- ماذا يُثبتُ لي أنك والدي؟قال حيدر بينما ينظر للجالس أمامه.
ليقول الآخر:
- أجرينا إختبار أبوة و أنت نائم ،
أنت إبني و أنا والدك.- أريد أن أرى الإختبار.
- ليس لدي الآن ، هو في المنزل و لكنني
سأطلب من السائق إحضارها.أجرى إتصالًا مع أحدهم ثم أغلق المكالمه ليعود
في محاولتهِلـفتح بعض المواضيع:
- لا تكترث لما قاله والدي ،
أنه ليس والدي حقًا إنما زوج خالتي و لكنه
من رباني ، لذا لا تحزن بسبب كلامه،
و هو قد رحل من أجل شيءٍ طارئٍ
في الشركة.ليرد عليه حيدر بينما يستلقي:
-لا يهمني.- آصِف.
- من تقصد أيها السيد؟
- لست سيدًا أنا والدك ، نادني
بابا ، آصف هو الإسم الذي أردت
أن أسميك به.ضحك الأصغر بسخريةً على كلام
الأكبر قائلًا:
- إسمي حيدر ، إسمي جيدٌ نوعًا ما ،
لا داعي لتغييره هذا إن كنت حقًا والدي يا سيد.- أدعى شاهين بين قوسين والدك ، و لكنني غيرتُ إسمك
بالفعل ، و أضفتك لإسمي و كنيتي ،
لقد سمح الطبيب عودتك معي ، بعد فحص الدم،
أحضرت ملابسًا لك ، أأساعدك على
إرتداء ملابسك؟- لن أتحرك من مكاني إلا عندما أرى
التحليل.- لا مشكلة لدي سيصل
السائق بعد خمسه عشر دقيقةً تقريبًا.---
ينظر للتحليل بمشاعر مختلطةٍ
من غضبٍ و رغبةٍ في البكاء ،
شعوره بدغدغةٍ في معدتهِ تمحي شعور
الغضب و لكن عينيه تريد البكاء ،
عض على شِفتيه بـغضبٍ
بينما عينيه قد أوغرقتا بالدموع
ليرفع رأسه عن الورقةِ لـيجده
مبتسمًا بهدوءٍ
و ما إن رأى وجه الأصغر
لـيحتضنه بـقوةً ضد صدره العريض،
ليقول الباكي:
- لماذا تركتني؟ كنت أعاني!- لم يكن بيدي أقسم!
--------
ينظر للقصر الذي أمامه بإنبهارٍ تامٍ من شكله
،
المكان أفضل بمليون مرةً من منزل البخيل و
أولاده الذين لم يراهم منذ أن غادر منزلهم
و هذا أفضل!والده يدله على الطريق بإمساكهِ
كتفيه ، ليقول الأكبر بينما يدخلون البيت
أو بمعنى أدق القصر :
- سأريك الخارج و لكن بعد أن تتناول
إفطارك فـأنت هزيل.فتح باب إحدى الغرف بعد طلوعهم
السلالم ثم قال:
-هذه غرفتك ، غير ملابسك و سأنتظرك في الأسفل
، و إن كنت تريد مساعدة في ارتداء ملابسك قل.- أخرج فحسب.
خرج شاهين من غرفة إبنه بحزنٍ
فـهو لم يتوقع ردة فعل الأصغر،
لم يكن متوقعًا جفائهُ و بروده حقًا.طلب من الخادمه إعداد إفطارٍ للأصغر ثم
جلس في الصالة يفكر في كيفية إرضاءهِ.---
يقف حيدر في غرفته الجديده ، يتأملها بـهدوءٍ
حيث السرير الواسع الممتلئ بالوسادات
و مكتبٍ صغير يوجد عليه
هاتفٍ و حاسوب إضافةً للسماعات
جميعًا جديدةٌ و بعلبتها.توجد مكتبةٌ متوسطةُ الجحم في
زاوية الغرفة أمامها بعد الآرائك و بجانبها باب شرفةٍ عملاقة ،
يوجد حمام خاص و غرفة ملابس ،
يوجد سجادةٌ مدورة و متوسطة الحجم
بـلون الخشب الطبيعي تتوسط الغرفة.هذه أشياءٌ لم يحلم بها قط و لكنه
منطفئٌ بدون سبب...دخل غرفة الملابس ليفتح إحدى الخزانات
ليجد أمامه جميع أنواع البناطيل
فـفتح بقيت الخزائن فمنها للمعاطف
و منها قمصانٌ قصير الكم و طويل الكم
، قمصانٌ ثقيلة بـقلنسوة و أخرى بدون.
،
كان يوجد العديد من الأدراج و لكنه
تكاسل عن فتحها
فـإرتدى إحدى القمصان الثقيلة باللون البرتقالي
و بنطالٌ قطني باللون الأسود.
-----
يجلس على طاولةُ الطعام ينظر إلى ساعته
منتظرًا نزول الأصغر.لقد تأخر أكثر من نصف ساعةٍ ، كان يريد
الصعود إليه قبل قليل و لكنه تراجع
عن قرارهِ خوفًا من أن يظن الأصغر أنه
ينتهك خصوصيته.يَطرقُ باب غرفة إبنه منتظرًا ردًا منه
و لكنه لم يتلقى ليفتح الباب باحثًا
عن الأصغر بعينه
و لكنه لم يجده.دخل الغرفة و بحث عنه في الحمام و غرفة الملابس و لكنه لم يجده ،
وضع يده على رأسه يشد شعره من التوتر ،
جلس على السرير يحاول أن يهدأ
نفسه ليفكر بـعقلانية لـيسمع
صوت أنفاس أحدٍ خلفه ،
إلتفت فـوجد الأصغر غارقًا في السرير و الوسادات
الكثيرة ، تنهد بـراحةٍ
ليقوم بـتغطية الأصغر بالدثار جيدًا
كي يلا يصاب بالحُمى في هذا الوقت
من الشتاء القارص.قَبَّل جبينه و أغلق الأضواء و الستائر و لكنه
ترك ضوءً خافتًا مضاءً فـهو لا يعلم إن كان
إبنه يخاف الظلام أم لا.