(10)النهر الأخضر

66 7 4
                                    

وقد سقطت روحي في شُعاع عينيها، كأنما كل النجوم قد اجتمعت لتضيء عتمة ليلي..
فهل يكفي البكاء لشفاء قلبٍ ذاب عشقًا، أم أن الحزن سيبقى رفيقًا للأبد في غيابها؟_______________________________
مرت ثلاث سنوات منذ رحيل ليان، وامتد الحزن في قلب آدم كخيوط العنكبوت، يلتف حوله ويخنقه..  دمرت المملكة، كما دُمّر قلبه، فقد الأمل في كل شيء.. كان يظن أن الساحرة قد أسرت ليان أو حتى قضت عليها، وكان شعوره باليأس يتعاظم مع كل يوم يمضي.

آدم لم يعد هو نفسه، فقد تغيّر، لم يعد سعيدًا كالسابق، ولم يعد لديه تلك الروح التي كانت تحركه.. قرر أن يذهب إلى صديقه خالد، الذي تعرّف عليه في خضم الفوضى التي اجتاحت المملكة.

عندما وصل إلى منزل خالد، استقبله خالد بابتسامة، ولكن سرعان ما اختفت عندما رأى تعابير الحزن على وجه آدم، قال خالد بقلق: "ما بك يا صديقي؟"

أجابه آدم بصوت متهدج: "لا يوجد أثر لليان أو أختي حتى! ولا أعرف أصلاً إن كان لدي أخت أم لا!"

هزّ خالد رأسه بحزن، وقال: "ولكن ليان ماتت يا آدم."

رد آدم بحزم: "لا، لا أحد يستطيع هزيمة ليان، حتى أنا هزمتني!"

استغرب خالد وسأله: "ماذا تقصد؟ كيف؟"

أجاب آدم، كأن الكلمات تخرج منه مثل السهام: "أحارب في معارك الحياة بشجاعة،
لكن أمام عينيها أُسقط رايتي،
كأنني أواجه أعظم الأعداء."

ابتسم خالد، مدهوشًا: "يا لك من شاعر يا صديقي."

ثم قال آدم بتصميم: "غدًا هو يوم اكتمال القمر، هذا اليوم تكون فيه الساحرة ضعيفة..
-ولكن أنت لم تجد الجوهرة بعد.. ماذا تنوي أن تفعل؟"

رد آدم بحزم: "سأجد الجوهرة مهما كان الثمن."

كان اليوم ممطرًا، ورغم الحزن الذي يعتصر قلبه، ذهب آدم إلى النهر الأخضر، المكان الذي كان يفضله دائمًا، حيث كانت المياه تجري وتغسل آلامه.. ولكن ما رآه كان غريبًا، فقد بدت الدوامة في النهر وكأنها تسحبه إليها.

تقدّم آدم نحو النهر، وعندما اقترب، انزلقت قدماه وسقط في الماء..لكن لحسن حظه، كان يعرف السباحة جيدًا، وعندما بدأ يخرج إلى السطح، لمح شيئًا عجيبًا في قاع النهر.

كان هناك العديد من الجواهر تتلألأ في ضوء الماء، لكن واحدة منها كانت براقة ولامعة بشكل يفوق باقي الجواهر. كانت تجذب انتباهه بشكل غير عادي.. حاول آدم أن يصل إليها، لكنها كانت متمسكة في مكانها، وكأنها تريد منه أن يقاتل لأجلها.

بعد جهدٍ طويل، تمكن آدم أخيرًا من انتزاع الجوهرة من قاع النهر.. وعندما خرج إلى السطح، كان يلهث من التعب، لكنه نظر إلى الجوهرة، وشعر كأن روحًا جديدة تدب في قلبه. صرخ: "سبحانك يا مغير الأحوال! يا الله، أعطني القوة!"

أخذ آدم نفسًا عميقًا، وهو يعلم أنه قد حان وقت المواجهة..!

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن