Part 36 :

20 2 0
                                    



في صباحٍ هادئ ومشمس، جلست عائلة صابانجي حول طاولة الفطور الكبيرة المصنوعة من الخشب الداكن المصقول بعناية
‎ تغمرها أشعة الشمس الذهبية التي تسللت من النوافذ الواسعة.
‎الطاولة كانت مغطاة بمفرش أبيض مزخرف،
‎ وعليها صفوف من الأطباق المزينة بعناية،
‎تفوح منها رائحة المخبوزات الطازجة.

‎أمام الجميع وضعت أطباق تقليدية: الجبن الأبيض والجبن المعتق بجانب صحن من الزيتون المتبل، صحن من البيض المسلوق،
‎زبدة ومرملاد التوت، قطع الخبز التركي الساخن، وبعض أنواع الفواكه مثل العنب والتفاح المقطع،
‎كل شيء يبدو وكأنه خرج من مطبخ فاخر.
‎أباريق الشاي الأحمر التركي البخاري كانت منتشرة، بجانب أكواب زجاجية صغيرة وملاعق فضية رقيقة.
‎هزار ، كان يجلس على رأس الطاولة، بملامحه الجادة التي تعكس قوة شخصيته وتحكمه في كل شيء.
‎كان يرتدي قميصًا أبيضًا مكويًا بدقة، وأمامه كوب من الشاي يحركه ببطء.
‎نظراته كانت ثابتة على طبق الطعام،
‎لكنه كان يراقب بهدوء تفاصيل كل فرد من أفراد العائلة دون أن يتحدث.

‎ماريا، جلست بجواره مرتدية ثوبًا أزرق سماويًا ناعمًا يتناسب مع هدوءها المعتاد.
‎كانت تنظر إلى طبقها وهي تتناول بعض الفواكه بخفة، وكأنها منشغلة بشيء آخر في عقلها.
‎ملامحها كانت ناعمة،
‎وفي عينيها نظرة عميقة من التأمل.

‎على الجانب الآخر، جلست أبيلا بجانب أرين، ترتدي فستانًا بسيطًا بلون وردي باهت،
‎شعرها مرفوع بشكل أنيق،
‎وكانت تحاول أن تبدو طبيعية، لكن عيناها لم تتوقفا عن التسلل بنظرات سريعة نحو ميران الجالس أمامها.
‎أرين ، بدورها،
‎كانت تحاول إخفاء توترها.
‎ارتدت فستانًا فاتح اللون، لكن ملامح وجهها المنقبضة وكتفيها المنحنين قليلاً أظهرا صراعًا داخليًا.
‎كانت تلتقط قطع الطعام ببطء شديد،
‎وكأنها بالكاد تستطيع تذوق ما أمامها. عيناها الكبيرتان، اللتان عادةً ما تعكسان حيويتها،
‎كانتا مثقلتين بالغصة التي تشعر بها،
‎وكانت تمسك بيديها تحت الطاولة بشدة حتى ظهر بعض الشحوب على أناملها.

‎ميران، الذي جلس بجانب أرين، كان يرتدي قميصًا أسود بسيطًا، ولكنه كان يبدو مرتاحًا،
‎رغم أن عينيه كانت تراقبان أرين باهتمامٍ غير ملحوظ.
‎بين الحين والآخر،
‎كان يلتقط نظراتها المترددة ويحاول بعينيه تهدئتها،
‎وكأنه يخبرها بصمت أنه هنا ليدعمها.
‎لكن بين كل تلك الهدوء،
‎كانت هناك نظرات خاطفة من أبيلا إليه، تراقب بعيون خجولة كيف يتعامل مع أخته،
‎دون أن تنتبه أحيانًا كيف تتلاشى ملامحها في التفكير العميق.
‎أرسلان ، جالس بجوار أبيلا،
‎كان يرتدي سترة رمادية ناعمة،
‎وملامحه كانت مليئة بالثقة.
‎كان يمسك بكوب الشاي الخاص به بين يديه، لكنه بالكاد شرب منه.
‎بدلاً من ذلك، كان يراقب بتسلية الحوار الصامت الذي يدور بين أخيه و أبيلا و النظرات بينهما
‎ابتسامة خفيفة ظهرت على شفتيه عندما لاحظ كيف أن أبيلا تحاول النظر إلى ميران خلسة،
‎وكيف أن أخيه لا يلتقط تلك النظرات أو يتظاهر بعدم الانتباه.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 27 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فتاة الشرفة ✨Where stories live. Discover now