الفصل الثامن

93 18 0
                                    

إستيقظت من النوم حتى أذهب إلى جامعتي التي

لم أذهب إليها من أسبوعٍ كامل ...

جأت صديقتي «أروى» البارحة حتى تجلب لي

المحاضرات التي فاتتني.

وقفت أمام المرآة أتطلع إلى هيئتي، عينايا يسودهم

السواد من الأسفل ، وشعري الأشعت بسبب عدم

إهتمامي به، وعينايا المتورمتان من البكاء، وبشرتي

المُجهدة التي ظهرت بها الحبوب والشوائب بسبب

عدم إهتمامي بها أيضاً، وضعت الكثير من مساحيق

التجميل حتى أُخفي كُل تلك الآثار، وحاولت جاهدة

الإبتسام أو الضحك حتى لا يشمت أحدً فيا، ولكن

للأسف لم أستطيع.

" تفضح عيون الأنثى بريق حُزنها مهما حاولت إخفائه"

بعدما إنتهيت من وضع مساحيق التجميل،ورفع

شعري في ذيل حُصان، وإرتداء بنطال وسترة

عاديين،لملمت كُتبي ودفاتري،شعرت هذه المرة بقلة

الثقة،لم أعد أثق بنفسي؛وكان هذا الشعور يجتاحني

كُلما وضعت مساحيق التجميل تلك؛لأكتشف أنها

تُقلل ثقتك بنفسك،فأنتِ تُخفين ملامحك الحقيقة

عن الناس خوفً من أن ينتقدك أحدهم ... وغير ذلك

تلك المساحيق حراماً في الدين والدلائل هي:

١. التبرج في الشرع من كبائر الذنوب:

فقد جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول صلى الله

عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال: أبايعك على ألا

تشركي بالله شيئاً ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي

ولدك ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك ولا

تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى." رواه

أحمد، وصحح إسناده العلامة أحمد شاكر رحمه الله.

ومن تأمل في هذا الحديث الشريف يجد أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قد قرن التبرج الجاهلي

بأكبر الكبائر.

٢. والتبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله:

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في آخر أمتي

نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت،

العنوهن فإنهن ملعونات ." رواه الطبراني في

رحلة إلى النور | Journey to the lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن