ملوك المافيا _ MAFIA KINGS

الفصل الرابع

في إحدى المطاعم الفاخرة والكبيرة التي تحتل شهرة شاسعة وبالطبع هي ملك لعائلة روسو

الساعة تشير الآن إلى الثامنة مساء حيث بدأ الظلام يحتلك المكان واشتعلت المصابيح الإصطناعية الكثيرة .. ولكن أسفل ذلك المكان المضيء الممتلئ بالناس الذين يتناولون طعامهم بهدوء ورقي كان القبو مظلما ، وما يسمع هو صوت ضربات ممزوجة بصوت أنين خافت لشخص على وشك فقدان أحباله الصوتية ..

المكان ممتلئ بقطرات الدماء والتي تسري من على جسد الرجل واحدة بعد الأخرى .. ذلك الجسد المعلق والذي أصبح بمثابة كيس ملاكمة ، لايحمل لاملامح ولا شيء يوصفه .. فقد. حمضه النووي من يمكنه تحديد هويته ..

أنزل نظره نحو ساعته الثمينة والتي امتلأت ببعض قطرات الدماء ليمرر ابهامه عليها ثم استدار نحو كارلا وقال بهدوء

"اهتمي بعملية التنظيف ، ولاتنسي وضع تقرير حول كل كلمة خرحت من فمه هذه الليلة"

"حاضر سيدي"

صعد إلى الدرج بخطى هادئة وهو منزعج من الدماء الموجودة على كل من ملابسه وساعته .. أين يختفي مظهره الأنيق والأرستقراطي .. بالإضافة إلى أنها مجرد دماء حثالة ..

"إنه حقا محظوظ كونه تكلن بسرعة ولم أستخدم أدواتي .. العصابة الأمريكية اللعينة سأرد لكم هذا بالضعف .. فقط لتوافق المقنعة على عرضي وسآتي لغزوكم .."

اتجه بسيارته رباعية الدفع التي كان يقودها بنفسه طبعا مع وجود سيارات الحماية خلفه .. لم يكن أحد يركب هذه السيارة غيره .. عندما يرغب بالبقاء وحيدا والتركيز على شيء ما يفضل القيادة بمفرده فيطلب إحضار هذه السيارة ..

أما وجهته فقد كانت إحدى الفنادق خاصته في لندن .. هناك عليه أخذ حمام وتغيير ملابسه .. حتى لايخيف منظره الدموي زوجه التي تنتظره بالبيت ، فهي الوحيدة الغير معتادة على هذا ..

على الرغم من مرور تلاثة أيام منذ توقيعهما على عقد الزواج إلا أنه لم يرها بعد ذلك كونها تخرج في الصباح الباكر حتى تستعيد توازن أعمالها من لندن .. وعندما كان يعود تكون في غرفتها ولا يرها ..

ليس وكأنه يريد ذلك ، فتلك المرأة حقا غريبة .. ظن أنها ستبكي وتطلب منه إعطائها فرصة ولكنها وضعت مدة معينة لينتهي زواجها هذا ، وهو إيجاد والدها .. سواء أكان حيا أم على شكل عظام ..

سخرت منه ومن رجولته ، شيء لم يفعله معه أحد من قبل ، حتى والدته تحترمه ولكن هذه المرأة التي دخلت حياته فقط بسبب وعد هو ليس مسؤول عليه أساسا كونه كان صغير .. غيرت كل شيء .. والأسوء في الأمر هو أنه لا يستطيع قتلها مهما أغضبته ..

هو عادة يعيش مع الأشخاص الدراميين ولكن هدوءها وبرودها وعدم فهم ما تفكر خلال تلك الساعة التي جلساها معا .. جعله يتمنى لو كانت مثل باقي عائلته حتى يستطيع القراءة من خلالها ..