دَنْيَالْ..

30 6 2
                                    

عمار بغضب وهو يطرق باب الحمام: هيا اخرج ماذا تفعل في الداخل كل هذا الوقت لي ساعة وانا انتظر.. هيا اخرج
بعدها بلحظات فتح اياد الباب وخرج من الحمام وقال بإستياء:  افف حتى بيت الراحة لا نستريح فيه
عمار بغضب:  انه لقضاء حاجتك لا لأخذ غفوة اضافية
اياد وهو يبتسم بخبث:  حسنا حسنا خذ المرحاض انه لك ايها القديم
لم يرد عليه عمار لأنه قد سبق ودخل للحمام بينما كان اياد يتكلم فأحس بالحزن لان اباه لم يسمعه فهو يحب ان يزعج ابوه
بعد مدة وعند انتهاء مباراة فريق اياد ودانيال وفريق الحي الآخر بإنتصار فريق اياد وربحهم لقطعتين نقديتين للفرد وضمهم للباقي المال وفي طريق العودة كان دانيال يسرع في خطواته ولا يتكلم طول الطريق ماعدا بعض الكلمات التي كان يقولها ليرد على اياد
فلاحظ اياد هذا وسأل دانيال بإستفسار
اياد: هاي صاح مابك اليوم انت لا تتكلم بشكل مريب وبارد ايضا لم تفرح كثيرا بالمال الذي ربحناه اليوم حتى؟!
دانيال بحزن: في الحقيقة جدتي مريضة
اياد: مابها؟!
دانيال:  لقد اصيبت بنزلة برد
اياد:  لا تقلق انها مجرد نزلة برد اتمنى ان تتجاوزها بكل عافية
دانيال بإبتسامة: اتمنى هذا..
ثم ذهب كل من اياد ودانيال كل واحد الى بيته وعندما دخل دانيال الى البيت الذي يعيش فيه مع جدته كان صغير الحجم لكن يكفيهم بكثير
توجه مباشرة الى الغرفة التي تنام فيها الجدة كانت مستلقية على فراشها مغمضة العينين احست بقدومه ففتحتهم ونضرت اليه بإبتسامة.. تقدم منها جلس امامها تلمس جبينها ليرى حرارتها ثم تنهد براحة...
فقالت الجدة: قلت لك انني ساتحسن
دانيال: نعم.. لكن مع ذلك يجب ان تستمري في شرب دواء حتى ينتهي مثلما قال الطبيب.. وايضا ان تأكلي البرتقال فهو مفيد..
ابتسمت العجوز وقبلت يده وقالت: هل لو احضرت ولدا كان سيكون حنونا مثلك؟
اقترن دانيال حواجبه بعدم فهم ثم قالت الجدة بعد تنهيدة وبإبتسامة خفيفة
الجدة: انا لا اعلم ان كنت سأعيش او سأموت لا احد يعلم ماذا سيحدث له لهذا يجب ان تعلم الحقيقة وعلم انه مهما كان ومهما سيكون انت لا تزال ابن جدتك..
ثم تنهدت واكمل ودانيال كله ذان صاغية
الجدة: جدتك اسمهان كانت فتاة عشرينية ذات اعين عسلية جميلة مثل اعينك وشعر بني وبشرة بيضاء.. هه اشبهك اليس كذلك
دانيال: نعم هه
العجوزة: المهم بعدها تزوجت برجل يدعى ريتشارد كان ذو بشرة سمراء لكنه وسيم...  ولكن للأسف لم ننجب اطفال مرت عشرون سنة ونحن على ذلك الحال وفي يوم كان ريتشارد قادم الى البيت بعد ان اشترى بعض المقاضي واراد فكان يمشي في العشب وفجأة سقطت له قطعة نقدية امال بجسده وانزل يده ليلتقطها ولكن فجأة كأن شيئا لدغه فصرخ وكان ثعبانا متوسط الحجم ولم يشئ ءلك الثعبان بترك يد ريتشاد حتى تدخل بعض  الرجال لنزعه ولكن للأسف كان السم قد انتشر لا محالة فبقي يوم كامل في الفراش يتعرق ويتألم من انتشار السم ثم فارق الحياة..
ونزلت دمعة من عينيها عند ذكرها لهذا لكنها ابتسمت مباشرة بعدها وقالت: لكن بعد مرور خمس سنوات في يوم في الليل سمعت طرقات بابا وعندما فتحته لم اجد احد ولكنني وجدت طفل رضيع امام عتبة البيت عليه ورقة مكتوب فيها وجدته انه لك.. في تلك اللحظة احسست ان القدر بعثك لي واراد ان يعوضني بما مررت به فأدخلتك للبيت و ققرت ان اصبح جدتك فان اكون امك وانا كبيرة في العمر غير منطقي.. واسميتك دانيال ولم يعرف اي احد هذه القصة لاننا متشابهان فظنو انك حقا حفيدي ومرت السنوات وها انت الآن شاب وسيم يحمي جدته ويخاف عليها..
لم يتقبل في البداية دانيال هذه الحقيقة فظل سامتا شارد الذهن واخرجه من شروده معانقة جدة له ثم قالت: لقد اخبرتك في بداية انه مهما كان ومهما سيكون سأبقى دائما جدتك اسمهان... افهمت؟! هز دانيال رأسه وزاد من قوة عناقه لجدته ثم قال بنبرة مكبوتة
دانيال: حتى انا مهما كان ومهما سيكون سأبقى دائما حفيدك الوسيم
ضحكت الجدة من قوله عن نفسه الوسيم فهو لطالما كان متفاخرا بجماله والحق معه فهو وسيم حقا.. ثم ضحك هو الآخر
وبعدها قال بعناد:  لا تظني انني نسيت مع هذه القصة التي لن تغير شيئ امر دوائك ثم استدار وحمل السلة التي بجانب السرير وفيها بعض البرتقالات وقشر لها واحدة وقال بنبرة امر:  خذي تناوليها
العجوز بعناد: لكنني منذ ان استيقضت وانا آكل فيها...
دانيال: لا يهمني هذا كلي كلي
ومد يده لفمها وماكان امام الجدة سوى ان تفتح فهمها وتتناولها وللأسف كان دانيال فتى عنيد جدا واجبرها على اكل كل حبات البرتقال الموجودة في السلة فقالت العجوز بإستياء: هل تريدني ان ابيت في الحمام اليوم من كثر السوائل؟!
دانيال: لكنكي جافة جدا وهكذا سيصبح هناك تعادل في جسمك
ابتسمت العجوز وتقبلت امر الواقع لان مقولة العنيد يتفوق على المشاكس كانت تطبق على دانيال...
في الليل وبعد ان استلقى دانيال في سريره واغمض عينيه ليستقبل النوم لم يأته النعاس وتذكر كلام الجدة عن انه مجهول الوالدين فبقى يفكر في الامر ويتسائل: هل ياترى امي من وضعتني عند بابا البيت ام ابي ام كلاهما؟ او شخص آخر وجدني ووضعني امام اول بيت صادفه؟! ....
او هل انا اشبه امي او ابي كيف يمكن ان تكون امي و وان يكون ابي هل هما اشخاص طيبون ولكنهم لم يستطيعو التكفل بي فوضعون امام بيت الجدة او انهم اشخاص ليس لديم مشاعر رموني امام بيت لايعرفون هل اناسه من أهل الثقة ام لا؟!...
االكثير والكثير من التساؤلات طرأت في ذهن الدانيال والذي طردها ماإن بدء بالنعاس وقال في نفسه بثقة: مهما كان من وضعني ومهما كان من انجبني فانا كنت وساكون حفيدة اسمهان فقط!
واخذ يغوص في نوم عميق....

آِيّوُسًْـيّآ.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن