على الرغم من أني منذ أن بدأت هذا الكتاب وأنا أخرج عن المحور الأساسي له
إلا أنني بدأت أعتاد على إخراج مشاعري و ذكرياتي على شكل أسطر هاهنا
لم أظن أنني في يوم من الأيام سأكون جريئة وأتحدث عن ذكرياتي وتجاربي السيئة التي حاولت جاهداً إخفائها عن الجميع وعن نفسي في المقام الأول
لم أظن أنني سأزور ذاك الركن العتيق في ذاكرتي و أعقم الجروح التي لا تزال تنزف للآن
أنا التي أخفت دموعها عن عائلتها و محيطها رغم بكائها اليومي
أستطيع الآن تحرير شهقاتي براحة
أظن أني اخترت هذا الطريق سلفاً قبل أن أبدأ بكتابة أول سطر من هذا الكتاب
عقلي قد رتب لكل شيء هو والقدر قبل أن أدرك هذا حتى
قررت أن أدوس على جراحي وأنقب في مسرح الجريمة التي حدثت لروحي قبل سنوات و أعاود زيارة غرف
التعذيب الذي جلدت بها ذاتي مراراً وتكرارا
لأنني لن أستطيع استعادة ما فقدته من شغف إلا بهذه الطريقة المؤلمة
لكنني احصد نتيجة في النهاية حيث إنني استطيع نسج ذكرياتي على شكل جمل عميقة
أنا التي لم تكن تقدر على تشكيل جملة مفيدة قبل شهر من الآن .
أفكار عشوائية تحاصر عقلي تجعلني أعيد التفكير بالكثير من الأمور وأحاول تقليل من الفوضى العارمة التي تجتاحني
لكن بالمقابل هذه المرة الحادية عشر التي امسح بها ما كتبه لأنه لم يعجبني غير مترابط بلا فائدة
لما لا يخرج هذا الضجيج الذي يغمرني ويصدح بصوته عبر كتاباتي
لماذا غادرني الإلهام باكراً الليلة
لقد فكرت بهذا الفصل طوال الأسبوع الماضي لما عندما قررت أن أبدأ بكتابته تبخرت كل تلك الأفكار
وددت مناقشة نظرياتي في علم النفس أو بالأحرى الترهات التي اختلقتها و أثبتت الأيام صحتها
التحدث عن معالجتي لفكرة امتلاكي لحب أول أم لا،
الكتابة عن “over think” الذي لدي وانه وصل معي لمراحل متقدمة وإجهاد نفسي وجسدي أدى بي في إحدى المرات أن أتقيأ دما و الكثير من الأحيان المرض وملازمة الفراش بسبب آلام عجز عقلي عن تحملها ومعدتي،
مشاركة هوسي بعلم النفس والتعمق به و تقمصي لكل الأمراض التي أقرأ عنها وكلما تعمقت أكثر أجدني أشترك وأختلف عن كل مرض ببضع نقاط ،
طرح فكرة أنني اعمل على الكثير من الأعمال والروايات وينتهي بها جميعاً في القمامة فور أن أبدأ بعمل جديد لأن بريقها اختفى ولم تعد تعجبني ،
أنني عملت على فكرة رواية وبنيت أحداثها لمدة عامين متواصلين انتقل كل ليلة قبل أن أنام إلى عالمها أعيش دور البطلة وأصوغ الأحداث و اقتربت من حدود ال 1000 صفحة وشارفت على الانتهاء لكنني ببساطة أبقيتها معلقة في مخيلتي و لم اكتبها رغم أنها كانت لتكون أفضل عمل أقدمه في مسيرتي المهينة هذه لكني الآن متأكدة بأني نسيت أحداثها وتفاصيلها الدقيقة ،
غادرتني الذكريات لكن لم تغادرني المشاعر أبداً لا زلت أشعر بدموع الأميرة الصغيرة التي تبكي حبها بينما تسند ظهرها على الباب الفاصل بينهما تسيل على جدران قلبي
ولا زال خافقي ينبض بعنف كلما تذكر قرار البطل في النهاية
أشعر بعتابهما لي لأنني توقفت عند لحظة الفراق ولم أكمل أبداً و أجعلهما يلتقيان ،
وددت لو أني أطرح الكثير من الأفكار المجنونة التي تراودني
كل هذا حدث خلال بضعة أيام قليلة لكنني لم أستطع صياغة أي من الأفكار السابقة
ببساطة
لم أستطع سوى كتابة العنوان الرئيسي لكل منهن و صياغة الكثير من الجمل الغبية ومن ثم أمسحها لأعاود الكرة مرة تلو أخرى لربما سأناقش القليل منها الليلة واترك البقية لليلة أخرى وفصل أخر الساعة الآن تشير إلى 00:30 لقد تجاوز الوقت منتصف الليل
لكنني مصرة لأكمل هذا الفصل
لما لا نتحدث عن حبي الأول
لطالما كنت أردد عبارة” حافظت على قلبي حتى هذه اللحظة لذا أريد خوض تجربة حب جارفة واعثر على فتى يستحق أن يكون حبي الأول والأخير “
لكنني كذبت لأن الحب أقتحم قلبي منذ زمن في فترة لم أكن أعرف ما تحمله كلمة حب من ثقل
رغم أني عاصرت جميع تلك المشاعر والرعشات والفراشات
لكن لفتاة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها كانت كل تلك المشاعر غريبة عليها أحبت بصدق و أخلصت وتعلقت
رغم عدم إدراكها للأمر
أظن أنني لا أستطيع التبحر في هذه الجزئية فهي لا تزال غريبة الملامح علي ومستعصية في بحر الذاكرة لا تريد الظهور
كيف ولماذا وقعت في الحب واستمررت على هذه الحالة لسنوات لا أعلم
لكن ما أذكره من مشاعر كانت تلك التي أدركتها عندما امتلكت ذرة وعي عاطفي لكنها لم تكن سوى مشاعر فقد وحنين و ألم
زهرة حبنا كانت قد قطفت رغم أن شعلتها لم تنطفئ في قلوبنا لكنني عندما وعيت على هذا الحب كنت قد اختفيت لأسباب عقيمة عن حياتي
وما كان مني سوى امتصاص تلك المشاعر و تحليل ما عشته في سنواتي السابقة معك
اكتشفت الكثير من الخدع والكذب
كانت فكرة كذبك تكسرني أنا التي تشعر بك رغم بعد المسافات بيننا
عندما حان الوقت لأحبك به بنضج بعيداً عن تعلق الطفولي
كنت قد رحلت بعيداً وكنت أعالج جراحك التي تركتها في قلبي لوحدي أتحمل بعدك وقسوتك و جنوني و تفكيري المفرط والكثير من الأفكار السوداوية لوحدي ،
من قال أن البعد كالحطب الذي يغذ نار العشق هو مجرد مخبول مريض
لأنني وصلت إلى مراحل من الجنون في بعدك لا يمكن للعقل البشري العادي تحملها ومن ثم بعد صراع كبير وحقائق كثيرة و انكسارات متتالية واكتئابي الذي كان يجالسني تلك الفترة
بدأت أعتاد ذاك الغياب و مع مرور الوقت وهج تلك الشعلة بدأ يخف وينطفئ لكنك كنت لعين خبيث
بعد أن أعتدت غيابك وقلت لنفسي أنني لم أعد أحبك عدت برسالة بعد انقطاع لأشهر طويلة رسالة واحدة كانت كفيلة بتدمير ما حاولت بنائه عدت للبكاء قلبي ينبض بعنف
لطالما أريت البشر الجانب الجميل من علاقتنا
لم أرد لأحد يوماً أن يرى دموعي التي تتساقط بسببك
كنت قدوتي ومصدر قوتي
بكيتك عندما أخبرتني انك ستلتحق بالكلية الحربية
وكم حاولت إقناعك ألا تفعل تصادف ذلك مع قراءتي لرواية يلتحق فيها البطل بالكلية الحربية و يقتل
جننت فقدت السيطرة ولتوقف دموعي كنت تخبرني لا بأس هذا حلم والدي وفي النهاية تخليت عنه أو أنه لم بكن موجوداً في الأصل وكنت تحاول العبث معي في تلك الفترة لا أعلم
-حسناً هنالك الكثير من الكلام الغير منطقي الذي كتب في هذا الفصل من قبل نسختي الصغيرة و قد عارضته تماماً عند مراجعة الكتاب و أحببت أن أوضحه و أوضح الصراع الذي حصل وأذكر الجانب الحقيقي من القصة بعيداً عن العواطف والمبالغة
ما حدث في ذاك الحين أن هذه الصغيرة والتي هي أنا كانت متعلقة بشاب كان أول فتى تتحدث إليه من خارج دائرة العائلة وأعلم أن صغيرتي كانت تعاني من التعلق المبالغ فيه واستطاعت أن تتخلص منه أخيراً منذ ثلاث سنوات لذا فما عاشرته لم يكن حباً بقدر ما كان تعلقاً و أحب أن أذكر أن هذا الفتى كان صلة الوصل بين عالميها الذين تحدثنا عنهم فيما مضى لذا هي في الحقيقة تعلقت ب الشخصية الخيالية التي نسجتها في كتابها أكثر من الشخصية الكاذبة التي عرفتها ،عندما أعود بذاكرتي لذلك الوقت لا أنكر أن الفتى كان لطيف ويدللها و يحبها لكنها لم تكن تحبه هي توهمت هذا فقط
والألم الذي عاصرته في غيابه كان جزء من مرحلة التحرر من التعلق المفرط وانتزاع الصورة الوردية من خيالها و رؤية الحقيقة لذا ألم مثل هذا على طفلة صغيرة أمر صعب جداً أصابها بالجنون و المرض و لأنه كان مميزاً فكانت رحلة العلاج منه طويلة بالأخص أنها تزامنت مع الاكتئاب و حروبه الضارية التي هشمتها لذا كانت تقنع نفسها بأوهام غير موجودة لتقوي بها عزيمتها وأنها تحتاج لهذا السند في حياتها حتى تستطيع اكمال السير من جديد
بالتأكيد ستجدونها تثور بين حين وآخر و تؤكد أن ما كانت تعيشه كان حباً لكني للآن لازلت مقتنعة لوجهة نظري ولست أعرف من منا على حق.-يكفيني حديث لليلة أم أنني سأناقش فكرة أخيرة قبل الوداع حيث أن ملامح حروفي لم توضح حتى الآن لكنه يبدو منكسر حزين
حسناً سأتناول فكرة قصيرة غريبة
فكرة تقيأ أفكاري عندما تخرج عن السيطرة
بدأ المرض مع بداية اكتئابي وشخصت حالتي بأن جميع آلام معدتي و امتناعها عن استقبال أي نوع من الغذاء بأنه عصبي نفسي
أحتاج إلى الراحة و رجحت عائلتي السبب كون الامتحانات النهائية قد اقتربت لكنها لم تكن كذلك أبدا بل بسبب تفكيري المفرط في كل شيء و بأي شي
كانت القصة مقتصرة على آلام مميتة طوال الوقت بسبب ضغط أفكاري على معدتي وكنت لا أنام الليل إن تناولت الطعام ف فكرة الإضراب عن الأكل كانت أفضل الحلول على الأقل حتى أنعم بليلة هادئة بعيد عن آلام النهار الغير المحتملة
وعلى أثر هذا خسرت نضارتي صحتي رشاقتي كل شي
لكني مع مرور عام أعتدت الألم وتقلبات مزاجي وتناسقهما
لكن حالتي المرضية لا تحبني أن أشعر بالملل فكلما طورت طرق التعامل معها
طورت أساليب تعذيبها لي
ويرجح الأمر أنني مع كل مشكلة تحصل كان الخوف من العودة للاكتئاب يجمد الدم في عروقي
وكان نوع وحجم المشاكل في الكبر يختلف عنها في المراهقة
إلا أن وصل بي الحال لخوض تجربة كانت الأولى من نوعها وهي نوبة الهلع
كانت مخيفة مقيتة مميتة خوف يثبتني مكاني بكاء هستيري تسرع دقات القلب
و ضيق في الصدر كأنني أحمل جبال عليه
نوبة لم أستطع السيطرة عليها مهما حاولت وألم في معدتي أرداني في الأرض أصرخ لعدم قدرتي على تحمل المزيد و تمني أن أفقد الوعي حتى أرتاح
ومع مرور الوقت أعتدت نوبات الهلع أيضاً
ليفاجئني مرضي بحيلة جديدة كانت الأقذر منه
كانت مع بداية العام الجديد وعلى مشكلة بسيطة حملها عقلي أكبر من حجمها
وأفكاري السوداوية حاوطتها من جميع الجهات
وترافقاً مع نوبة هلع في منتصف النهار على غير العادة تقيأت دم
هنا كان يجب علي الوقوف والتفكير
مالذي سأفعله مع هذه المصيبة الجديدة لم أكن أعرف
لم تصل بي الحال لأتقيأ دم صحيح
أنا لا زلت بخير صحيح
كنت أتوهم عادت الهلوسات لعقلي
هذا الطعم المالح اللعين الذي في حلقي ليس دم أليس كذلك
ازدادت نوبة هلعي
ولم تعد قدماي تقويان على حملي وارتميت على السرير أبكي حتى غفوت
مرت فترة ولم يتكرر الأمر إلى أن واجهت مشكلة كبيرة لازمت بسببها الفراش أسبوع كامل أتقيأ يومياً و أرفض تناول الطعام
حتى ظنت عائلتي أنني تعرضت لتسمم غذائي وكنت سأغادر منزلي لأقيم بضعة أيام في المشفى لولا تمالكي لنفسي قليلا و حل مشكلتي بسرعة واستعادة صحتي على الأقل التناول ولو القليل من الطعام
أذكر أثناء رحلتي مع هذا المرض الذي لم أجد له أسماً ووصفاً بعد تَمُر علي ثلاث وأربع ليال دون أن تدخل معدتي أي شيء عدى الماء
فقدت الإحساس بالجوع
فقدت الإحساس بحاجتي للطعام
كنت اجبر نفسي كل مدة لشرب كأس لبن حتى أبقى على قيد الحياة فقط
لأنني أرفض فكرة المغذي
أخاف من تطورات مرضي مع الأيام القادمة
أخاف من مفاجآته فهل سأكون قادرة على احتمالها والتعامل معها
أم إنني يجب على الالتزام بأدوية الاكتئاب حتى أستعيد صحتي
هذا ما لا أعلمه إلى الآن
الساعة الآن 01:45
عندما بدأت الكتابة كانت لا تزال الثامنة مساءً هل تتخيلون
لكنني المنتصرة في هذه الحرب أخيراً
ظهر حرفي المنكسر المسكين
قدم إلي يحتضنني يحاول التخفيف من حزني
لكنني بخير لا تقلق
أشكرك من أعماق قلبي لظهورك لأنك كالمنارة التي ستوجه أشرعة سفينتي إلى طريقها نحو شغفنا الضائع
ففي منتصف ليلة حالكة الظلام كهذه
”قِ“
والآن يجب أن اذهب لأريح عيناي قليلاً
لأن غد يوم كسول طويل آخر
تصبحون على خير
أنت تقرأ
Scattered passion "شغف مبعثر"
Разноеمنذ ايام وحتى الان تخالجني فكرة تريد ان تثور و تخط على صفحات هذه المفكرة الجديدة لكنها لم تكن تشبه صديقاتها واضحة مفعمة بالإثارة انما العكس غامضة تلاحقني من خلف النوافذ و اسفل السرير وتقلق مضجعي . يبدو انني لبيت رغبتها ولم اتوقف عن التفكير بماذا ست...