(1) آدم

352 21 11
                                    


في صباحٍ مشرق، استيقظ آدم مبكرًا كعادته في السابعة صباحًا، استعدادًا للذهاب إلى الجامعة. كان شابًا في العشرين من عمره، طويل القامة، وسيمًا، مفتول العضلات، يتميز ببشرته البيضاء وشعره الأسود الذي ينسدل بلطف على أذنيه. عاش آدم مع جده بعدما فقد والديه في صغره.

أثناء استعداده، دخل جده قائلاً:هل ستذهب إلى الجامعة اليوم؟

-نعم، يا جدي.

-إذن عد سريعًا، لدي أمر هام لأخبرك به.

-ماذا هناك؟

-ستعرف عندما تعود.

ذهب آدم إلى الجامعة، وبمجرد وصوله، التقى بصديقه إياد، الذي كان رفيق طفولته، كان إياد بشعره البني وبشرته القمحاوية، يبدو شخصًا طيب القلب.. تحدثا قليلاً عن الأمور اليومية، حتى تطرق إياد إلى موضوع كان يشغل عقل آدم:هل ما زلت ترى تلك التخيلات يا آدم؟

-نعم، ولم أعد أستطيع تجاهلها، كل شيء أتخيله يحدث بعد فترة قصيرة..!

أثناء حديثهما، مرت فتاة ساحرة الجمال بجوارهما، شعرها الأسود الطويل وعيناها الزرقاوتين.. لاحظ إياد اهتمام آدم، لكنه لم يعلق كثيرًا.
فجأة، قطع آدم تفكيره وصاح بأعلى صوته:ليهرب الجميع! هناك حريق!
صدم الجميع وظنوا أنه يهلوس، حتى تدخل أحد رجال الأمن وأمر الجميع بالخروج فورًا، وبعد دقائق، احترقت الجامعة!

عاد آدم إلى المنزل، ليرى جده ينتظره عند الباب، قائلاً بلهفة:هل أصابك مكروه؟ سمعت بما حدث!

أنا بخير، يا جدي، ولكن ما يحدث لي ليس طبيعيًا.. أرى الأمور قبل حدوثها!
تغيرت ملامح الجد وقال بجدية:يا آدم، حان الوقت لتعرف الحقيقة. نحن لسنا من هذا العالم... نحن من مملكة إيستازيا.

صدمة آدم كانت عظيمة، ولم يصدق ما يسمعه:ماذا؟! إيستازيا؟ ماذا تقول يا جدي؟

-نعم، يا بني. نحن من عالم السحر، والقدرة التي تمتلكها ليست إلا جزءًا من مصيرك.. والداك حاولا تحرير المملكة، لكنهما فشلا، والآن، دورك جاء لتكمل ما بدآه.

فتح الجد خزانة قديمة، وأخرج منها صندوقًا صغيرًا، قائلاً:هذا الصندوق يحتوي على ما ستحتاجه في رحلتك. استعد، سيأتون لأخذك قريبًا.

-من سيأتي؟

-ستفهم كل شيء عندما يحين الوقت يا آدم...

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن