عد لي

155 14 9
                                    

حملت كل ما تستطيع حمله ورحلت ... وتركت الباب ورائك مفتوحا ... الريح تدخل و تبعثر لي أوراقي التي حملت ذكرياتنا معا ... و كلما سمعت صرير الباب تذكرت كيف انك خرجت مسرعا تاركا كل شيء خلفك متكسرا

قلبي الذي كنت تعتني به وكأنه طفل رضيع ... تركته مرميا على الأرض و دقاته المضطربة تناديك... وعيوني التي كنت تحدق بها كأنها عالم اسطوري ... تركت أحلامها تنجرف مع طوفان حزني ... شفاهي التي كانت معبدك المقدس حطمت اجراسها.

والآن ... اكتشفت بأن الليل طويل لكنه كان معك يمضي! و ان النهار ممل لكنه كان معك مشرقا ... أصبحت دقات الساعه أبطأ بكثير و اختفت ألوان الورود و أصوات الكائنات ... حتى أن المطر أصبح بلا معنى وسقوطه لا يحرك احساسي .

حملت كل شئ و لم تعد و لم يرجعك الحنين ... وانا التي حملتك في قلبي و أحرقت لك من عمري سنين... انتظرك و صدى صوتك يملأ رأسي ... "لن اتركك ولن ادعك ترحلين" ... انتظرك لأنك قلت لي ذات مره "انت لي اخت و أم و صديقه أن كنت تعلمين"...

أتدري؟ أن الشوق احرق لي ضلوعي ... و خطف من ملامحي سعادة سنين.

مذكراتُ عاشقة في الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن