(3)الجوهرة

94 13 5
                                    


دخل آدم إلى الكوخ الصغير، جالسًا على كرسي خشبي يحيط به شعور غريب.. كان الجو هادئًا لكن المكان يشع بالطاقة غير العادية، تساءل آدم وهو ينظر إلى العجوز: "ما هي قوتك الخارقة؟"

ابتسمت العجوز ابتسامة غامضة وأجابت: "أقرأ الأفكار، يا بني."

صمت آدم للحظة ثم قالت العجوز: "لابد أنك تتساءل الآن عن مصيرك وكيف ستُحرر المملكة."

نظر آدم بدهشة وقال: "أنت صادقة حقًا! ظننت أنك تمزحين."

تنهدت العجوز بعمق قبل أن تهمس: "الجوهرة، يا آدم، إنها المفتاح لكل شيء."

قال آدم بدهشة ملأت وجهه: "ماذا تقصدين؟"

أجابته بنبرة جادة: "إذا وجدت الجوهرة، ستكون قادرًا على إنقاذ المملكة."

تملّك الفضول آدم وسألها بحماس: "وأين يمكنني أن أجد هذه الجوهرة؟"

نظرت إليه بجدية: "لا أحد يعرف مكانها إلا أنت.. عليك أن تشعر بها في داخلك."

ثم واصلت بنبرة تحذير: "أحذر، يا آدم، الساحرة الشريرة تبحث عنها أيضًا.. بإمكانها أن تتنكر في أكثر من صورة. إذا وصلت إلى الجوهرة قبلك، سيكون إنقاذ المملكة مستحيلاً."

فزع آدم وسألها: "ولماذا تحتاج الجوهرة؟"

"لتصبح أكثر قوة وتسيطر على الجميع.. لا تدعها تحصل عليها."

"فهمت. سأكون حذرًا."

طمأنته العجوز قائلة: "لا تقلق، ستعرف طريقك في الوقت المناسب."

بعد ليلة مليئة بالأحلام الغريبة، استيقظ آدم في الصباح الباكر. سأل العجوز: "ما هو الوقت الآن؟"

نظرت إليه باستغراب: "وقت؟ ما هذا؟"

"أقصد كم الساعة؟"

ضحكت العجوز بخفة وقالت: "لا نستخدم الساعات هنا، الزمن هنا يسير بشكل مختلف."

أثارت هذه الكلمات مزيدًا من حيرة آدم، لكنه قرر أن لا يطرح المزيد من الأسئلة.

---

خرج آدم إلى الطريق الموحل، حاملًا أشيائه، لكنه لم يكن يعرف إلى أين يتجه.. سار وسط الطبيعة القاسية حتى وصل إلى قرية متدمرة. كان الفقر واضحًا في وجوه الناس، والجوع يكسو ملامحهم، شعر بالحزن، لكن في الوقت نفسه كان سعيدًا أخيرًا بوجود أشخاص يمكنه التحدث إليهم.

اقترب من أحدهم وسأله عن حال المدينة، لكن قبل أن يكمل، بدأ الناس يركضون فجأة.

سأل آدم أحد المارة: "لماذا تركضون؟"

-"إنها الساحرة! اهرب فورًا!"

شعر آدم بالصدمة. كان يود أن يواجه الساحرة، لكنه تذكر تحذير العجوز والشاب، فبدأ يركض مع الحشد.. فجأة، رأى فتاة كانت مألوفة له.. دقق في ملامحها ثم صرخ: "ليان!

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن