وضعت كوب القهوة فوق الطاولة الصغيرة ثم نادت بصوت عال وغاضب: ايااااد هذه المرة العاشرة وانا انادي عليك.. انهض..
وماهي الا ثوان حتى خرج عمار من الحمام ونادى بغضب
عمار: ماذااا الم ينهض بعد؟!!
وماهي الا ثوان حتى نادى بصوت يغلبه النعاس
اياد: ل.. لقد استيقضت!
مسح اعينه اخذ نفس عميق ابعد الغطاء من فوقه نهض من السرير الذي كان باجانب الايمن من الغرفة الصغيرة وامامه طاولة صغيرة جدا فيها درجان وفوقها مصباح
وضع اقدامه بدء يخطو خطوة خطوتان وجسمه غير متوازن من النعاس فتح الخزانة الصغيرة على الجانب الايسر من الغرفة اخرج قميصا اخضر فاتح باكمام وسروالا من القماش متوسط الجودة اسود
ارتداهم توجه نحو الباب اخذ خطوتان ثم فتح بابا الحمام قضى حاجته وغسل ايديه ووجه بعدها ذهب للمطبخ ولا يزال النعاس لم يرحل عنه بعد
جوهر: واخيراا استيقظت..
لم يرد عليها.. جلس فوق كرسي امام والده اخذ كوب القهوة وبدء بشربه دفعة واحدة
جوهر: بهدوء ستختنق..
وضع الكوب فارغا ورد بفرح: لقد انهيته!
عمار بخيبة وقلة حيلة : كأنك بدأت مشروع وانت فقط انهيت كوب قهوة دفعة واحدة.. لا ادري ماذا افعل مع هذا الصعلوك..
اياد بعناد: المفيد انني فعلت شيئ نشيط اليس كذلك ايها القدييم
عمار بغضب؛: الا زلت.. حسنا اذن انهض الان وذهب نظف الاحصنة الثلاث وحدك وانسى ان تذهب الى اللعب بالكرة مع صديقك.. افهمت!
اياد بحزن: اه حسنا
ثم ابتسم بخبث واخذ عدة خطوات للوراء وصاح: ايها القديييم
واستدار وهرب وهو يضحك بخبث ونصر
لم تستطع جوهر ان تكتم ضحكتها مثل كل مرة ينعاد هذا المشهد فرؤيتها له تحعلها سعيدة ومطمأنة بأن عائلتها الصغيرة لا تزال بخير وتتمنى ان ينعاد هذا المشهد لتحس بنفس الشعور وكأن سيأتي يوم وستتشتت هذه العائلة...
اخرجها من شرودها صوت زفير عمار ثم قال: سألقنه درسا لكي عندما يقول هذه الكلمة يتذكره..
جوهر بصوت يغلبه الضحك: الا يكفي انه سينظف ثلاث احصنة كبيرة!
عمار: انه يستحق هذا
جوهر بتلاعب: حسنا حسنا.. الم تفتح المتجر..او تريدني ان اطبخ العدس للمرة الرابعة على التوالي..؟!
عمار بترجي: لا الا العدس سيصيبني تشنج ابدي في المعدة..
جوهر بابتسامة لم تستطع اخفائها: حسنا اذن هيا للعمل..
ثم قامت بترتيب الطاولة وحمل الاكواب وبعدها غسلهم واحدا واحد وترتيبهم..
فتح عمار قفل نافذة المتجر الصغير وبدء الزبائن بالمجيئ واحد واحد بفترات زمنية ليست طويلة..
بينما كان اياد ينظف الاحصنة الثلاثة المربوطة امام العربة الضخمة المتشابهة البنية ذات الشعر الاسود وحتى الآن اقترب على ان ينهي تنظيف الاول حيث كان يمشط له شعره الاسود بمشط خشبي حتى سمع صوت خطوات سريعة يقترب اليه وصوت عال يقترب مع كل خطوة: هااااي اياااد
عرف اياد صاحب الصوت فاستدار وكان صديقه دانيال ذو الشعر الاصفر الجميل والبشرة البيضاء واعين عسلية جميلة برموش رقيقة فاتحة بلون مائل للاصفر بجسم يتمتع بنفس طول وعضلات اياد يرتدي سروالا اسود وقميصا بني باكمام بجودة متوسطة ويروش لاياد
رد عليه اياد واعينه تشع بالفرح وهو يروش له ايضا
اياد: هاااااااي..
نهض ليصافح دانيال
دانيال: مرحبا اياد كيف الحال؟!
اياد بحزن: لا اضنه بخير لأنه لايزال امامي حصانين لانظفهم..
قاطعه دانيال بحماسة: مارأيك ان اساعدك وهاكذا سسنهيهم بوقت قصير ونذهب للملعب الشباب ينتضرون..
قاطعه اياد بحماس: لا تقل اننا سنجري المبارات مع فريق الشيطان اليوم
دانيال بنفس الحماسة: نعم وبعد حوالي ساعتين
اياد بحماسة تتزايد: والفريق الرابح له 5 قطع نقدية؟!
دانيال بحماسة اكبر: نعم وسيتأهل للعب مع فرق الحارات الخرى!
اياد وسيموت من الحماسة وبصوت يتعالى: اووووه هيا لنذهب!
وقبل ان يخطو خطوة صاح عمار الذي كان يسمعه من نافذة المتجر
عمار: هل ستنظف الاحصنة نفسها؟!
توقف كلا من اياد ودانيال ثم قال اياد بخيبة وحزن: تبااا لقد نسيتها
دانيال بنبرة ضاحكة: مهما كان هذا الامر الذي قمت به وعوقبت لأجله فانت لن تنجو حتى تنظف الاحصنة
اياد بحزن: على مايبدو نعم..
زادت ضحكات دانيال ثم قال اياد بغيض
اياد: وانت هل ستساعدني ام ستبقى تضحك مثل الابله
دانيال: سأتجاوز كلمة الابله لانه ليس لدينا وقت للنظف..
ثم قال بنبرة متعجبة: واااو ماأجملها انها كبير.. واااو عربتكم تبدو منزلا متنقل انها ضخمة بحق السماء
اياد وهو يقلد نبرة دانيال: وااااو هل ستبقى تتعجب او مارأيك ان ااخذك بجولة في العربة
دانيال بنفس النبرة: حقاا انا موافق!
اياد: نعم نأخذ جولة ولا ننظف الاحصنة ولا نذهب للمباراة
دانيال: اه نسيت لا تآخذني ان عربتكم حقا عجيبة
ولم يستدر كليا لاياد حتى قذف له مشطا خشبيا امسكه دانيال وهو على قرابة من ان يصتدم بوجهه وعلامات الهلع على ملامحه وقال: مالذي كنت تفكر به كدت ان تصيبني في وجهي الجميل
اياد باشمإزاز: تقصد وجهك القبيح الذي كان سيصبح اجمل ان اصتدم به المشط
وما ان فتح دانيال فمه للرد حتى صاح عمار بغضب
عمار: يا الهي على هذين الابلهين الذان عندي هل ستبقون تتناقشون الآن على اتفه الامور ام تنظفان الاحصنة ولا مبارياة بعد اليوم
اياد وهو يكتم الضحكة: هه لقد اقحمت في هذا معي
عمار: انا معك يا اياد فهو ليس معاقب!
دانيال وهو يحاول الا ينفجر من الضحك: هه لقد..
قاطعهم عمار: الا تزالان واقفان هيا الى الاحصنة!
لم ينطقا بكلمة فقد هما للعمل مباشرة وهما يضحكان...
بعد انتهائهما من تنظيف الاخصنة بسرعة تحت مراقبة عمار لهما فكلما تكلما صاح عليهم مسكتا لهم
وصلا الى الملعب الذي كان عبارة عن مساحة كبيرة غير صالحة للزراعة ذات تربة قاحلة صفراء اللون في كلا من الجهة الامامية و الخلفية حجران كبيران مبتعدان عن بعضهما البعض بحوالي مترين ويعتبر الامامي مرمى لفريق الليل والخلفيمرمى لفريق ايا ودانيال
وبعدا دخولها فيه واقترابهم للفريقهم الذي كان ينتظرهم صاح احد الشباب الاربعة
قائلا: لقد وصلو.. مرحبااا
ثم اخذ يروش لهم
استمرا دانيال واياد في اقتراب وهما يروشان لهم وعند وصولهم سألهم نفس الشاب الذي صاح قبل قليقل
قال: لقد تأخرتم قليلا
اياد: انها قصة طويلة..
ثم سمعو صوت خطوات وعند استدارهم كان الفريق الاخر يتقدم ثم قال قائد الفريق
قائد الفريق باستفزاز: واخيرا اتيتم ام خفتم الهزيمة المحتومة عليكم؟!
نطق دانيال بتحد: ها الهزيمة؟! ماذا تعني هذه الكلمة؟!!
ثم قال اياد بحماسة وتحد ايضا: نحن لم نتذوقها ولكننا نذوقها للخصم وستتذوقونها اليوم ايضا
قائد الفريق: حسنا لنرى
وبعدها بدءت المباراة وانتهت بتعادل 1-1 الا ان اياد استطاع في الدقائق الاخيرة ان يسجل هدف بقدمه اليسرى وهكذا كان الربح من نصيب فريق الليل فريق اياد ودانيال وفعلا اخذا الخمس قطع نقدية وقسموها على الفريق وكانو متحمسين للمباريات القدمة مع فريق الحي الآخر
اتفق الفريق على الموعد الذي سيلتقوا فيه للتدرب وانصرف كل واحد الى بيته وعاد كل من اياد ودانيال معا
يتشاورون
دانيال: لنشتري شطرنج
اياد: اعع هل انت كهل ام ماذا كيف نشتري شطرنج انه ممل
دانيال: ممل انت لم تجربه بعد!
اياد: لقد رأيت ابي يلعبه ذات مرة
دانيال: لكنه ليس للكبار فقط انه ممتع حقااياد: اففف ايها الممل العنيد لماذا تريد ان تجعلني مثلك لنشتري بعض الاكل اللذيذ وحسب
دانيال بغضب: هل هذا كل همك الاكل كل اعضاء الفريق اما سيشترو شيئ ثمين يبقى عندهم..
قاطعه اياد: وهل تلك لعبة الكهول المملة ثمينة؟!
دانيال: اسمها شطرنج ودعني اكمل كلامي.. او يخبؤه لليضيفو له عندما نفوز في المبارياة القادمة
اياد بنفاذ صبر: حسنا لنخبئه ولاناكل فقط لا نشتري ذلك الالطشنرج
دانيال بغضب ونفاذ صبر: انه شطرنج.. شطرنج
اياد بتسليك: حسنا حسنا مهما يكن اسمها لن نشتريها
دانيال بتحد: سأحضرها يوما ما وسنلعبها وترى كم انا ممتعة
اياد بتحد: عندما اصاب بالجنون
دانيال بتحد اكبر: ساجبرك وستلعبها غصبا عنك
اياد: في احلامك..
واستمرا على ذلك الحال حتى افترقا امام العربة الخشبية لاياد
ودعا بعضهم البعض..
تقدم اياد الى العربة فتح الباب توجه نحو المطبخ....
أنت تقرأ
آِيّوُسًْـيّآ..
Mystery / Thrillerيستطيع سماع صوت تحطم جوهرته النادرة، التي لا وجود لصمغ يستطيع اعادتها واصلاحها... ولكن هناك مايستطيع اصلاح قلبه المحطم حتى وان كان على حساب ان يُشوه... اذا.. هل الطيب ينتقم؟.....