لون دموي !

50 12 10
                                    

الفصل الثاني ، أرجو التغاضي عن الأخطاء الإملائية و لا تنسوا التصويت و ترك تعليقات جميلة ✨🤎
حسابي على الانستا : ell_y.e

أخذت قارورة ماء من الثلاجة واتجهت إلى غرفته فهو لا يستيقظ إلا بهذه الطريقة شرعت الباب وصرخت : هانيول
فتح عينيه بصعوبة وقال بابتسامة هادئة
: صباح الخير جدتي
اقتربت منه وباغتته بسكب قليل من الماء على رأسه لم يتفاعل فقط ابتسم كالعادة هذا الهدوء و هذه القوة كانت تقلقها أكثر فأكثر...
تنهدت وجلست بجانبه وضعت يدها على كتفه بلطف : بني لا تُظهر هذا لأحد
: حسنا جدتي أعلم لا تقلقي
حدقت به بعينين مليئتين بالقلق وقالت
: أنت تعلم أن المختلف دائمًا... »
أكمل الجملة قبل أن تنطق :
« المختلف دائما مكروه » ترددت تلك الجملة على سامعه كثيرا ولكنها لم تفقد تأثيرها عليه أبدا
: لا تتخلى عن حذرك هانيول
: لا تقلقي جدتي .

نهض متثاقلاً وتوجه إلى غرفة أخته شرع الباب وصرخ بأعلى صوته مقلدا جدته
: سووويووون ! فزعت تلك الغارقة بين افرشتها من نومها وهي تتلفت يمينا ويسارا: من؟ أين؟ ماذا؟ لم أفعل شيئا، أقسم بذلك
انفجر ضاحكًا حتى وقع ارضا يمسك بطنه.
وقفت سويون غاضبة وركلته بكل ما أوتيت من قوة، لكنه لم يظهر أي شعور بالألم بل هي من تألمت وأمسكت قدمها صارخة: أقسم أنني سأقتلك يوما ما! جدتي، خذي حفيدك من أمامي لما لا يشعر بشيء؟ لماذا عليه أن يمتلك قوة خارقة؟ هذا ليس عدلا ألسنا توأمين؟ ما هذا الظلم؟

haneul's pov :

توجهت إلى الحمام بسرعة لدي موعد مع أكثر شخص يكره التأخير لكنني متأخر كالعادة شيء بداخلي يستمتع بذلك ربما لأنني أعلم أنه سيغضب لكنني استمتع برؤية ملامحه الغاضبة ..
وقفت أمام المرآة أتأمل عيني، تلك العدستان اللتان لطالما كرهت لونهما كلما نظرت إليهما شعرت برغبة عارمة في اقتلاع مقلتيّ من مكانهما، كيف يمكن لأحد أن يجد هذا اللون الدموي مميزا ؟ لم أفهم ذلك أبدا .
يقولون إنني مختلف لكنني لا أعتبر هذا الاختلاف نعمة بل هو نقمة، قوتي الخارقة تلك التي تسمح لي برؤية الماضي القريب بمجرد لمس شيء أو شخص ترهقني جدا إنها ليست هبة بل عبء أكابر لتحمله، كل تلك الذكريات التي لا تخصني الأحداث التي لا أريد أن أعرفها تلاحقني. ثم هناك السمع... ذلك الصوت الخافت الذي أسمعه حتى لو كان على بعد أميال يطاردني في كل لحظة من يومي وكأن العالم كله يهمس في أذني طوال الوقت، أسمع همسات الجميع محادثات لا تخصني ضحكات جدالات حتى أنين من يمر بجانبي لا أستطيع إيقاف شيء إنها ضجة مستمرة ترهق روحي ناهيك عن القوة الجسدية التي أحملها، إذا عانقت شخصا بقليل من القوة سيغدو فتاتا كم من المرات خشيت أن أؤذي من حولي دون قصد.
لكنني تعلمت التحكم في هذه القوة او لنقل اضطررت لذلك عندما اصبح الجميع يلقبني ب " الوحش " في حينا القديم كانوا يخافون مني و من قدرتي لدرجة انهم حاولوا قتلي أكثر من مرة حتى الآن ما زلت أكره نفسي، لأنني لا استطيع الهروب من هذا الوحش الذي يسكنني مهما حاولت أن أبدو طبيعيًا أن أندمج مع الآخرين يبقى هذا الشعور ملازما لي و يطاردني...
تنهدت بقلة حيلة و مسحت وجهي بقطرات ماء باردة انعشت روحي ، ابتسمت بسخرية لنفسي في المرآة  « لن تتغير الأمور اليوم ايضا أليس كذلك؟ »
خرجت من الحمام بعد ان وضعت عدساتي اللاصقة باللون الكحلي مستعدا لمواجهة العالم من جديد رغم كل شيء أعلم أنني لا أستطيع الهروب إلى الأبد .

اتجهت نحو الجسر المطل على نهر الهان، كان الهواء باردا قليلا والنهر تحته يتدفق بقوة.
من بعيد رأيته يتكئ على الحافة يتأمل النهر العميق بهدوء بمجرد أن سمع خطواتي تقترب استدار بإبتسامة واسعة وبدأ يلوح بيده بحماس ثم همس بصوت كافٍ ليصل إلى أذني الخارقة
: هيا اقترب أكثر لأرميك من هنا .
قهقهة عالية غادرت فاهي، لا شيء يمر علي مع هذه الأذن الحادة توقفت للحظة ونظرت إليه بتحدي  ليرفع يديه بيأس قبل أن يتمتم مجددا بنفس النبرة
: دائما ما يحالفك الحظ بسبب تلك الأذن التي سأقتلعها يومًا ما.
ضحكنا معا وتقدمت نحوه أحتضنه دون تردد إنه صديقي الوحيد منذ الطفولة لا أحد اقترب مني بهذا الشكل كنت دائما أدفع الناس بعيدا لكنه كان مختلفا كلما حاولت أن أبعده عني كان يعود بإبتسامته الصندوقية تلك و هو يحمل المزيد من الإصرار على جعلي صديقه، عزيمته و إصراره الدائم جعلني أثق به حيث لم يتسنى لأحد ان يحظَى بما حظي به تايهيونغ .
: أعفو عن أذني هذه المرة، لن أتأخر مجددًا » قلت ممازحا ليبتسم لي و ينطق
: لا تقلق سأتركها لك  ما زلت أحتاجها
: تحتاجها ؟ في ماذا ؟ أليست أذني؟
: أحتاج أيضا ذلك المخيخ المحترف في التسويق شركتي ستنهار بدونه.
تنهدت بملل و قلت : عدنا لنفس الموضوع تاي !
: لن أتركك حتى تقتنع بالعمل معي لا تقلق أنت الآن تتحكم في قواك لقد عانقتني قبل قليل دون أن تكسر لي أي عظم أليس كذلك؟
ابتسمت وقلت : يا إلهي، هذا الأحمق
: هيا هانيول أرجوك اقبل عرضي لن أتوقف حتى تقول توافق هياا هييا ...
نظرت إليه وقلت بتردد : حسنا، سأفكر
قفز فرحا وكأنه طفل فاز بقطعة حلوى لينبس وسط حماسه : أجل، أجل هذا أفضل خبر سمعته اليوم .
أردفت بتفاخر : قلت فقط سأفكر لم أوافق بعد .
عندها توقف عن القفز ونظر إلي نظرة مرعبة كما لو كان جادا هذه المرة و قال : إن لم توافق سأرميك في النهر حقًا .


لا تنسوا تشاركوني آرائكم و إنتقاداتكم و أسئلتكم ✨

الــزائـِـرُ الـغــريــب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن