رجل عجوز مستلق على السرير.. على فراش الموت.. زفر بفزع يتنفس بسرعة مع بعض الكحات المتقطعة لغلبت المرض عليه
لاحظت امرة كبيرة في السن بشعر بني طغا عليه الشيب واعين خضراء واسعة التي كانت جالسة جنبه تنظر من الشباك شاردة في نقطة مبهمة من السماء الزرقاء صباحا... استدارت له بقلق تقول "هل تريد شيئا؟"
"نادي لي على آدم" اردف يخبرها حاجته
لتومأ بطاعة مع تقضيبة خفيفة في جبينها لتساؤلها عن حاجته لابنه الاكبر و الوحيد فور استيقاظه بهذه الحالة!.. لتنادي بصوتها الذي يبدو لامرأة في قرابة الستين من العمر.. "آدم!"
"نعم!" اتاهما صوته العالي يجيب كونه في غرفة اخرى..
"تعال بني!" اردفت.. لياتيهما بعد لحظات صوت خطواته على الارض... وبعد لحظات ظهر من خلف الباب شاب يافع طويل في 17من العمر بنفس ملامح المرأة..
"تعال بني.." اردف الرجل العجوز ليتقدم الشاب ينفذ امره يجلس على حافة السرير ينظر لابيه الذي حاول الجلوس لتساعده زوجته وما ان استقام في جلسته بتعب نظر لابنه وقال "بني اريدك ان تقوم بأمر.. هذا الامر هو طلبي لك وانا على فراش الموت.."
"لا ابي لا تقل هذا" اردف الشاب بحزن باد في ملامحه يضيف "سانفذ لك اي طلب ابي"
"اذهب يا بني الى بلدة' فيسي ' ليست بعيدة عن هنا كثيرا..." اكمل يملي على ابنه طلبه والذي كان كله اذان صاغية....
.
.
.
..
توقف القطار في محطة المدينة المقصودة لينزل منه آدم يتوجه مباشرة ناحية الحي الذي اخبره عنه والده الحي الثاني.. وما ان دخله بدء بسأل عامة الناس عن رجل ثلاثيني يدعى اياد.. ومع استوقافه لبضع من عامة الناس اجابه رجل باعين عسلية يبدو في الثلاثينات هو الآخر "نعم.. اعرفه انه يقيم بجانبي.. وهو صديقي بل اخي .. هل من خطب؟" ساله نهاية كلامه باستغراب ليرد عليه آدم "انا في الحقيقة اريد مقابلته.. انا.. انا اخوه!" كان كلماته الاخيرة كافية لتجعل ذو الاعين العسلية يوجهه برفقته نحو بيت اياد دون مزيد من الاسئلة لانه سيعرف جواب كل سؤال في راسه بعد قليل..
.
.
.
توقفا امام بيت متوسط الحجم ليطرق ذو الاعين العسلية بابه ليفتح فتى صغير في الخامسة من العمر وما ان فتحه ليسمعا صوت امراة تتقدم تقول بهدوء تؤنبه "الم اقل لك الا تفتح الباب هكذا مباشرة صغيري كونْرَد ؟!"
"آسف امي.." اجابها بتأسف طفولي
ربتت على شعره تهمس له ان يعود للعب سرعان ما اشاحت بوجهها تنظر للطارق لتقول بابتسامة لذو العيون العسلية "اهلا دانيال"
"صباح الخير صبرينة.."
"ان جيف في داخل يلعب مع كونرد.."
"لا لم آتي لاجل ابني في حقيقة هناك ضيف يحتاج لمقابلة اياد.. هل هو في الداخل؟"
"نعم انه في داخل يساعد نيكول في الفخار.. تفضلا" مع كلمتها الاخيرة افسحت لهما المجال تستقبلهما للدخول والجلوس في قاعة الجلوس لتذهب وتستدعي اياد.. والذي كان جالسا في غرفة صغيرة مليئة بقطع واواني فخارية مختلفة الاحجام وانواع منها المتقونة ومنها من يظهر ان من صنعها مبتديئ..
"اياد.." توقف عن مساعدة فتاة مراهقة بملامح آسيوية ورثتها من جدها الراحل والد والدتها... رفع نظره استجابتة لندائها لتقول "هناك شاب يريد مقابلتك لامر عاجل.. لقد اتى مع دانيال" نهض يمس يديه في مأزر العمل قبل ان ينزعه بتقضيبة خفيفة يقول باستغراب "من قد يكون؟"
"لا اعلم لم اره من قبل"
اومأ لها يتخطاها يخرج ناحية غرفة الجلوس وقبل ان تدير كعبها تتبعه اوقفها صوت الفتاة تسأل بابتسامة ماكرة "ماما هل هو بمفرده؟"
ادارت اعينها تضحك بقلة حيلة تردف "يا الهي نيكول لا اعلم من اين ورثتي هذه الطباع"
"حسنا سأراه بنفسي"
"وهل ستقابلينه بهذا المنظر؟" ونعم كما توقعت ان يحدث اثر سؤالها لان نيكول اوسعت اعينها تنظر لنفسها بادراك تستدير مسرعة ناخية غرقتها لتعدل مظهرها.. والذي دائما ما يأخذ وقت وهذا ما تحتاج اليه...
أنت تقرأ
آِيّوُسًْـيّآ..
Mystery / Thrillerيستطيع سماع صوت تحطم جوهرته النادرة، التي لا وجود لصمغ يستطيع اعادتها واصلاحها... ولكن هناك مايستطيع اصلاح قلبه المحطم حتى وان كان على حساب ان يُشوه... اذا.. هل الطيب ينتقم؟.....