قَدَر

part5: رحيل

‌﴿ويحسبون كسر الروح هيناً وهو عند الله عظيم﴾
‌____________
في  اليوم التالي
في منزل طه «خال فريده »
يتحدث مع زوجته «خديجه»
_ خديجه فريده بنت حنان صعبانه عليا اوي هي وغزل البنات صغيرين على القهره دي
_ معلش يا طه طب هنعمل ايه ظروف واتحطوا فيها غصب عنهم 
_ طب أنا هكلم حنان تجيبهم يجوا يقضوا يومين عندنا يفكوا و يبعدوا عن الدوشه والحزن اللي عندهم هناك
فريده في تالته ثانوي والبت شاطره مستواها كويس حرام لما البت تضيع بسبب ظروف زي دي
_ حاضر نكلمهم ويجوا هنا انت عندك حق  بس معتقدش إن فريده هتتخطى فراق حجاج بسهوله ده كانت متعلقه بيه يا حبة عيني أوي كان لو حصلها موقف حلو أو وحش أو أي حاجه كان أول حد بتجري عليه تحكيله
كانوا هما الاتنين عارفين عن بعض كل حاجه يلا الله يرحمه
_______________________
في منزل آدم
_ماما أنا رايح الكليه عايزه حاجه
_ خدت فلوس يا حبيبي وأنت نازل
يضع آدم رأسه في الأرض ويتحدث حزيناً: لأ يا ماما مخدتش حاجه مش عايز اتقل عليكوا في الظروف دي
_ ظروف ظروف إيه يا آدم
_ يعني بابا لسه دافع فلوس الكليه الاسبوع اللي فات ف الوضع مش مستاهل يعني
_ ماشي يا آدم وايه المانع برضو إحنا الحمدلله مستوانا المادي مرتاح هو حد اشتكالك
_ مهو اصل انا كنت عايز اتكلم في موضوع كده بس مش وقته بقى هتاخر على المحاضره والمحاضره دي مهمه اوي
سلام يا سوسو
تحدثت سعاد مع نفسها بعدما رحل صغيرها
ياترى موضوع إيه يا آدم يا ابني اللي مهم وبتتكلم منه جد كده
ربنا يستر وتطلع حاجه عاديه
_________________
نزل آدم وركب سيارته وتوجه ناحية منزل أحد أصدقائه الذي اعتاد أن يذهبا إلى جامعتهما سوياً ورن آدم على هاتف صديقه فنزل إليه
_ أهلا ليك وحشه ياض يا آدم
ابتسم له آدم: استغفر الله الواحد كان مرتاح من خلقتك دي يا هشام
ضحك كلاهما وتوجهوا إلى الجامعه
(هشام نشأت )
صديق آدم منذ الطفوله من أقرب أصدقاؤه إليه يمتلك 20 عام من عائله ذات مستوى مادي جيد طوله متوسط شعره يميل للبني الفاتح عيناه سوداويتان غامقتان تتماشيا مع لون بشرته الفاتح يهتم بدراسته اهتماماً كبيراً ويتمتع بالرزانه وسط أصدقاؤه
-----------------------------
في أثناء الطريق للجامعه
_ إيه يا دوما مالك مبسوط كده ليه النهارده
_اسكت مش عمك وليد جالي البيت  وإعتذرلي
وشرع في قص ما حدث على صديقه
_ ضحك هشام
يابني عيب عليك أنا قولتلك مسير الأمر هيتكشف اصل ربك كبير
_عارف مين اللي مش هيسكت أما يعرف الواد عبدالرحمن يلهوي ده ممكن ميحلش ماهي أصلا ده هيعملها ترند الجامعه
شرد آدم ولم يرد ليتحدث هشام : إيه يا عمنا سرحت في الحته ولا إيه
_حتة إيه اتنيل لا في حته ولا غيرها مهو على يدكوا كل حاجه ويوم ما واحده حبتني طلعت شمامه يا حظك يا آدم
ليرد عليه هشام ساخراً: متقولش كده يا دوما ألف واحده تتمناك ده كفايه ياض فلوسك
وضحك بشده
_ مش هرد عليك ماما قالتلي متردش على العيال النوتي
لينظر له هشام  : نوتي هو أنت من العيال بتوع ماما خلصت تعالي غيريلي
ليقهقه كلاً منهما حتى يصلا إلى الجامعه
________________________
في منزل الجزار
_ صباح الخير يا بابا
_ صباح النور يا غزل
_ بابا انت لسه زعلان معلشي متزعلش كلنا هنموت دي حكمة ربنا كنت عايزه اكلمك كلمتين أنا عارفه أنك مش قادر بس لازم تعرفهم
لينتبه الأب إلى حديث الصغيره
_ فيه إيه يا غزل قلقتيني
_ هحكيلك امبارح يا بابا في نص العزا كده كانت فريده قاعده بتعيط ف ماما ناديه قالتلها أمنية جوزي الله يرحمه كانت أنه يشوفك أحسن الناس يا ريت يا فريده متخيبيش أمله فيكي اعتبريه لسه موجود بيننا
_ اه كملي يا غزل
_ المهم قامت فريده قالت حاضر وأنا مش هخزل عمي الله يرحمه  إن شاء الله
بصتلها منه بنت عمتو نجاه بقرف كده يا بابا ولسه جايه تتكلم عمتو لاحظت قامت مقاطعاها وقالت المرحوم الله يرحمه زي مايكون قلبه كان حاسس وجمعنا كلنا حواليه ادعوله بالرحمه
فريده يا بابا قامت تروح الحمام قامت منه قايمه وراها وفضلت تقولها أنتِ مش هتنفعي ولا هتلحقي كليه حلوه يا ريت بقى تقوليلهم علشان ميفتكروش إن أحمد زويل معاهم في البيت
فريده مردتش يا بابا بس زعلت أوي من كلامها
أنا فريده أختي اشطر من الحربايه اللي اسمها منه دي  وهي عارفه علشان كده بتحاول تكسر فريده فأنا كنت عايزاك تكلم فريده لأنها مش راضيه تزاكر خالص و الامتحانات فاضلها اققل من شهرين وحرام لو فريده قصرت في حق نفسها في المذاكره
تعجب الأب من حديث صغيرته فبالرغم من صغر سنها وعدم إدراكها لمضمون كل الكلام إلا وأنها خائفه على أختها
قام مصطفى باحتضان غزل : الحمدلله يارب انك عوضتني ببناتي دول فعلا عوضك الحقيقي ليا شكراً يا رب إنك محنن قلبهم على قلب بعض احمدك واشكرك يا رب
متقلقيش يا غزالتي أنا هكلمها  بس أهم حاجه إن حبك أنتِ وفريده أختك ميقلش لازم تفضلوا عزوه وضهر وسند لبعض.
- عيب عليك يا طافا
دخلت الأم الغرفه عليهم لتجد مصطفى يحتضن غزل ويبكي
جلست بجانبه وربتت على كتفه: يا حبيبي حرام العياط ده بيعذبه في قبره
- أنا مش بعيط على حجاج دلوقتي يا حنان
استغربت حنان: استر يا رب أمال بتعيط ليه
- إن محدش سايب بناتي في حالهم حتى أقرب الناس ليهم
وقص عليها ما قالته غزل
- شوف يا مصطفى أنت ربنا حاطك في إختبار صعب إحنا قولنا إنه فلوس  عملت أزمة وخسرنا وبتاع
بس بص ربنا عوضك في بناتك إزاي يا مصطفى ولادك هما ثروتنا وكنزنا الحقيقي حبهم لبعض وخوفهم على بعض هو الورث اللي إحنا سيبناه مين قال إن كل الورث فلوس وعربيات وأراضي لا الناس اللي فاهمه كده غلطانين  الورث عمره مكان كده الورث الحقيقي هو حب ولادك لبعض وربنا يكرمهم ويفضل محنن قلبهم على قلب بعض
ويبعد عنهم ولاد الحرام اللي بيكرهوهم
__________________________
في منزل  زوج اميره «محمود»
تجلس اميره مع حماتها وعمتها الصغيره « انچي » اخت محمود .
وقد بدا القلق والتوتر على وجه انچي 
فلاحظته والدتها فسألتها عن ما يدور
فردت انچي بغضب : مفيش مالي يعني منا كويسه اهه
جاءت الصغيره بيان لتقترب منها فصرخت في وجهها. مما جعل الصغيره تخاف وتبتعد عنها
فصرخ فيها أخوها محمود  : مالك يا بت فيكي ايه متتظبطي كده قاعده مش على بعضك ولا اللي عامله نصيبه وأحنا ساكتين مش راضيين نضغط عليكي إنما إنك تردي كده على أمك وتصرخي كده في وش بنتي مش هسكتلك
قامت أميره بتهدأة زوجها : خلاص يا حوده يا حبيبي خلاص يمكن تعبانه منظلمهاش قومي يابت قدامي على المطبخ نعمل الغدا قومي يلا
قامت انچي وبدت منهزمه  متجهه إلى المطبخ لتتحدث اميره مع زوجها وحماتها بتفهم للموضوع :
معلشي يا جماعه محدش عارف ظروفها يمكن عندها وش في الكليه في الدراسه مع صحابها مشاكل نفسيه  مشاكل مع خطيبها عمر محدش عارف فياريت منطغطش عليها معلشي ومحصلش حاجه يعني يا محمود ما تتدلع على أمها وترد براحتها وبنتي يا عم أنا موافقه تضربها حتى متكبرش الموضوع
وقامت اميره واتجهت للمطبخ
لتتحدث «كوثر» مع محمود ابنها
ربنا يهديهالك يا محمود أنت بجد عرفت تختار صح 
نظر لها محمود ببسمه هادئه: اميره غلبانه وبنت ناس وتستحق الصراحه كل الاحترام ربنا يهديها ويهدي انچي ويصلح حالها
تعالي يا بنبونه متزعليش امسحيها في بابا
لتقوم الصغيره بإحتضانه وطبع قبله على خده
_يااااااااه يا بيان بوستك دي بترد الروح والله قلب بابا يا ناس .
دخلت اميره على انچي المطبخ لتجدها تبكي
احتضنتها وسألتها عما يحدث
- اميره أنا مليش غيرك علشان كده هكلمك
- احكي يا قلب اميره فيه ايه بس متعيطيش.
- في الجامعه يا أميره الدكتوره بتاعتنا دكتوره «فريال» بنتها قدنا وهي علطول البنت دي بتتحداني وتعاند معايا امبارح لقيتها بتقولي ابقي خلي يا شاطره خطيبك ينفعك هي متضايقه علشان عمر كان في الأول متقدملها وباباها رفضه بس هي كانت عايزاه
بس بعد كده عمر قابلني واتقدملي أنا وأحنا وافقنا عليه
قامت  قالتلي بقى أنا هخليكي تسيبيه بالعافيه
قالت لمامتها تشيلني ملحق في مادتها وهي معندناش لا ضمير ولا رحمه وعملت كده
اتصرف ازاي دلوقتي وانا خايفه احكي لمحمود ولا ل عمر معرفش اعمل إيه
طمأنتها اميره : متخافيش يا چوچ هيجيبولك حقك
متعيطيش بقى والنبي
بس انا هقعد يومين كده عبال محكي لأخوكي لأنه عنده حبة مشاكل كده في الشغل وخايفه ليتصرف بغباء منتي عارفه اخوكي
خلاص بقى يبت متعيطيش امال مين اللي هياكل البانيه
تحدثت وهي تجفف دموعها : ومين غيرك طفس يا أميره في البيت يعني أكيد انتِ
- يا واطيه لأ ده انتِ كده فوقتي خلاص
- اللا صحيح إسمها إيه الحربايه دي
- اسمها ميار
- حسيتها
- ليه بتنجمي يا بنت أبو شهاب
- اه ولو متلمتيش هعملك عمل يسخطك خرتيت
فضحكا واستمرا في تحضير الطعام