قصه لحظه

212 11 4
                                    

كان العالم أكثر سوادا من الآن. .. وكان كل شي متوقفاً ... وكأن كل الدنيا قررت أن تترك الزمن يجري لوحده ... و تعبت من المشي مع عقارب الساعه

كانت السماء رماديه و أشعة الشمس تصارع الغيوم و تبحث عن منفذ لها كي تخترق الجو... لكن دون جدوى ف الغيوم كانت تقاوم و تصد الشمس كجيش من المقاتلين الرماديين من عصر لا ألوان فيه...

نهايه ديسمبر ... و فصل الشحوب قد طل منذ أسابيع. .. كانت تقف في شرفتها التي كانت تشبه حديقه عائمة قبل سنين ... والآن كأنها مقبره للشجيرات والورود...

ابتسمت ابتسامه خفيفه وهي محدقه في الأفق و كوب القهوه في يدها ... كالعاده تتذكر الأيام التي حملت روحها لهذا المكان... كانت حزينه... و وجهها رمادي بفعل البرد والفراغ الموحش في حياتها، إلا أن شفاهها كانت لاتزال كازهار الكرز ... فكيف تذبل شفاه كانت تقبل حبيبها كل يوم ؟!

ورغم ملامح الحزن إلا أنها كانت راضيه إلى ماوصلت إليه في حياتها ... وأخذت ترشف قهوتها و تتداخل أصوات الرياح مع أصوات ذكرياتها معه ، أصوات ضحكات و بكاء و حب و غضب ...

يوم قبلها لأول مره و يوم البسها الخاتم ويوم أنجبت ملاكا صغيرا يشبه تماما ... و بقيت تتذكر كل شيء مر في حياتها والابتسامه لاتفارق وجهها المتجمل بالشحوب ...

هبت ريح بارده قويه ليسقط الكوب من يدها و يتناثر أجزائه في كل مكان وفجأه سمعت أصوات أقدام خلفها ... ضلت ساكنه فهي تميز هذا الصوت... و ادركت أنه موعد رحيلها إليه...

التفتت لتراه أمامها أخذ بيدها البارد وقبلها و ضمها اليه، إنها معه الان لقد وعدها أن يأتي ليأخذها.. وقد اتى

مذكراتُ عاشقة في الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن