Part 07:

78 35 60
                                    

يترنح ازار  في غمار مشاعره المتلاطمة، كما السفينة الصغيرة في عاصفة هائلة. يجتاحه الشعور بالشوق والحنين إليها ،  تلك الفتاة التي تملأ قلبه بالدفء والأمل للمرة الأولى في حياته البائسة. يعتريه الحنين للوقت الذي مر بينهما رغم قصره ، يتساءل إن كان سيعيش مثل تلك اللحظات مرة أخرى. لكن في تلك اللحظات يأتي الشك ويغمره بقسوة، يتساءل إن كان يستحق حقًا هذا الحب النقي والصادق. هل يمكن لشخص  مثله أن يكون مؤهلاً لاحتضان قلب فتاة تستحق كل السعادة؟

تتبدل ملامح وجهه بين الإشفاق والتردد، يبدو عينيه الممتلئتين بالأمل والحب تتحول إلى عينين مليئتين بالقلق والشك. يتأرجح بين لحظات الإيمان بنفسه وبين لحظات الاضطراب والتشكيك، وسط دوامة من المشاعر المتناقضة. وفي هذه اللحظات الصعبة، يتمرد ازار ضد الحب، يحاول إقناع نفسه بأنه لا يحتاج إليه، وأنه يمكنه العيش بدونه.
لكن بعيدًا عن الأنظار، يتدفق الحب في عروقه كالدم الذي يسري في جسده، يملأ قلبه بالشوق والحنين لها، ويجعله يتوق إلى لحظة واحدة معها، متعلقًا بآمال قلبه المنكسرة وأحلامه المتفجرة بالحب الحقيقي."

بداخله ضجيجٌ من التساؤلات والشكوك، لكنه يعلم أنه لا يمكنه تجاهل مشاعره ورغبته في التأكد من سلامتها.
ليتخذ قرارًا جريئًا ويقرر مواجهة مخاوفه ومواجهة الواقع. يعلم أن الطريقة الوحيدة للاطمئنان هي رؤيتها والتأكد من أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لها و من ثم سيغادرها للابد .

ينطلق ازار بخطواتٍ ثابتة الى السيارة  ، متحملًا عبء الشك والتردد والحماس في آن واحد. تتبدل ملامح وجهه بين القلق والأمل، في حين ينفخ داخله رياح الشجاعة والإصرار. متشوقًا لرؤيتها ومشتاقًا لسماع صوتها.

في منزل صابانجي:

"وقف ارسلان خارج باب غرفة ارين ، يتردد في الدخول، ثم يقرر أخيرًا أن يطرق الباب بخفة.
بمجرد فتحه للباب، يرى صغيرته تجلس على سريرها تقرأ كتابًا. يبتسم لها ويقول بلطف: 'هل يمكنني التحدث معك لحظة؟' تنظر ارين اليه ثم توافق مبتسمة، فيجلس ارسلان  بجوارها ليبدأ محادثتهما:

"أعلم أن ما مررت به كان صعبًا جدًا، وأنا هنا لأقدم لك كل الدعم والتضامن. لا تترددي في الحديث معي حول كل ما تشعرين به أتفهم تمامًا مدى الألم الذي يمكن أن يسببه هذا الوضع، وأتمنى أن تعلمي أنني هنا لك لمساندتك ومساعدتك في تجاوز هذه التجربة الصعبة
هذا الأمر يجعلني أشعر بالحزن الشديد، وأريدك أن تعرفي أنني هنا لأكون كما تحتاجين: كصديق، مستمع، وداعم. دعني أعرف إذا كنت تحتاجين إلى اي شيء " .

لتبدا ارين بالبكاء بقوة وجهها  تجلى  فيه الحزن المكبوت والألم العميق، تتساقط دموعها بلا توقف مع كل نبضة تنبض في قلبها المنكسر، كأنها تحاول تحرير مشاعرها المكبوتة من خلال تلك الدموع التي تنساب بحرية، ورغم أنها تبذل جهداً كبيراً للسيطرة على نفسها، إلا أنها لا تستطيع كبح عواطفها المتدفقة بلا حدود.

فتاة الشرفة ✨Where stories live. Discover now