تحطم الجوهرة

30 6 1
                                    

(ملاحظة: تم تغيير اسم جبار بمارثر لان الجبار هو الله وحده.. وشكرا)
جوهر مستلقية في ارضية متجر العربة الذي كان مدمرا وفوضويا واياد ينادي عليها وهو يصرخ ويبكي بغضب ويهزها
اياد: امي..امييي استيقظي لا لا هيا استيقظي...
كانت جوهر تستطيع سماعه ورؤيته لكن اياد لم يكن  يفعل فضل يكرر نفس الجملة وبكائه يزيد...  وجوهر تحاول.. تحاول ان تنطق بحرف او ان تؤشر له بأنها تسمعه لكنها لم تستطع فعل اي شيئ فقد كانت كالمشلول بشلل كامل...
بعد مدة قصيرة افلتها ونظر ناحية عمار الذي كان مستلقيا هو الآخر بجانبها..
اياد بصوت مكبوح من البكاء: ابي ابي ليس انت ايضاا......
ثم قال بصوت عال جدا وبقهر: لاااااااااااااا...
وهنا استيقضت جوهر بهلع وكانت تتنفس بسرعة والعرق يتصبب منها.. اخذت بعض الوقت لتظبط انفاسها ثم نظرت ناحية عمار الذي كان نائما ويشخر كعادته  لكنها لم  تكن تسمع شخيره بسبب الخوف والصداع الذي كان في رأسها وكأنها لا تزال في ذلك الحلم...
نزلت من السرير توجهت نحو الحمام غسلت وجهها واخذت نفسا عميق ثم ذهبت الى المطبخ وشربت كأسا من الماء وعند عودتها تفقدت اياد والذي كان نائما هو الآخر...
عادت الى غرفتها استلقت في سريرها لكنها لم تستطع النوم فنفس شعور الخوف والهلع والنهاية المجهولة وكأنها في مكان واسع.. مجرد فراغ تام على مد البصر لاتعلم اين يمكن ان تصل وهي تتقدم فيه... وهو نفسه عندما كانت فتاة شابة..
استطاعت واخيرا النوم بعد مدة من التفكير في اللاشيئ...
فتحت جوهر عينيها على صوت شجار صادر من المطبخ نهضت من سريرها وأمسكت رأسها بيدها من الالم الذي لم يشأ تركها منذ ليل البارحة توجهت نحو المطبخ بخطوات متثاقلة وصوت الشجار يزيد كلما اقتربت...
اياد بتذمر: يا إلهي..  كيف تريدني ان اشربه؟!
عمار بأمر وغضب: اشربه انه ليس سما انه حليب!
جوهر بنفاذ صبر: هل هذا كله لأجل كوب حليب..
قاطعها اياد: حليب بدون سكر!
عمار بغضب: هل تريد ان تقتلنا بفرط السكر!
اياد: بل انت من ستقتلنا بقصور السكر!
قاطعتهم جوهر بنفاذ صبر : افف حسنا توقفو اعطني ذلك الكوب الذي بيدك عمار
عمار: تفضلي
اخذته جوهر وتذوقت الحليب الذي بداخله لتعرف من الذي معه حق...
وبينما هي تتذوق كان كلا من اياد وعمار ينظرون اليها بكل ترقب لإجابتها...
جوهر: امم انه ليس مر وليس حلو..
قاطعها عمار: اذن من الظالم
جوهر: كلاكما!
اياد بتفاجؤ: كيف كلانا انه مر بحق الجحيم كأنني اشربه من البقرة مباشرة!
جوهر: بالنسبة اليك مر وبالنسبة لعمار حلو
عمار: اذا؟!
جوهر بنفاذ صبر: اذاا كل واحد يشرب الحليب على حسب ذوقه وانتهينا!
اياد بفرح وهو يأخذ الكوب من يد امه وامسك الملعقة وفتح علبة السكر واخذ يضيف ملعقتين صغيرتين من السكر على التوالي.. ثم خلط الحليب ليذوب السكر  ثم اخذ يشربه وعندما انتهى وضع الكوب الذي كان لايزال فيه القليل من الحليب.. وعندما لمح عمار ذلك
قال بغضب: تعااال!
اياد الذي كان قد اخذ خطوتين ليخرج من المطبخ
اياد بإستفسار: ماذا؟!
عمار بغضب:  هل ملأته بالسكر حتى اصبح عسلا ليبقى في الكأس
اياد: لكنها مجرد رشفة بقيت في الكوب
عمار: اشربها.. انهيه! 
عاد اياد ليحمل الكوب وهو يقول كلمات بصوت منخفض بتذمر: كل هذا فقط لأجل ملعقتين صغيرتين من السكر..
عمار بغضب: انها ثلاث ملاعق!
شرب اياد ماتبقى في الكوب دون ان يتكلم وعندما انهى رفعه واداره بلعرض لكي يريه لعمار ويثبت له انه انهاه كله وبعدما اشار له عمار بأن يذهب... وضع الكوب واستدار وخرج من العربة....

آِيّوُسًْـيّآ.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن