Part 24:

24 8 113
                                    


الأب هزار وقف أسفل الدرج،
ملامحه متجهمة وصوته حاد ينادي على ابنته: "آرين! انزلي فوراً، لماذا تأخذين كل هذا الوقت؟ خطيبك في انتظارك في غرفة الجلوس. أسرعي ولا تضيعي المزيد من الوقت!"

في غرفتها،
كانت آرين ترتدي سروال جينز ضيق يبرز طول ساقيها وقميصًا أبيض ينسدل بأناقة على جسدها،
مع حذاء أبيض يعكس بساطة إطلالتها.
لم تضع أي مكياج سوى أحمر شفاه خفيف يضفي لمسة من الحيوية على ملامحها البائسة .
كانت تقف أمام باب شرفتها، شاردة الذهن، تتأمل في الأفق وكأنها تبحث عن مهرب من واقعها.

تسللت نسمة هواء باردة إلى الغرفة، فشعرت بها تلامس وجهها بلطف، وكأنها تهمس لها بسرٍ خفي. رغم ذلك، لم تتحرك آرين. كانت عيناها مثبتتين على المسافة البعيدة،
وعقلها مليء بالتساؤلات والمخاوف. التفكير في مستقبلها وخطبتها المفروضة جعلها تشعر بثقل المسؤولية.
حاولت أن تجد القوة لتتحرك، لكنها كانت تشعر أن شيئًا ما يسحبها نحو الهاوية، ويمنعها من اتخاذ أي خطوة إلى الأمام.

POV Arin :

"لقد مرّت ثلاثة أشهر منذ أن فُرض عليّ هذا القرار، ولم أستطع حتى الآن أن أقول نعم أو لا.
أشعر وكأنني محاصرة في قفص لا أستطيع الخروج منه، وكأنني أسيرة في حياة لا أختار تفاصيلها.
كل شيء قد تم ترتيبه وتحديده دون أن يسألني أحد عن رأيي، وكأن رأيي لا يهم على الإطلاق.

بقي أسبوع واحد فقط على زفافي مع أيدن، هذا الرجل الذي لا أريده ولا أستطيع أن أحبه مهما حاولت.
أيدن بالنسبة لي مجرد قيد جديد، قيد يضاف إلى القيود التي تثقل كاهلي.
أشعر وكأنني أسير نحو حافة الهاوية، وكأنني أخطو نحو مصير مجهول لا أملك فيه أي خيار.

أشعر بأن فمي مخيط، وكأنني عاجزة عن الكلام أو التعبير عن مشاعري الحقيقية. كلما حاولت أن أتكلم،
أتراجع في اللحظة الأخيرة خوفًا من رد فعل العائلة.
في هذه العائلة، لا أحد يهتم بما أشعر به أو بما أريده حقًا.

أمي دائمًا مشغولة بتجهيزات الزفاف، تتحدث عن الفساتين والحفلات وكأنها تعيش في حلم وردي.
أما أبي فلا يرى في زواجي سوى خطوة لتعزيز مكانته الاجتماعية و وسيلة للتخلص مني
أحيانًا أشعر أنني مجرد وسيلة لتحقيق طموحاتهم، وليس لي أي قيمة بذاتي.

كلما اقترب اليوم الموعود،
يزداد شعوري بالاختناق. أريد أن أصرخ، أن أهرب، أن أتمرد على هذا الواقع الظالم. ولكنني عاجزة، مقيدة بسلاسل الخوف والتقاليد.
لا أحد يسمع صراخي الداخلي، ولا أحد يشعر بالألم الذي يعتصر قلبي. أشعر بالوحدة، باليأس،
وكأنني تائهة في ظلام لا نهاية له.

كيف لي أن أعيش حياة مليئة بالحب والسعادة وأنا مضطرة لبدءها بهذا الشكل؟ كيف لي ذلك انا أحب رجلا آخر ؟
عقلي و قلبي و كل ما أملك هو له
كيف لي أن أكون حرة وأنا سجينة في قيود عائلتي؟ هذه الأفكار تقتلني ببطء،
وأنا لا أجد مخرجًا منها. فقط الوقت سيمضي، وأنا سأظل هنا، أسيرة في هذه الحياة التي لم أخترها."
End PoV

فتاة الشرفة ✨Where stories live. Discover now