Part 34 :

14 4 2
                                    


في منزل صابانجي:
في الليل :

أبيلا كانت في المطبخ، وقفت أمام النافذة تنظر إلى الخارج دون أن ترى شيئًا، أفكارها كانت تائهة في دوامة من الذكريات المؤلمة.
كانت تشعر بثقل في صدرها، وصوت قلبها يتردد في أذنيها.

Flashback Apila
في مساء هادئ داخل دار الأيتام، كانت آبيلا تستعد للخروج إلى عملها الليلي.
ارتدت بنطالًا من القطن الرمادي الناعم وقميصًا واسعًا من اللون الأزرق الفاتح، مع سلسلة فضية بسيطة حول عنقها تضفي لمسة أنيقة على مظهرها المريح.
شعرها كان مربوطًا بإحكام في ذيل حصان أنيق، مما أبرز ملامح وجهها الرقيقة وجعلها تبدو مشرقة رغم بساطة ملبسها.

وقفت آبيلا أمام باب مكتب سيمرا، رفعت يدها بلطف وطرقت على الباب ثلاث مرات بهدوء.
كانت تلك الطرقات خفيفة ولكنها مميزة، تحمل في طياتها الاحترام والاهتمام،
وكأنها لا ترغب في إزعاج سيمرا.
من داخل المكتب، كانت سيمرا جالسة خلف مكتبها،
ترتدي نظارات قراءة ذات إطار رفيع، تقلب في بعض الملفات أمامها، تبحث بين الأوراق بعناية،
وعيناها مركزة على التفاصيل الصغيرة.

عندما سمعت الطرقات الهادئة، رفعت رأسها قليلًا عن الأوراق وقالت بصوت هادئ مليء بالحنان:

    سيمرا: "ادخلي، يا آبيلا."

فتحت آبيلا الباب بحذر وبلطف،
وأطلت برأسها من خلال الفتحة الضيقة التي صنعتها، ابتسامتها الهادئة تزين وجهها.

    آبيلا بابتسامة خفيفة: "أيمكنني الدخول؟"

ابتسمت سيمرا وهي تنزع نظاراتها وتضعها على المكتب:

    سيمرا: "بالطبع، تعالي عزيزتي."

خطت آبيلا داخل الغرفة بهدوء، مقفلة الباب خلفها بلطف،
واقتربت من سيمرا التي كانت قد بلغت من العمر خمسين عامًا، تحمل على عاتقها مسؤولية رعاية هذا البيت ومن فيه.
كانت ترتدي تنورة سوداء طويلة تصل إلى الكاحلين وقميصًا أبيض مكويًا بعناية، مع وشاح أرجواني أنيق يزين عنقها.
نظراتها كانت مزيجًا من الحنان والقوة،
تحمل في طياتها سنوات من الخبرة والحب غير المشروط.
مكتبها كان مرتبًا،
مع بعض الملفات المتناثرة بعناية على سطحه،
وباقة من الزهور الطازجة في زاوية المكتب تضفي على المكان لمسة من الحياة.

    سيمرا بقلق: "آبيلا، أين ستذهبين الآن؟ لماذا تعملين ليلًا ألم نتفق على أن تتركي العمل ؟"
    آبيلا بابتسامة مطمئنة: "لا تقلقي، سيمرا أمي ،سأكون بخير.
عليّ أن أجمع المال لدفع رسوم الجامعة و سأبحث عن عمل آخر في الصباح وعد ."
سيمرا: "ألم أخبرك أنني سأهتم بذلك؟ يمكنك التركيز على دراستك، لا حاجة لأن تعملي."
آبيلا: "لقد اعتنيت بي 18 عاما و لا تزالين تفعلين رغم أن عملك إنتهى منذ 6 سنوات ،
وحتى الآن منحتني مكانًا للإقامة رغم أنك لست مجبرة على ذلك ، لذلك دعيني أقدم شيئًا بالمقابل. هذا أقل ما يمكنني فعله ،جعلك فخورة بي ."
    سيمرا: " ما الذي تقولينه أنت ابنتي ، هل تتخلى الأم عن أطفالها أبدًا لا تقولي ذلك مجددا  ،يمكنك الذهاب،
لكن كوني حذرة يا عزيزتي."

فتاة الشرفة ✨Where stories live. Discover now