(8)اعتراف

56 6 4
                                    


______________________________
أغار أن يسحر أحد بجمال ابتسامتك
ولا يدري أنها لي وحدي؟
وأغار من كل قلب ينبض بحبك
وأنا الذي أعيش في سحره!
__________________________________________________
في صباحٍ مشرق، استيقظت ليان على ضوء الشمس الذي يتسلل عبر الستائر، ونسيم الهواء العليل يحمل معه رائحة الزهور من الحديقة.. كانت تشعر بنشاط غير عادي ذلك اليوم، فقررت القيام بجولة في المنزل. ما إن وصلت إلى غرفة آدم حتى لاحظت عدم وجوده، والغرفة مبعثرة بشكلٍ فوضوي.. لم تستطع تحمل هذا المشهد، فهي عاشقة للنظام وتكره الفوضى التي تجعل المكان يبدو بلا روح.

بدأت ليان في ترتيب أغراض آدم، وشيئًا فشيئًا استعادت الغرفة بريقها المعتاد.. وبينما كانت تنظف، شعرت بشيء غريب تحت الوسادة، أخرجته ببطء.. لتكتشف ورقة قديمة مطوية.. فتحت الورقة على الفور، وبدأت عيناها تتنقلان بين السطور المكتوبة بخط يد آدم. كانت الكلمات مليئة بالعاطفة، تتحدث عنها وعن مشاعره التي لم يجرؤ على البوح بها.

قرأت ليان في دهشة: "كيف أصف تلك المشاعر التي تملأ قلبي؟ ليان ليست مجرد فتاة، هي الشمس التي تضيء عتمتي، والمياه التي تروي عطشي. عندما أراها، أشعر وكأن العالم يتوقف، ولا يبقى فيه إلا هي."

كانت الغرفة ضيقة للغاية على فرحة ليان.. لم تكن تصدق أن آدم، الذي لطالما ظنت أنه متحفظ ومغلق المشاعر، يكتب عنها بهذه الرقة.. وبينما كانت غارقة في أفكارها، سمعت خطوات قادمة نحو الغرفة.. التفتت لتجد آدم واقفًا عند الباب، وجهه متوتر وعيناه مليئتان بالدهشة.

صرخ آدم بصوت خافت لكنه مليء بالتوتر: "اتركيها! لا تقرأيها!"

تقدمت ليان نحوه بخطوات واثقة وقالت بابتسامة مرحة: "لماذا لم تخبرني؟"

خجل آدم للحظة، لكن نظراته لم تستطع الهروب منها.. شعر بأنه عالق بين الحيرة والشجاعة، ولكنه أخيرًا اختار المواجهة. قال بصوت هادئ لكنه مليء بالصدق: "لا أعرف كيف حدث هذا أو متى، لكن... أنا أحببتك يا ليان."

تفاجأت ليان للحظة، ولكن بسرعة ارتسمت على وجهها ابتسامة عميقة، وأضافت وهي تهمس: "وأنا أيضًا، يا آدم."

لم تكن الكلمات كافية لوصف السعادة التي غمرتهما في تلك اللحظة. شعرا وكأنهما في عالم آخر، حيث كل شيء يضيء وكل شيء ممكن.

ثم تابع آدم وهو يمسك بيديها: "عندما نحب شخصًا، يتغير كل شيء. نرى العالم بألوان لم نكن نعرفها من قبل.. الحب مثل نجوم الليل الساطعة، يرشدنا في الظلام ويمنحنا دفئًا لا يمكن وصفه، وأنتِ يا ليان، أنتِ نجمتي."

ابتسمت ليان بخجل وقالت: "وأنت عالمي يا آدم."

في تلك اللحظة، لم يكن هناك شيء يمكن أن يوقف مشاعرهم المتدفقة. كانت بداية جديدة لهما، مليئة بالأمل والحب.. بينما كانت لحظات الحب تملأ المكان، وفجأة سمعا صوت زجاج يتحطم في الطابق السفلي.. تجمدت ليان في مكانها، وملامح القلق ارتسمت على وجه آدم، تبادلا النظرات بصدمة، وكأنهما يتساءلان دون أن ينطقا: "ما هذا؟".

تقدم آدم بحذر نحو الباب، لكن قبل أن يخطو خطوة واحدة،انطفأت الأضواء فجأة.. الظلام اجتاح المكان، وصوت خطوات غامضة بدأ يتردد في أرجاء المنزل.. همست ليان بصوت مرتجف: "آدم... هل هناك أحد هنا؟".

وقبل أن يجيبها، فتح الباب ببطء من تلقاء نفسه، وكأن هناك قوة غير مرئية تتحكم فيه..!

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن