الفصل التاسع

87 17 2
                                    

                       " المرحلة الثالثة "
                            «التأنيب»

لم أخرج من غرفتي أبداً في ذلك اليوم، كُنت أُريد أن

أجلس مع نفسي قليلاً وأراجع كُل شيءٍ فعلتهُ

بحياتي ...لا أنكر أنني على مدار السنين التي عشتها

كُنت أطور نفسي بالعلم، ولكنني نسيت الشيء الذي

سينفعني حقاً في  الآخرة والدُنيا أيضاً.

راجعت حياتي وإستنتجت للأسف أنني " مسلمة

بالأسم فقط "، مجرد إسم موضوع في بطاقتي،

أو مُجرد إسم أضعه بجوار خانة الديانة ... كالعديد

من الناس في هذا المجتمع ... 

" وبدأت لحظة التأنيب "

هل صليت منذ ولادتي إلا مرات قليقة؟

هل فتحت القرآن الكريم وقرأت منه أي شيء؟

هل أرتديت كما يجب أن ترتدي المرأة المُلتزمة؟

هل فعلت أي شيء من الأشياء التي أمرنا بها الله و

رسوله؟

لا لم أفعل سوى بعض الأشياء كالصوم حتى أقنع

نفسي أنني مُسلمة ....

تذكرت كُل شيئاً خاطيءٍ فعلته. 

الأمر صعبٌ للغاية، إن التأنيب كالسطو يجلد عقولنا !

وقفت وقررت بعد جلست التأنيب تلك أن أخطي أول

خطواتي في رحلتي إلى النور ...

                        " المرحلة الرابعة "
                         «إتخاذ الخطوة»

لم أكُن أعلم كيف سأبدء وأخطي أول خطواتي في

تلك الرحلة ولكن الذي أعرفه جيداً أنه يجب عليا أن

أبدء وأتخذ الخطوة فقط ...!

قررت أن أذهب إلى جامعتي اليوم، وبالفعل ذهبت و

إنتهت أول مُحاضرتين لي دون أن أتفوه بحرفٍ أو

أتحدث مع أي شخصٍ، رأيت ثلاث فتيات مُنتقبات

من بعيد وكانوا يتهامسون وأعينهم عليا ... تقدموا

نحوي حتى أصبحوا يقفون أمامي وقالت واحدة

منهن بإبتسامة هادئة شعرت بها من أسفل نقابها :-

_ البقاء لله يا «مرام».

_ حياتك الباقية يا ....

_«هدى»

قالتها وهي تمد يديها لتُسلم عليا، ولكن إحدى تلك

الفتيات نغزتها في كتفها بقوة؛ فأبعدتها «هدى»

قليلاً وهي ترمُقها بنظراتٍ حادة، ثم قالت لي :-

_ حسناً يا «مرام» ألقاكي مرة أخرى إن شاء الله ~ثم

تابعت وهي تذهب إلى مُدرجها وتلوح بيديها لي ~

_ السلام عليكُم

_ وعليكُم السلام

قُلتها بصوتٍ خفيض قليلاً وأنا ألوح لها بيدايا

ببطئ ... شعرت بالسعادة في ذلك الوقت لأن هُناك

من سأل عليا وتحدث معي؛ لأن من اليوم الذي

عرفت الجامعة كُلها بذلك الخبر الذي قالته «منى»

ولم يتحدث معي أي أحدٍ من صديقاتي حتى

«أروى» أصبحت تُعاملني حدود ولا تتحدث معي إلا

في نطاق الدراسة ...

شعرت بالحزن أيضاً عندما تذكرت الفتيات الاتي

كانوا مع «هدى» كم كانوا يحاولون عدم النظر لي

وكأنني مُسخة في ذلك المُجتمع، ولأول مرة أشعر

بالشفقة على نفسي ...

بدأت في التمشية على كورنيش البحر الأبيض

المتوسط وأنا أرى جمال الغروب، كُنت أُفكر كيف

سأبدء أوى خطواتي وأنا ليس لدي أحداً يُساعدني

أو يمد لي يد العون، ظللت أتمشى حتى تبدلت

حُمرة الغروب إلى الزرقة الداكنة وبدأ ضجيج

السيارات و هتفات بائعين غزل البنات والترمس

والذرة المشوية، ولكن حل السكون بداخلي حتى

أستمتع بتلك اللحظة،

صوت هدير الموج وهفيف الرياح ونداء الكروان ... 

قررت بعد كُل ذلك التفكير  أن أفعل شيئاً جريئاً

بعض الشيء بالنسبة لي ...؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا آسفة الفصل صُغير النهاردة علشان كُنت

مسافرة 🫶🦋

قبل ما أنهي الفصل عايزة أقول لكُم كام حاجة، أول

حاجة إن أنا بحبكم أويييي ومش مصدقة إن في

فترة صُغيرة زي دي عرفنا نوصل لعدد القارئيين دي

كُلها 😚❤ وثاني حاجة خدوا الرواية دي على إنها

حياتكم وحاولوا تنفذوا المراحل دي زي البطلة، وأهم

مرحلة هي التأنيب يعني تقعدوا مع نفسكم تراجعوا

كُل حاجة عملتوها في حياتكُم لغاية دلوقتي وتأنبوا

نفسكم على كُل غلط إرتكبتوه علشان تبدأوا صح من

جديد 🤍🤍

  يهمني رأيكُم في الفصل 😊

                                   للكاتبة: فاطمة وليد فوزي

رحلة إلى النور | Journey to the lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن