(5)الساحرة

75 11 2
                                    


بينما كان آدم يسير في طريقه إلى المنزل، صادف عجوزًا كريهة الرائحة، ذات عباءة سوداء ومظهر مرعب. وقفت أمامه، وعيناها المتوهجتان تخترقان الظلام، ثم قالت بصوت مخيف: "هل جئت لتحرير المملكة يا فتى؟"

ارتبك آدم ثم أجاب بتردد: "لا، أنا من سكان المملكة."

نظرت العجوز إليه بنظرة غامضة وقالت: "ما رأيك ان تأتي معي إلى بيتي؟ "

شعر آدم بالخوف، وكان متأكدًا إما أن هذه العجوز شريرة أو أنها الساحرة ذاتها، دون تردد ركض بكل طاقته محاولًا الهرب، لكن عندما التفت خلفه، رأى العجوز قد تغيرت ملامحها بالكامل، وكشفت عن شكلها الحقيقي المرعب! لم يلتفت آدم لتفاصيل وجهها، واستمر في الجري حتى وصل إلى طريق مسدود.

في تلك اللحظة، تذكر الصندوق الذي أعطاه له جده. أخرج العصا التي كانت في داخله، وفوقها جوهرة تلمع. في تلك اللحظة، شعر آدم أن هذه قد تكون الجوهرة المطلوبة لتحرير المملكة.

اقتربت الساحرة منه وهي تقول بنبرة ملؤها السخرية: "أخيرًا يا آدم، لقد أمسك بكِ."

تابعت ببرود: "هل تعلم أن كل من دخل هذه المملكة لم يخرج حيًا؟ حتى والداك كانا حمقى عندما حاولا تحرير المملكة، لن أسمح لك بتحقيق ما فشلا فيه."

رفع آدم العصا تجاهها وقال بشجاعة: "لا شيء مستحيل، الله قادر على كل شيء."

ارتعبت الساحرة عندما رأت العصا، وانسحبت سريعًا تاركةً خلفها أثرًا من الغموض، لم يفهم آدم ما حدث، لكنه شعر بالراحة لأنه نجا من مواجهتها.

عاد مسرعًا إلى المنزل، حيث كانت ليان تنتظره. عندما دخل قال لها وهو يلتقط أنفاسه: "ليان، الحمد لله أنكِ بخير."

نظرت إليه بدهشة وسألته: "ماذا هناك؟ هل حدث شيء؟"

كان آدم مترددًا، لكنه قرر أن يخبرها بكل شيء: "رأيت الساحرة في طريقي إلى هنا."

صرخت ليان بذهول: "ماذا! وهل علمت أننا هنا لتحرير المملكة؟"

أجاب آدم بهدوء: "نعم."

بدأت ليان تبكي خوفًا وقالت وهي ترتجف: "سنموت يا آدم، ستقتلنا!"

أمسك آدم بيدها محاولًا تهدئتها وقال بثقة: "لا تقلقي، طالما أنا بجانبك، لن أسمح لأحد بأن يؤذيك."

لكن ليان، رغم خوفها، ردت بسخرية: "سأحمي نفسي، لا أحتاجك."

ضحك آدم بخفة، ثم قال: "حسنًا، سأخرج للبحث عن أي دليل يقودنا إلى الجوهرة."

وقفت ليان بسرعة وقالت: "سأذهب معك!"

لكن آدم رد بحزم: "لا، انتظري هنا."

فتح الباب وخرج في الليل المظلم، يبحث عن أي إشارة أو دليل. وبينما كان يمشي في الغابة الكثيفة، رأى ضوءًا ينبعث من بعيد.. تقدم ببطء نحو الضوء، ليجد نفسه في حديقة رائعة، مليئة بالورود والعشب الأخضر، كانت الرائحة في المكان منعشة وجميلة، وأضواء غامضة تحيط بالمكان من كل جانب.

فجأة، ظهر أمامه شخص غريب. اقترب آدم، ليفاجأ بجنية جميلة تقف أمامه! لم يكن يؤمن بالجنيات من قبل، لكنه الآن يراها بعينيه.

نظرت إليه الجنية بابتسامة هادئة وقالت: "لماذا تخاف مني يا آدم؟ أنت في عالم السحر، سترى هنا كل ما هو غير مألوف."

ثم أكملت: "أنا من الساحرات الطيبات، انا رئيسة الجنيات. سمعت أنك المختار؟"

أومأ آدم برأسه وقال: "نعم."

أجابت الجنية: "غدًا سيكون يومًا حاسمًا، فهو اليوم الذي تكون فيه الساحرة في أضعف حالاتها."

قاطعه آدم بحماس: "ومتى يكون هذا اليوم؟"

أجابته الجنية: "عندما يكتمل القمر، ستكون الساحرة في أضعف حالاتها، وهذه ستكون فرصتك الوحيدة.. إن فشلت في هذا اليوم، فستعثر الساحرة على الجوهرة قبلك، وسيكون تحرير المملكة مستحيلاً."
ثم اكملت الجنية لآدم بلهجة تحذير واضحة: "إياك أن تخرج غدًا، فالسحرة في هذا اليوم يكونون في أقصى قوتهم.. سيصبح الخروج محفوفًا بالخطر، ولن تستطيع مواجهتهم مهما بلغت قوتك، إن لم تحترس، فمصيرك سيكون مشابهًا لمن سبقوك.. استمع لنصيحتي وابقَ في أمان، لأن هذا اليوم ليس كباقي الأيام؛ إنه وقت تُستجمع فيه طاقات السحر المظلم وتُستنهض فيه قوى لا يمكنك التصدي لها."

سأل آدم بقلق: " حسنا ولكن أين أجد الجوهرة؟"

قالت الجنية: "لن يعرف مكان الجوهرة إلا أنت، غدًا سيأتيك شاب سيعطيك طرف الخيط، والباقي يعتمد على ذكائك."

وقبل أن تختفي، قالت: "إذا احتجت إليّ، تعال إلى هذا المكان مرة أخرى."

عاد آدم إلى المنزل وهو في حالة من الصدمة، دخل ليجد ليان تسأله: "ماذا حدث؟"

قال لها بهدوء: "يوم اكتمال القمر سيكون يومنا لتحرير المملكة.. يجب ان نستعد. "

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن