هي تلك اللحظة التي اضعت نفسي فيها الى الابد وتعلقت روحي بأرض لم اخطو عليها سوى مرة واحده.
اضعت نفسي بين جبل قاسيون وبيوت الشام، اضعت نفسي بين امواج البحر المتوسط و شواطئ اللاذقية، اضعت نفسي بين نسمات هواء دمشق، وسواد ليلها الرقيق، وضعت احلامي في امنيه وضعتها عند سيدتي البتول و مضيت...
يا ابن سوريا
أ تذكر عندما اصبح قلبي حلب و اصبح قلبك بغداد؟
أ تذكر عندما كنا نعلم بعضنا البعض لهجاتنا؟ وكم كنا نضحك على الألفاظ الغريبه الي كنا نلفظها؟
لقد قلت لي "أن الحرب التي جمعتنا الان هي نفسها الي ستفرقنا"،لم افهم ما قلته لي وقتها... كنت اتأمل ليل بغداد و قمرها و نجومها، هي نفسها الي رايتها هناك يوما ما...
صرت افكر في المسافه بيننا و عندها فهمت ماقلته سابقا.
أ تذكر عندما افترقنا؟ قلت لي اننا سنلتقي دون شك في الجنه لنبقى سويا ابدا، قلت لي ان الارض ليست المكان المناسب لحب مثل حبنا، لان الحروب والفروقات ستدمرنا...
أتذكر عندما اخبرتك و ماذا ان لم ندخل الجنه! قلت لي ياحلوتي الجنه تحت اقدام امهاتنا... وقلت لي كوني اما طيبه لتكون الجنه تحت اقدامك ... ليتحول اي مكان تخطين فيه الى جنه!
و مضيت في حياتك و مضيت انا ... و لم يبقى من حبنا سوى دعاء بدمعه خفيه في صلواتنا. .. و صوتك يتردد في اذني"تؤبشيني" و ارد عليك " اروحلك فدوه ".
