الفصل السادس

87 18 2
                                    

لا أسمع سوى صراخ وعتاب ولوم منهم دون حتى أن

يسمعوا مني أي شيء ...

كُنت في ذلك الوقت لا أسمع أي شيء سوى الصراع

الذي بداخلي، كُنت أظهر هادئة أنظر إلى نقطة من

الفراغ ولكن دائماً الإنسان الهادء يكون بداخله

ضجيج لا ينتهي ...

صمت ...وأخيراً صمتت ألسنتهم ولكن لم تصمت

أعينهم التي تتابعني بحيرة وهي تقول " لَمًآذِآ أنِتِ

صّآمًتٌةّ هّکْذِآ ؟ "

لم أشعر بنفسي سوى وأنا أطلق العنان لعبراتي حتى

سلكت طريقها على وجنايا وتلمع لمعة الحزن ...كُنت

أبكي بكاءً مرير، لا أعرف كيف أدافع عن نفسي

وكانت مشاعري متضاربة ... ولكن آتى طوق نجاتي،

سمعت صوت رسالة مبعوتة لي على هاتفي، لا أعلم

لما ذهبت لأراها ولكن عندما فتحت الهاتف وجدت

التسجيل الصوتي وبأسفله رسالة مكتوب بها ...

"إجعلي على هاتفك دائماً حتى تتذكري من تكونين "

لم أشعر بنفسي سوى وأنا أمسك الهاتف بأيدٍ مرتعشة

وأعطيه لوالدتي وأنا أقول لها بصوتٍ مبحوح :-

_إسمعوا هذا التسجيل ...

                                * * *
يقفون أمامي وعلى وجههم نظرة الندم، إلا شخصٌ

واحٌد وهي أختي «مريم» هي التي على وجهها

معالم الصدمة ...

_لم يكُن بيديا خيارٌ آخر ...

قالتها أمي وهي تبكي ...

ثم بدأت التبريرات... ونظرات الندم والذنب ...

" نحن أُناس لا تشعر بخطأهم إلا بعد فوات الآوان "

كُنت أحرك وجهي فقط على كل واحد منهم عندما

يتحدث وشعرت أنني لا أحتاج لتلك المبررات و

نظرات الألم،لا أعلم ماذا أحتاح ولكن الذي كُنت

أريده في ذلك الوقت أن يصمتوا !

                                 * * *
رأت دموعي التي تلمع في عينيا ونظراتي المُشتتة؛

لذلك قامت من جلستها وأتجهت نحوي في صمت

لتأخذني إلى أحضانها ... نعم هذا ما كُنت أحتاجه ...

فأطلقت العنان لدموعي للمرة الثالثة وشعرت بالدفئ

في أحضانها... لا لم تكُن أمي لأنها كانت منشغلة في

تبريراتها تلك ... بل كانت أختي ...«مريم»...

رحلة إلى النور | Journey to the lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن