توجه نحو المطبخ رأى امه بفستان احمر آجوري باكمام ذو جودة متوسطة مسرحة شعرها للخلف وراء اذنيها والذي قد تخللته بعض شعرات الشيب التي تظهر الا اذا تقربت منها كثيرا تجهز العشاء
وضع يديه على اعينه وقال بترجي
اياد: لا امي لاتقوليها ارجوكي
جوهر بتفاجؤ: اقول ماذا؟!
اياد: لاتقولي انك تطبخين العدس
جوهر بنفاذ صبر: اففف كأن العدس سم قاتل..
قاطعها اياد بترجي وهو يتقرب منها: ارجوكييي لاتقوليها.. اه الغازات اه معدتي بمجرد قول كلمة العدس تؤلمني.. اه انها تؤلمني اكثرر
جوهر بنفاذ صبر: كأنك امرأة في اول ايامهل من النفاس
اياد بغضب: ماذا؟!! كيف تقولين عن ابنك الشهم امرأة وفي النفاس!!
جوهر: اذا كل مايوجد واصمت
اياد: لكن ليس للمرة الرابعة!
جوهر بنفاذ صبر: ومن قال لك انني طبخته؟!
اياد بفرح: حقاا الم تطبخيه؟!
جوهر: نعم لقد طبخت الحساء
اياد وهو يعانقها بفرح: اووه شكرا شكرا
جوهر بتسليك وهي تبعده عنها: حسنا حسنا ابتعد عني..
اياد وهو يبتعد عنها: اذن كيف اساعدك؟!
جوهر: اتركي وشأني.. اذهب وساعد اباك ان الزبائن لم تنتهي اليوم
اياد بحماسة وهو يضع يده على على رأسه كتحية جندي: حسنا!
جوهر بتسليك وهي تحاول ان تخفي الابتسامة: يا إلهي على هذا الفتى...
استدار اياد وذهب بخطوات سريعة نحو النتجر تقدم من ابوه الذي كان عند نافذة المتجر التي تطل على الزبائن من نساء ورجال ويبدو ان عمار لم يستطع ان يسير الامور لوحده..
وقال: مرحبا الاب اتريد مساعدة؟
عمار وهو يسارع في الكلام : نعم نعم اذهب للجانب الاخر وهتم بالنساء وانا بالرجال
لم يرد عليه اياد حتى صاحت جوهر من المطبخ
جوهر: من يهتم بالنساااء!
عمار بنفاذ صبر: اياااد اياد يهتم بالنساء وانا عمار اهتم بالرجاال سمعتيها جيدا الآن!!
جوهر: امم جيد سمعتها
لم يرد اياد ان ينطق بأي كلمة حاول ان يمسك ضحكته وذهب للجانب الايمن للنافذة وبدء بالتعامل مع النساء والبيع وبينما هو على ذلك الحال اذ بعجوزة تقدمت من النافذة لتشتري الفخار
اياد: مرحبا بك ايتها الام كيف اساعدك؟!
العجوزة: شكرا يا ولدي الوسيم اريد هذه المزهرية
واشارت الى مزهرية كبيرة الحجم بيضاء الون ومرسوم فيها ورود صغيرة دائرية بالون الازرق الملكي واوراق صغيرة بالون الاخضر الفاتح وكانت اجمل واكبر مزهرية في المتجر واغلاهم
اياد وهو يلمس المزهرية باصبعه السبابة: هذه يا امي؟
العجوزة: نعم.. بكم؟!
اياد انها ب5 قطع نقدية
العجوزة: اخفض لي السعر
اياد: لكن هذا هو سعرها اللخير
العجوزة: اهاكذا تعامل عجوزة بمثابة جدتك
اياد: حسنا يا امي لك باربعة فقط
العجوزة: بثلاثة آخذها
اياد: لكن يا أم قلتلك انه السعر الاخير
العجوزة: بقطعتين
اياد: كيف بقطعتين يا أم كيف لي ان اخصم 3 قطع!
العجوزة بترجي بريئ: ا هكذا يعامل كبار السن عندكم..
اياد: حاشا يا حجة ولكن هذا رزقي
العجوزة: انا لن اذهب من هنا حتى آخذها بقطعتين
راى اياد ان لامجال لتضييع الوقت فالعجوز مصممة ان لاتذهب حتى تأخذها بالسعر الذي تريده
اياد: حسنا بقطعتين
العجوزة بحزن: حسنا مع انها آخر ماأملك.. مذا سآكل اليوم..
واكملت تشتكي بأنها فقيرة وهذا ماتبقى لها من مال..
قد اخذ اياد الكثير من الوقت مع هذه العجوزة وبدء النساء يغضبون بعض الشيئ وعرف ان هذه العجوز نيتها من اول هي ان تأخذها مجانا
اياد: حسنا ايتها العجوز خذيها وحسب.. انها مجانا لك
العجوزة: شكرا يا بني الوسيم انت حقا طيب القلب
واخذتها وهي سعيدة لتحقيقها مرادها..
اكمل عمار العمل قبل اياد لانه قد تبقى امرأة فقط
اغلق اياد النافذة الخشبية بالمفتاح قفلها دخل الى العربة توجه نحو المطبخ ويده فوق رأسه من التعب
اياد: آااي رأسي
عمار بنبرة استهزاء: لقد عملت حوالي ساعتين ورأسك يؤلمك!
اياد: انا لن ابيع للنساء بعد اليوم.. انهن..
قاطعته جوهر بغضب: وما بنا نحن النساء نحن اضعف الخلق و طول اليوم نعمل بأوامركم وفي اخير تشتكون منا؟!
اياد بشكوى: انكن ضعفاء البدن ولكن اقوياء العقل تتلاعبون بنا حتى تنالو ماتردون
جوهر: لأنكم اغبياء!
اياد: لا انتم..
قاطعه عمار قائلا: حسنا اصمت اخبرني كم جنيت اليوم؟!
اياد بتوتر: ثمنية قطع
عمار وبدء الغضب يضهر عليه: وكم بعت؟
اياد: س.. ستة!
عمار بغضب: ماذااا؟!
اياد بتوتر: دعني اشرح لك..
عمار: تشرح ماذا.. انتظر انتظر رأيتك تحمل المزهرية الثمينة وبعتها تلك وحدها تكسبك خمس قطع.. الا اذاا مهلا هل قدمتها بالمجان؟!
اياد بتوتر: نن.. نعم!
عمار بغضب وهو يضع ايديه حول رأسه: ياإلهي هذا الفتى سيقودني الى الافلاس.. كيف تقدمها بالمجان؟!
اياد بتوتر: لقد اتت عجوزة وبدأت تتكلم وتشتكي وبقيت وقتا طويلا واخبرتني انها لن تغادر الا اذا اخذتها وبدء الزبائن بالقلق وخفت ان نخسرهم..
ثم صاح: وانت تعلم النساء كيف يتلاعبون ليس شيئ جديد خاصة العجائز وقد استغلو طيبة قلب ابنك الوسيم..
قاطعه عمار بغضب: اصمت ايها الصعلوك القبيح لقد اخسرتني الكثير من المال
اياد وهو يتمتم: انها مجرد تسع او عشر قطع..
عمار و هو يقلد في اياد: انها مجرد تسع او عشر قطع هل ستكسبني انت في اليوم تسع او عشر قطع يا عديم الفائدة؟!... ها اجبني
اياد: طبعا سأكسبك مثلا انا اكسب للمباراة الواحدة حوالي قطعتين في حال فزت..
قاطعه عمار بغضب: اصمت انت ومباراتك اللعينة التي اخذت عقلك..
ثم قالت جوهر قاطعة عليهما الحديث: اووف يكفي.. كل يوم وربحه في المرة القادمة لا تتلين للنساء وكن قاطعا معهم..
اياد بخيبة: لكن مهما حاولنا ذلك لا شيئ
جوهر: بلا نحن النساء اذا رأينا انكم غير قابلون للتفاوض نتقبل الامر!
عمار: فعلا انتم النساء تفهمون بعضكم البعض
اياد: نعم..
ثم نضر كل من عمار واياد الى بعضهم البعض مرة واحدة.. ثم ستدارا مجددا وقال عمار
عمار: يا جوهر يا زوجتي مارأيك ان تتعاملي انت مع النساء
قاطعته جوهر بنبرة حادة: اوو فكرة جيدة حسنااا.. سأقسم نفسي الى واحد اثنان ثلاثة.. اربعة نعم اربعة واحد للتنظيف وواحد للطبخ وواحد للعمل وواحد للبيع.. ها مارأيك؟!
اياد بترجي: لكن يا امي ستكونين مجرد خطة بديلة في الحالات الطارئة!
جوهر: نعم وانا قلت لكم سأقسم نفسي الى اربعة!
عمار: لكن لماذا تكبرين الامر يا جوهر هل تحبي الخسارة لزوجك
اياد: نعم امي هل تريديننا ان نفلس؟!.. انت مجرد خطة بديلة فقط ليس دائما!
جوهر بنفاذ صبر: حسنا حسنا لا تذرفوا الدموع فقط
فرح كل من اياد وعمار على موافقة جوهر لاقتراحهم فقد كان عمار خائفا من افلاسه اذا استمر الامر على ذلك الحال مع النساء..
تناولت العائلة الصغيرة العشاء ومثل كل يوم ذهب عمار للنوم اول واحد ثم اياد بعد مساعدته لأمه وجوهر آخر واحد يذهب الى النوم بعد اطفاء كل المصابيح ماعدى واحد..
أنت تقرأ
آِيّوُسًْـيّآ..
Mystery / Thrillerيستطيع سماع صوت تحطم جوهرته النادرة، التي لا وجود لصمغ يستطيع اعادتها واصلاحها... ولكن هناك مايستطيع اصلاح قلبه المحطم حتى وان كان على حساب ان يُشوه... اذا.. هل الطيب ينتقم؟.....