أرجوك يا الهي وأنت تعلم علم اليقين إنني سأكمل بحماس
كيف ستبدو معالم الحرف الأول هل هي قوية إلى هذه الدرجة

أرسيت برأسي على الطاولة اسمح لعبراتي بشق طريقها للصفحات المبعثرة أسفل رأسي
عصفت الذكريات المؤلمة بروحي ورمتها في قاع لم تكن تريد يوماً العودة إليه
تذكرت أمراً بغاية الأهمية
أيعقل أن نظريتي السوداء باتت حقيقةً لا مفرَ منها
وأنا الآن مخيرة بين طريقين أخاف عبور أي منهما
في فترة ازدهاري وأنا في قمة أبداعي اذكر ذاك  التعبير المجحف بحق روحي لما جنته في تلك الفترة حيث حفرت أحداثها بجروحٍ دامية
على جدران ذاكرتي
اجل إنني بكل جنون أصدرت حكماً مطلقاً غير قابل للطعن والنقاش أن كل كاتب يعيش في بعدٍ غريب لا يعرفه سوا قلة من القراء .
يجعله يغيب عن الواقع الذي فيه وهو يمارس طقوس كتابته حيث يكون المصدر الوحيد للهرب من ضيق الصدر الذي يصيبه وهو يغرق في مرضه هو الكتابة والكتابة فقط
لكن أنا في الحقيقة اغرق بالاكتئاب حتى بت غير قادرة على التقاط أنفاسي .
نظام حياة متزن
استيقاظ متأخراً جدا انهض لأمثل الدراسة بينما أنا أبحر على متن سفينة أخرى تفيض بكم هائل من المشاعر المتناقضة والكئابة
ابكي لمدة 3 أو 4 ساعات
أعود للسرير للنوم
أتذكر أن في تلك الفترة لم أكن أتناول الطعام إلا كل يومين مرة أو حتى كل ثلاثة أيام فقط لأبقى على قيد الحياة
كان  ترياقي للبقاء على قيد الحياة في نظري هو الكتابة أتغذى على تلك المشاعر
السيئ أننا في تلك الفترة نحتاج لأي بشري على ارض الواقع لنوجه إليه كتاباتنا ولو لم يكن مقرباً،
كالخيط الذي يربط بين العالمين .
""فالتصبروا علي قليلاً أنا من النوع الذي يقفز إلى ألف قصة في القصة الرئيسية ف سامحوني وحاولوا التركيز ""
هنا بدأت أعيش وأتماشى مع مشاعر شخصياتي حيث أن كل شخصية أولد مع ولادتها وأرعاها حتى النهاية وكم هو صعب علينا أن نكتب نهاية مميتة لأحداها

الكاتب يتحكم في مقدمة كتابه فقط يتحكم باسم الشخصيات وبداية خلق عالمهم ومن ثم يتحول إلى أداة كاتبه تتحكم بها الشخصيات والأحداث وهو لا يملك أدنى صلاحية لتغير حرف وكأنك مقيد ترى أحداث فلم يصنع نفسه بنفسه من خلالك ولا تستطيع إيقاف جريان الأحداث و لا التأثير عليها ، ياه أخاف من أن افتح خزانتي و أرى تلك المفكرات المليئة بالرسائل ، يوم بعد يوم دون انقطاع اكتب له اكتب عن كل شيء وأي شيء يحصل معي كان احد سبلي للتخلص من ضغط الاكتئاب على حبالي الصوتية ومنعي من الكلام فكنت اكتب لمن توهمت حبه عن كل مافي دون خوف رغم إدراكي أن هذه الرسائل لن تجد مستقرها بعيداً عن دفتي مفكرتي وكنت أقولها له أتمنى لو تصلك فقط إحدى رسائلي لتعلم أن تلك الابتسامة المزيفة وذاك الزيف في مشاعري الذي أقابلك فيه ليس إلا محض سراب  يحيط بي ليخدعك ويوهمك أنني بخير.
تسحبني دوامة  الكتابة لما أود العودة لها وأنا اذكر كل التشتت والقلق  الذي يصيبني كلما بدأت رواية ،
ألم رأس  لا يفارقني طوال فترة كتابتي لصفحاتها هل أنت مدرك لمعنى أن دماغك على مدار الساعة لا يفكر إلا بصياغة الأحداث أو بالأحرى الشخصيات تعثو بعقلك فساداً وهي تخطط لمستقبلها وترسمه ولا يمكنك تغيير اي شيء بحالك ولا أن تفكر بأمر آخر ولا أن تفعل أي شي فقط تساير الفوضى بعقلك طوال الوقت
هذه الرغبة في التنفيس على الورق ،  مجدداً رغم إدراكي لما أنا مقدمة عليه من ألم لكنني اشعر بنشوة غريبة  وتلك الحروب التي في داخلي اتمنى ان تهدأ بهذه الطريقة..
أخبرتكم مسبقاً أنا أتحدث من عمق الاكتئاب
يا الهي
تكونت في داخلي مشاعر مختلطة للشخصية التي اتخذتها خيط يربطني بعالم الواقع كم هذا  مشتت أن تعيش مع كائن له في عقلك شخصيتين و تفكيريين منفصلين ومشاعر مختلفة في هذين الشقين و الأكثر من ذلك هو اختلاط هذين الجانبين مع بعضهما .
لدرجة أني أوهمت نفسي أنني وقعت بحب هذا الإختلاط  ذي الصفات و الطبيعة الروائية التي أنا من قمت نسجتها ..

ذاك التضارب بالمشاعر ولد انفصام في داخلي مجنون، ياه أخاف من أن افتح خزانتي و أرى تلك المفكرات المليئة بالرسائل المعنونة والمترخة يوم بعد يوم دون انقطاع اكتب له اكتب عن كل شيء وأي شيء يحصل معي كان احد سبلي للتخلص من ضغط الاكتئاب على حبالي الصوتية ومنعي من الكلام فكنت اكتب لمن توهمت حبه عن كل مافي دون خوف رغم إدراكي أن هذه الرسائل لن تجد مستقرها بعيداً عن دفتي مفكرتي وكنت أقولها له أتمنى لو تصلك فقط إحدى رسائلي لتعلم أن تلك الابتسامة المزيفة وذاك الزيف في مشاعري الذي أقابلك فيه ليس إلا محض سراب لعين يحيط بي ليخدعك ويوهمك أنني بخير.
سأكمل من حيث لا اعرف أين وقفت وماذا قلت،
هكذا كان يلعب معي الاكتئاب ويغريني هل تريدين بقائي بجانبك مقابل منحك دموعاً حارة تريح قلبك وشغف مجنون يقوم بنسخ آلاف من الصفحات ولا يزال في جعبته الكثير
هل تقبلين بجنون محبب إلى قلبك أم انك تريدين حياة هادئة لكنني سأنسحب أنا وكل ميزاتي كل شيء سأتركك مع ندمك سأتركك تحت القاع لتقارعي الحياة وحيدة وتحاولين السباحة للشط مقاومة الأمواج العاتية وحيدة
كنت ضعيفة كمحبة للتلذذ بالألم واخترته واخترت جنوني
لكن القدر كان له رأي آخر بحياتي أرسل إلي أحداث وحياة أردت أن أكون فيها نسخة أفضل مني وان أسبح للشاطئ ،ووجدت نفسي شيئاً فشيء أصل إليه وكما وعدني الاكتئاب لقد رحل بعد أن همش روحي وعبث بي
وصلت محطمة ولم أصل لما ابتغيه للأسف تركت وحيدة في منتصف الطريق
أخبرتك من قبل كنت مخيرة بين طريقين أقرف عبورهما لكنني عبرت ولا أظن أن النتيجة كانت لتختلف لو أني اخترت أنا وقدري الطريق نفسه
فهل أنا الآن لا استطيع أن اكتب لأنني لست ب مريضة أي اجل حزينة لعينة سيئة
لكن مالذي يرجوه عقلي
الجنون
الغرق بالبؤس
اللعنة الأبدية
لن أصل إلى ذاك القاع مجددا حتى ولو حاولت لقد سئم جسدي منه أيضاً
أهذه هي الفكرة التي يريد إيصالها إلي
لكنني لست استسلم
استشعرت مرارة الحرف الأول
وجدته يقف بشموخ لا يقبل بأن يحني رأسه لأحد أيا كان مهما أصابه من الم
وجدته رغم كل شموخه رفع رأسه بحركة ضعيفة يناجي السماء يريد ان يرتاح 
وكان ذاك أول نجمة التقطتها وسط دموعي وشهقاتي المتلاحقة جراء ما عصف بي
مجرد إحياء تلك الجروح وجعلها تنزف يستنزفني ،
جسدي يرتعش لما كان بي من جنون وما أنا عليه الآن من جنون اكبر
وجدته يقف ليرسم نفسه وسط تلك الفوضى ببؤس يلومني لأنني حبسته هنا على ورقة رهاني الخاسرة
نجمتي منطفئة الأمل الأولى
التي ستبني جملتي اللعينة نحو مستقبل غريب كحياتي
“اَ"
تحياتي لك ولنضالك وآسفة لإرغامك على حضور جنازتي
لكنني لن استسلم بسهولة

"من رحم التناقض ولدنا واليه نعود هذه هي طبيعتنا
نحن من ينعتونا بغريبي الاطوار في المجالس
نحن من لا مأوى لنا سوى احلامنا الكبيرة التي تناسب عقولنا البريئة
محاولين خلق ستار بيننا وبين الواقع المؤلم ونحارب بكل قوة للحفاظ على اخر رونق للطفولة في ارواحنا
نحن المناضلون
اصحاب مشاعل الامل التي لا تنطفأ
"

 Scattered passion "شغف مبعثر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن