(4)ليان

82 11 9
                                    

بينما كان الناس يركضون هربًا من الساحرة، رأى آدم فجأة فتاة تركض معهم، بدت مألوفة له.. اقترب منها متفحصًا ملامحها، ثم صاح: "ليان! ماذا تفعلين هنا؟"

ردت ليان بسرعة وهي تلهث: "ليس الوقت مناسبًا الآن يا آدم! اهرب!"

ركضا معًا ممسكين بأيدي بعضهم البعض حتى توقفت ليان لالتقاط أنفاسها، نظر إليها آدم بإستغراب وسأل: "ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟"

-"أتيت لتحرير المملكة... تمامًا مثلك."

رد آدم مذهولاً: "لكنهم قالوا لي إنني المختار!"

ابتسمت ليان وقالت: "ليس أنت وحدك، المملكة تحتاج إلى شخصين لتحريرها، وليس شخصًا واحدًا فقط."

سادت لحظة صمت بينهما، قبل أن تسأله ليان بهدوء: "وأنت، ما هي قوتك؟"

رد آدم بحذر: "ربما من الأفضل أن نحتفظ بسر قوانا حتى نحرر المملكة."

وافقت ليان على اقتراحه بصمت، ثم قادته إلى منزلها..
ثم سأل آدم: "هذا منزلك؟"

قالت ليان بحزن: "نعم، كان بيت أبي وأمي، لكنهما توفيا."
ثم اكملت: "وُلدت هنا، لكن عندما جاءت الساحرة، اضطررت إلى الهروب للعالم الخارجي.. كنت صغيرة ولا أعلم أين أذهب.. والآن، أعود كمختارة لتحرير المملكة وتحقيق حلم والديّ."

هز آدم رأسه وقال: "قصتي تشبه قصتك كثيرًا."

لكن ليان قالت بجدية: "الآن ليس الوقت للحديث عن الماضي، يجب أن نركز على كيفية تحرير المملكة."

قال آدم بصوت خافت: "الجوهرة"

-ما هذه الجوهرة؟ وأين نجدها؟

رد آدم بتصميم: "لا أعلم، لكن يجب أن نجدها بأي ثمن."

ثم سألها: "هل قابلتِ العجوز الطيبة؟"

-نعم، لا تقلق، إنها طيبة."

لكن آدم أبدى قلقه قائلا: "كيف سنميز بين الأشرار والطيبين؟"

- "يجب أن نحذر.. لا تثق بأحد هنا."

-"ماذا لو قابلنا الساحرة ولم نعرف أنها هي؟"
-هذا هو السبب الذي يجعلنا نكون دائمًا على حذر."

ثم أضافت بنبرة حازمة: "لا يمكننا حتى الوثوق ببعضنا البعض."

صُدم آدم وقال: "لماذا تقولين هذا؟"

أجابت ليان بواقعية: "لأننا للتو تعرّفنا على بعضنا. كيف لنا أن نثق ببعضنا؟"

شعر آدم بالحزن في داخله، لكنه لم يرد أن يُظهر مشاعره.. ثم سأل بهدوء: "هل يوجد مسجد في المملكة؟"

-"نعم، يوجد"

ذهب آدم ليصلي العشاء في المسجد، وعندما انتهى، قرر العودة إلى العجوز ليشكو لها همومه.. وصل إلى الكوخ، وقال للعجوز: "جدتي، أنا تائه، لا أعلم ما الذي يجب أن أفعله."

ابتسمت العجوز وقالت: "لا تقلق يا بني، أنت قوي، وستنتصر."

رد آدم بتردد: "هل سأقدر على ذلك؟"

ابتسمت العجوز بحنان وقالت: "ابني الشجاع لا يخسر أبدًا."

ضحك آدم وهو ينظر إليها بمشاعر دافئة، واعتبرها بمثابة أمه.. ثم قال: "أشكركِ كثيرًا، لا أستطيع تخيل ما كنت سأفعله دونك."

ابتسمت العجوز بلطف: "هل تحتاج الجدة إلى شكر حفيدها؟"

ضحك آدم مودعًا إياها، لكنه لم يكن يعلم أن في طريق عودته للمنزل كان ينتظره أمر مخيف.. شعر بحركة غير طبيعية في الهواء، وتحولت الأرض تحت قدميه إلى شيء غريب.. فجأة ظهر ظل مخيف أمامه...

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن