Part 4:فُراق

173 20 2
                                    


"ربما الأسباب هُيِّئت ، والجبرُ قريب."🤎
_________________________
تصرخ هناء صراخاً شديداً مما جعل وليد يذهب الغرفه ركضاً وجاء جميع الجيران لرؤيه سبب صراخ هناء ظناً منهم أنه لا قدر الله هناك حالة وفاه لكن لم يكن الأمر يبعد عن تخيلاتهم يا صديقي فكانت ماهيتاب قد قامت بقطع شرايين يدها أثناء عدم تواجد والديها في المنزل فحملها والدها سريعاً والدموع غطت وجهه ونزل بها مهرولاً على سلم المنزل وهنا كان تكاتف جيرانه معه بالغ إذ بأحدهم يقود السياره بدلاً منه في تلك الحاله ويذهب بهم للمشفى وهناك البعض من جلس مواسياً والدتها وأخذها لأبنتها في المشفى
دخل وليد حاملآ ابنته التي غطى جسدها الدم : الحقوني بسرعه
وعلى صوته لدرجه قصوى : يا حمير ياللي هنا بنتي بتموت الحقونا
فخرج إليه بعض الممرضات مسرعين وقاموا بوضعها على أحد الأسرّه المتحركه المتخصصه لاستقبال المرضى وأتى طبيب مسرع لهم وصرخ في الممرضات للذهاب بها سريعاً لغرفه العمليات
جلس كل من والديها أمام الغرفه التي تتواجد بها وكل منهما يبكي بكاء شديد للغايه وبعض الجيران معهم في المشفى يطمئنوهم ثم خرج الطبيب مسرعاً: المريضه فقدت كميات كبيره جدا من الدم لازملها تبرع ونقل دم حالا
ومن حسن الحظ أن أحد جيرانها كان يحمل فصيله الدم المطلوبه فتم نقل الدم بسلام
وطمأنهم الطبيب : والله الحاله كانت فقدت دم كتير جدا وخصوصا بالنسبه لسنها الصغير ده عمل عندها ازمه كبيره بس الحمدلله بعد نقل الدم حالتها اتحسنت هي لسه مستقرتش تماما بس الحمدلله على الأقل عدت مرحلة الخطر
فبكا والديها بشده على تلك الحاله التي أوصلت بها صغيرتهم نفسها
وتحدثت الام بحرقه بالغه : ليه يا بنتي عملتي في نفسك كده ليه ليه ده انتي بنت ناس مش ناقصك حاجه ليه ليه بتقتلي زهرة شبابك كده يا ماهي ليه
فتحدثت أحدي جيرانها : لا يا هناء يا حبيبتي مش هنكفر ده قضاء ربنا ربك كاتبلها كل ده هو أحن عليها مني ومنك ومن الكل وإن شاء الله زي مدخلها في الحاله دي قادر يخرجها منها
__________________________
في منزل آدم
_طلعت برنس يا واد يا دوما صحيح تربية اختك ميرا
_والنبي يا اميره اتكتمي تربية ايه مش لما تتربي انتي الأول
تحدث الأب ضاحكاً: الصراحه أنا متخيلتش يا آدم منك انت الكلام ده
_يا حج ميغركش دور الاحترام اللي انا فيه ده
_ بس إن جينا للحق يا حبيب ماما مكانش ينفع كل ده يتقال افرض يابني عملوا حاجه في البت نشيل احنا ذنبها ليه
_ذنب ايه ياما اسكتي هي دي حد يقدر عليها ربنا يهديها
_خالو 
تفوهت بها الصغيره بصوتها البرئ الطفولي
_قلبو
ايه تيجي اخرجك شويه
تحدثت اميره ومالو يلا نخرج
_والله ابتلاء أمك دي ابتلاء اتهدي مش هاخدك هو انا وبونبونتي بس غيريلها هدومها يلا عبال ملبس أنا كمان
_ ماشي يا اخويا يكش تولعوا وخلي بالك بقا بصالك في الخروجه
_يا شيخه غوري
_طب ولا حتى هتاخدني يا آدم ده أنا چنا حبيبت قلبك
_اخرسي أنا قولت بونبونتي بس
_انا قايم ألبس أهو
______________________
في الجانب الآخر في منزل الجزار وصل مصطفى المنزل ليجد الصراخ والبكاء والعويل مستمرين هناك ويجري إلى الشقه الخاصه بأخوه الكبير
_حجاج حجاج اخويا فين يا حجاج
فتحدث «يحيى» زوج أخته نجاه والدموع تملأ مقلتيه : اهدى يا مصطفى البقاء والدوام لله وحده
صرخ مصطفى صراخاً شديداً وقد كانت المره الاولى التي تراه فيها زوجته بتلك الحاله منذ قديم الزمان
- لا اخويا متسبنيش أنا هضيع من بعدك هضيع يا حجاج متسبنيش يا اخويا لااا
خرج « حسن » ابن حجاج والدموع تنهمر من عينيه بشده
_ بابا يا عمي بابا بابا راح يا عمي
وقد كان حسن يتحدث بقهره
وقد كانت فريده متأثره بشده فقد كانت الأقرب لعمها
جلست على الأرضيه وانهارت في دموعها وكذلك الصغيره غزل
وقد كانت «داليا » ابنه حجاج هي الأخري منهاره لفقدان والدها وذلك كان حدثآ شديداً عليها فقد كانت تمتلك فقط من العمر 20 عام
جلست حنان بجانب ناديه تواسيها بالرغم من انهيارها هي الأخرى
وجلست نجاه منهاره هي وابنتها منه ومعهم «ندى » زوجة حسن
حقاً قد كان مشهداً بائساً فقد كان حجاج هو كبير العائله قد كان انقاهم واكثرهم حنيه ورقة قلب قد كان العمود الأساسي للمنزل قد كان يمثل لهم كما يمثل العمود الفقري للإنسان
دخل رجال العائله ليغسلوه وبعد قيامهم بذلك جلس مصطفى جانب أخاه وظل يبكي ويصرخ بشده وقام بإحتضانه : لااا لا ي حجاج متسبنيش مش هكمل من غيرك انت ابويا مش اخويا ليه ليه اخترت تسيبني لوحدي انت عارف اني من غيرك هضعف واميل
فقام زوج ناديه «يحيى » بمواساته : علشان خاطري اهدى يا مصطفى امانه ورجعت لخالقها
_ متسبنيش لا اكيد ده كابوس وقام بامساك كوب من الماء وسكبه على نفسه لعله يكن كابوس ليفيق منه ولكن لن يستطع تغير الواقع
وكان حسن ابنه في حاله لا تقل عن حاله عمه وكذلك جميع أفراد الأسرة حقا ياله من منظر موجع للقلوب
﴿ رحم الله كل عزيز فارق قلوبنا واسكنه الفردوس الاعلى ﴾
وفي أثناء الدفن حضر عددا كبيرا من الناس عددا لم يكن ليتصوره أحد جميع الجيران كانوا حزانى على فراق العزيز على قلوبهم حجاج فلكل منهم مع حجاج موقف لا ينسى فقد كان يقف بجانب الجميع ويساعدهم في حل أزماتهم.
حضر إلي العزاء عده أناس منهم ( طه اخو حنان وجميع الرجال القادمون من عائله حنان وناديه وغيرهم )
كما حضر العزاء جميع اصدقاء مصطفى في العمل ولم يستطع أحد على تهدئته قليلاً سوى صديقه المقرب في العمل «زكريا »
وجد مصطفى أحدهم يحتضنه ويقول له : الدوام لله وحده يا اخويا اجمد
يرفع عينه ليجده «صبري شهاب» فيرتمي في حضنه مره أخرى
ويبكي كثيرا
_اقوى يقلب اخوك الكل دلوقتي امانه في رقبتك يا اخويا انشف كده
_ انت يا مصطفى عارف قد ايه كنت بحب حجاج
_ معلش أمانه ورجعت لخالقها
أتى آدم وسلّم على مصطفى: الدوام لله وحده يعمي ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته والفردوس الاعلى ويصبركم على فراقه
_اللهم امين ياه يا آدم كبرت اوي ماشاء الله
ده انا مشوفتكش من وانت 3سنين أما زمن
ابتسم آدم له : معلش يا عمي وأن شاء الله متعوضه لما هتزهق مني
_واستمرت حشود الناس تأتي للعزاء وبعد انتهاء العزاء رحل الجميع ولم يتبقى فقط سوى أفراد العائله و صبري وابنه
اخذ صبري مصطفى في أحد الغرف وقام بإعطائه مبلغ من المال
لينظر له مصطفى في دهشه : ايه ده يا صبري
_ هشش يا مصطفى ده انت اخويا والظروف صعبه على الكل مفيهاش حاجه لما نقف جمب بعض
_ متشكر ليك بجد يا صبري
_ أنا مش هرد عليك شُكر ايه ده احنا أخوات ده احنا عشرة عمر  اعتبرني حجاج الله يرحمه أنا عارف ان محدش هيملى مكانه بس اعتبرني زيه بالضبط اللي تحتاجه اخوك سداد كان نفسي اشوف البنات بس معلش متعوضه في ظروف أحسن من كده أن شاءالله
_ نادي يا آدم على ماما يلا
_ حاضر يحج وقام بالرن على هاتف والدته فودعت النساء وخرجت
_______________
في طريقهم للمنزل
_ربنا يصبر قلبهم دول متبهدلين عليه يا صبري
_ اه والله يا سعاد
_ ولا بنته ومراته يا حبة عيني وعارف بقا اللي يقهر منظر فريده بنت مصطفى ده منهاره عليه اكتر من بنته
_ أصلها كانت أقرب حد ليه يا سعاد
_بقيت ابص على منظر عينها وهي بتعيط واقول لنفسي حكمتك يا رب مش حرام العيون الحلوه دي تعيط وتتبهدل بالدموع كده
انتبه آدم لحديث والدته وتحدث بخبث  لهدف يريد الوصول إليه
_ يا حرام يا ماما عيله في ابتدائي شكل دي تتبهدل كده
_ابتدائي ايه يا ولا دي في 3 ثانوي
_ امم قولتلي بقى
وتحدث مهمهاً نفسه بعد وصف والدته المستمر لها أمامه هو ووالده
_حلو ده يا واد يا آدم فرق سنتين وعيله هتعرف تشكلها على إيدك و تفرقعوا بلالين سوا
فانتبهت والدته لمنظره : بتبرطم بتقول ايه يا ولا
_ بدعي لعمي حجاج بالرحمه قولي امين يا ماما
___________________
في الجانب الآخر في المشفى
خرجت طبيبه جميله صغيره الملامح ببسمه هادئه لتجلس بجانب هناء : طنط ممكن اتكلم مع حضرتك
_اتفضلي يا بنتي فيه حاجه ماهي فيها حاجه
_تؤتؤ اهدي كده يا طنط ربنا كبير ونجاها ماللي هي فيه بس الصراحه عندي نصيحه لحضرتك
نظرت لها هناء غير متفهمه قصدها
_ أنا عايزه أقول لحضرتك بدل متقعدي تعيطي كده العياط ده ملهوش لازمه بدل كده قومي اتوضي صلي ركعتين لله وامسكي المصحف اقرأي فيه بنية شفاءها صدقيني ده هيفيدها اكتر  محدش بيلجأ لربنا وربنا بيخذله ربناه كبير اوي يا طنط صدقيني مش هنعرف نعدي ماللي إحنا فيه من غير ما نلجأله
_نظرت لها هناء بعين دامعه :شكرا يا بنتي ربنا يهديكي ويكرمك ويديكي على قد طيبتك
ثم رحلت الطبيبه
لتتحسر هناء على وضعها أكثر
_شايف يا وليد شايف قولي الفلوس فادتنا ب إيه عرفني مالبنات زي الورد أهم اشمعنا يا ماهي عملتي في نفسك كده بس عارف يا وليد انت السبب أنا من الأول قولتلك بلاش الدلع الزياده وانت تقولي لا ملكيش دعوه ابسطها موقف الحجاب لما رفضت تلبسه وانت قولت سيبيها براحتها مهي طول مهي بعيد عن ربنا لازم هيحصلها كده
الله يسامحك يا وليد الله يسامحك يا ماهي
نظر لها وليد نظره نادمه .: عندك حق إحنا غلطنا سامحنا يارب
_ أنا قايمه اصلي ركعتين لله
دلفت هناء إلى غرفه معينه في المشفى خاصه بمن يريد أن يؤدي فرض الله وشرعت في الصلاه
وفي أثناء سجودها بكت لا لم تبكِ بل انهارت ثم شكت ما بقلبها لخالقها ودعت لإبنتها
ثم خرجت من الغرفه حيث وجدت المفاجأه
____________________
في منزل ابتسام خالة فريده
- ابتسام يا بسبوسه
- إيه يا حبيبتي
- عندي ليكي خبر بمليون جنيه اللا حته
- يا جدع قول كلام تاني
- الواد موسى ابنك يا أختي
- مالو يا أختي
- نتيجته بانت يا حلوه وأنتِ ولا دريانه
- جاب كام يعني
- بس متقوليلهوش إن أنا إللي عرفتك
- عيب عليكِ يا سميه هو أنتِ عارفه كده عن أمك يعني
- لأ حاشا لله يا شيخه فاكره يا ماما لما عرفتك إن بابا اتخانق مع مديره في الشغل وأكدت عليکِ متقوليلهوش فاكره يومها أنتِ عملتي إيه
حمحمت إبتسام بحرج : مغلطتش اوي يعني
- يا شيخه قولي كلام غير ده
- خليتي بابا داخل من بره البيت وندهتيلو : يا مراد هو أنت ناوي تشلني أنت إيه اللي خلاك تتخانق مع المدير بتاعك ولما بابا نكر أنتِ قولتيله إزاي ده سميه بنتك سامعاك بودانها وقالتلي
لأ الصراحه يا ماما عمرك مبتبيعي حد
ضحكت الأم وفي تلك اللحظه دخل موسى المطبخ
- ازيك يا ست الكل
- أهلا يا حبيبي نورت
صحيح يا موس
- إيه يا ماما
- مفيش أخبار كده عن نتيجة إمتحانك
- لأ والله يا ماما مفيش
- كداب سميه أختك شافت الورقه وقالتلي
-صرخت سميه: هو أنتِ يا ست الكل مش قولتي مش هتجيبيلو سيره
- اخرصي
- جبت كام يالا
- بصي يا ماما أنتِ عندك كام سنه دلوقتى
- إيه علاقته ولا متتوهش
- ردي بس يا بسبوسه
- عندي 38
- من 55
شهقت الأم وأمسكت بحذائها وجرت خلف صغيرها: هو أنت عايز تجلطني يا ولا حرام عليك مستقبلك
- أستوب يا ست مستقبل إيه ده أنا في أولى إعدادي
- ولو برضو إيه اللي يمنع
- مامتي لو سمحتِ سامحي المره دي والجايه وكده يعني
ثم غمز لوالدته وطبع قبله على خدها وجرى من أمامها
دخلت الأم المطبخ
- صحيح يا ماما
- إيه يا سمسم
- هو إنتِ بتعملي الأكل ده كله لمين
- سلف خالتك حنان مات وده الواجب إن نعمل أكل ونوديه ليهم
- ليه يا ماما
- دي أصول يا حبيبتي الناس لبعضها وهما عندهم حالة وفاه وكمان عمك حجاج الله يرحمه جمايله مغرقانا
- عندك حق ربنا يرحمه
- عايزاكِ تشدي حيلك أمتحاناتك فاضلها أسبوع
- يا بوسبوس دي أولى ثانوي مش حوار يعني
- بصي اللي بيطلع من الأول على الصح بيكمل صح عندك فريده بنت خالتك أهي من صغرها كل سنه تشرف أهلها وتطلع من الأوائل علشان كده تلاقينا كلنا بندعيلها وبنتوقعلها مستقبل حلو إن شاء الله
- يارب أنا نفسي أشوف فريده حاجه كبيره أوي يا ماما دي تستاهل كل خير أنا واخداها قدوه والله
- ربنا يخليكم لبعض
- هو الحج فين
- يا ذكية أخواتك طبيعي يكون في العزا
- ولا بيخونك
- اتلمي يا بت وامشي من هنا
- بهزر طب ده بابا بيحبك بجد أنا نفسي جوزي يحبني كده
ثم جرت سميه من أمام والدتها لأنها تعرف ردة فعلها المصاحبه للحذاء

_____________________
في منزل الجزار دلف مصطفى وعائلته إلى شقتهم بعد أن اطمئنوا على ناديه وأولادها
دخلت فريده  غرفتها  وجلست لتكمل بكائها على فراق عزيز قلبها
دخلت عليها حنان الغرفه ممسكه بكوب من عصير الليمون
: فريده امسكي اشربي دي
_ مليش نفس يا ماما متضغطيش عليا لو سمحت ِ
_ لا يا فريده أنتِ من ساعة محصل اللي حصل ده مشربتيش حتى مايه يا بنتي قصاده عيطتي كتير وده هيسببلك هبوط
أنتِ يا فريده بجد لو مقدره فراق عمك وعايزه يكون مبسوط في تربته اهتمي بنفسك وتعليمك وده هيبسطه
_ ارتمت فريده في حضن والدتها : حاضر يا ماما ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يا رب
نظرت لها والدتها واعطتها الكوب ثم اتجهت إلى صغيرتها غزل لتجدها قد نامت من شدة بكائها
خرجت الام وذهبت إلى غرفتها لتجد مصطفى جالس يبكي
_ خلاص بقى يا ابو فريده كده انت بتعذبه في تربته
ادعيله بالرحمه وخلاص
ليقاطع حديثهم رنة هاتف وهنا كانت مفاجأة غير متحمله في تلك الظروف
______________________
البارت خلص 🙈 ✨
ياترى ايه اللي هيحصل في المكالمه اللي جت لعمو مصطفى
ياترى عيلة الجزار هتتخطى فراق حجاج ازاي
ياترى ايه المفاجأة اللي هتحصل في المستشفى
كل ده لسه جاي 😉
اتمني البارت  يكون عجبكم 🤭
متنسوش دعمكم عشان اكمل ❤️

قَدَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن