(7)مصير ليان

60 7 1
                                    

كان الغسق يحل على الغابة، وأجواءها تعج بالغموض.. كان آدم يقف في مواجهة الساحرة، مرتجفًا من الخوف.. قرر أن يهرب، لكنه أدرك أنه قد فات الأوان، فقد رآته الساحرة، وعيناها تتلألأان كالأشباح في ظلمة الغابة.

قالت الساحرة بسخرية، وضحكة مريبة تخرج من شفتيها: "ماذا حدث يا آدم؟ هل ارتعبت؟"

رد آدم وهو يتساءل في قرارة نفسه إن كان حقًا يملك الشجاعة الكافية لمواجهة ما هو قادم: "أنا لا أخاف إلا من الله وحده"

فجأة، وجهت الساحرة يديها نحو آدم، مستعملة قوتها السحرية. وفي لحظة واحدة، شعر آدم بدوار شديد، ثم فقد الوعي.

استفاق آدم في قصرها المخيف، حيث كانت جدرانه تتزين بنقوش غريبة، والضوء خافت بشكل يبعث على الرعب.. كان المكان غريبًا وموحشًا، وبدأت أفكاره تتلاشى.

وفي تلك الأثناء، كانت ليان تبحث عن آدم في كل مكان، لكن لم يكن لها أثر. شعرت باليأس يسيطر عليها، جلست على الأرض في وسط الغابة، وبصوت حزين تمتمت: "يا الله، ماذا فعلت! أنا غبية!"

قبل أن تدرك ما يحدث، فقدت ليان وعيها أيضًا.

استفاقت ليان لتجد نفسها في غرفة مظلمة، لم تستطع تذكر كيف وصلت إلى هناك. صرخت بكل قوتها، "أين أنا؟ من هناك؟ ساعدوني!" لكن لم يجيبها أحد.. كانت وحدها، والدموع تنهمر على خديها.

فجأة، دخلت الساحرة مع آدم، وكان شكلها يثير الرعب.. تلاشت كل مشاعر الأمل من عين ليان عندما صاحت: آدم!
ثم أضافت بخوف "من أنتِ؟وماذا تريدين!؟"

ردت الساحرة بنبرة شريرة: "لا أريد الكثير، أريد قتلكم فقط."

صمتت ليان، بينما ظل آدم ثابتًا شجاعًا، رغم الخوف الذي يعتريه.
صرخ آدم، مستميتًا في دفاعه عنها: "اتركي ليان تذهب، لا دخل لها!"
-"اصمت يا آدم، أنا لن أتركك!"
ضحكت الساحرة باستهزاء،ثم قالت: "أوه، إنها عصافير الحب. لا تقلق يا آدم، سأقتلكما معًا. ولكن، بمن سأبدأ؟"

توجهت نحو ليان، وتقدمت بخطوات بطيئة، كأنها تحضر لمجزرة ثم قالت: "سأبدأ بهذه الجميلة."

صرخ آدم، محاولًا يائسًا إنقاذها: لا!

"هل تحبها لهذه الدرجة، أيها الشاب؟ شكرًا لك، أعطيتني سببًا آخر لقتلها برغبة." وجهت الساحرة يديها نحو ليان، مستعملةً قواها السحرية، وشكلت سهامًا نارية تجسد الموت.

أصيبت ليان بالسهام، وسقطت على الأرض فاقدة الوعي.

صرخ آدم، ودموعه تتساقط على وجنتيه: "ليان! "  هرعت الساحرة نحوه، واستعدت لإطلاق سهامها نحوه، لكن لم تخترق جسده.

صاحت الساحرة، في ذهول: "ولكن، ولكن كيف؟"

فجأة، أضاءت السلسلة التي كانت حول عنق آدم، هدية من جده في عيد ميلاده التاسع عشر، انعكست السهام نحو الساحرة، واخترقت جسدها، فاندلعت صرخة ألم، وسقطت الساحرة على الأرض.

تحرر آدم من قيوده، وتوجه نحو ليان، صرخ من أعماق قلبه: "ليان! عودي يا ليان! لقد انتهينا منها!"

تذكر آدم فجأة النهر الأخضر الذي أخبره عنه الشاب. ربما كان سحريًا، وربما يكون هو الأمل في إنقاذ ليان. حملها في ذراعيه، وركض نحو النهر.

وصل آدم إلى النهر، وملأ كفيه بالماء، ثم سكب الماء على ليان، لكن لم يجدي نفعًا. لم يفقد الأمل، وأخذ يسكب الماء من جديد، ثم قدم إليها رشفة.

لم تستيقظ ليان، فجلس بجوارها، وضع رأسه على كتفها، وبدأ يبكي.. وفجأة، بدأت مياه النهر تتلألأ، وارتفعت الأضواء، مما أثار دهشته.

ثم صرخ في دهشة: "ليان!"
عانق آدم ليان بقوة عندما رأى عينيها تفتحان، أغمض عينيه في فرحة لا توصف ثم قال: "لم أكن أعرف ماذا سأفعل من دونك!"

خجلت ليان، وسألت: "ماذا حدث للساحرة؟"

"لا أعلم، لكن السهام انعكست نحوها، ثم اختفت."

-هل تعني أنها ماتت؟ هل انتهينا؟
-اعتقد هذا

غمر الفرح قلبهما، فقد تخلصا أخيرًا من الساحرة.. لكن دون ان يدركا، كان هناك المزيد من المغامرات بأنتظارهما، وأن الساحرة لم تمت بعد..!

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن