Part 19:

53 19 148
                                    

Part 19:

‎ميرا تستيقظ على صوت الهاتف يرن بجانب سريرها. تتنفس بعمق، تشعر بالضياع للحظة قبل أن تتذكر أين هي. تتناول الهاتف بيد مرتجفة، لا تزال عيونها مغمضة من تأثير النوم. تجيب دون أن تنظر إلى الاسم على الشاشة.

‎"ألو؟" صوتها يخرج ضعيفاً ومرتعشاً.

‎الصوت من الجهة الأخرى جعل قلبها يتوقف لثانية. "أين أنتِ؟" كان صوت والدها، ذلك الصوت الذي عاشت معه في خوف مستمر، الصوت الذي جعلها تهرب بعد سنوات من العنف. تتذكر كيف كان يعنفها هي وأمها، وكيف هربت منه أخيرًا بعد تلك الليلة المرعبة.

‎"أبي؟" تقول بصوت ضعيف، مشدودة بين الخوف والدهشة.

‎"نعم، أنا. أين أنتِ الآن؟" صوته كان بارداً وقاسياً، يثير فيها الرعب. تشعر برعشة تسري في جسدها، قلبها يخفق بسرعة. كانت تحاول أن تكون شجاعة، لكن الصوت الذي كانت تسمعه كل ليلة وهو يصرخ في وجهها ويضربها جعلها تشعر بالعجز.

‎تحاول ميرا أن تبقى هادئة، لكنها تشعر بالخوف يتسلل إلى صوتها. "أنا... أنا بخير."

‎"تعتقدين أنكِ تستطيعين الهروب مني؟" صوته يزداد غضبًا، "سأجدكِ مهما كان الثمن. لا يمكنكِ الاختباء مني."

‎كانت دموعها تملأ عينيها، لكن ميرا تقاوم رغبتها في الانهيار. تغلق الهاتف بسرعة وتحاول أن تأخذ نفسًا عميقًا، يديها ترتعشان وهي تمسك الهاتف بقوة. تعرف أن عليها أن تكون قوية، ليس فقط لنفسها بل لأمها أيضًا، التي كانت تعاني بصمت لسنوات.

‎تجلس على حافة السرير، تحاول تهدئة نفسها. تسترجع ذكريات العنف والضرب، الليالي التي قضتها هي وأمها خائفين في غرفة صغيرة، محاولتين الهروب من غضب والدها. تتذكر الليلة التي هربت فيها ،"

‎والآن، ها هي ميرا، بعيدة عن ذلك المنزل و عن ابيها ،لكنها لا تزال تشعر بالخوف يلاحقها. تعرف أنها يجب أن تجد طريقة لحماية نفسها ووالدتها. تتنفس بعمق مرة أخرى، تشعر بالقوة تتسلل إليها تدريجيًا. تعرف أن الهروب لم يكن نهاية الطريق، بل البداية فقط. عليها أن تكون قوية وشجاعة، لأن معركتها لم تنته بعد.

‎ميرا تندفع خارجة من غرفتها، قلبها ينبض بسرعة. تهبط الدرجات بسرعة، تكاد تتعثر، وهي تندفع إلى المطبخ حيث تجد والدتها سوزان تحضر الإفطار. ترى ميرا ملامح القلق ترتسم على وجه والدتها، فتندفع نحوها وتحتضنها بقوة، الدموع تنهمر من عينيها.

‎"ماما،" تقول ميرا بصوت مخنوق بالدموع. "لقد اتصل بي."

‎سوزان تنظر إلى ابنتها بقلق، تحتضنها بشدة. "من اتصل بكِ؟" تسأل بصوت مرتعش.

فتاة الشرفة ✨Where stories live. Discover now