أنهى الملف الذي أعطاه لـه السيد الذي لم يعرف إسمه بعد ، الملف لم يكن صعبًا إذًا لماذا كان زملائه يبالغون؟سلمَ الملف للمدير لـيتصفحه لمدة خمس دقائق كاد يـختنق فيهم لـيخرج بخاخـه من جيب بنطالـه و أستنشقه بـهدوء.
أنزل البخاخ من فمـه بعدما هدأت أنفاسـه لـيجد المدير اللعين يناظـره من لـأعلى لـأسفلٍ بـحدةٍ.
- هل سمحتُ لكَ بـإستخدام تـلك الخردة؟
لم يرد الأصغر.
-أجبنـي!
- كدتُ أ-أختنق!
قالها بـرعبٍ و يديه ترتجفـان بسبب نبرة الأكبر الغاضبه لـينزل نظره لـقدميه فـقد أمتلئت عينيه بالدموع ، هو يخاف الصوت العالي بـشدة!
ظل خمس دقائق إضافية يبكي بصمتٍ يحاول ألا يشهق ، سوف يصبح مثيرًا لـالشفقة إن بكى بـصوتٍ عالي و شهق كـالأطفال ، لا يجب على أحد أن يراه يبكي حتى والدته! لا يجب عليه أن يكون طفلًا مثيرًا لـالشفقةِ أمامها!
- لما تبكـي؟
- لـستُ كذلكَ!
- صَدقتك! أقترب لـهنا!
إقترب المعني بـخوفٍ ليقف أمام المكتب مباشرةً.
- لديك هنا خطأٌ واحد ، عملك رائع كما أنك أنهيت الملف أسرع من السكرتير السابق ، أحسنت!
همهم الأخر كـرد عليه.
- إياك أن تبكي لـسببٍ تافهٍ مرةً أخرى ، هيّا خذ هذا الملف الذي على الطاولة هناك و راجعه ، إن رأيت خطًأ واحدًا سـأطردك و سـترفضك جميع الشركات في المستقبل!
- سـأصبح طبيبًـا!
قهقه الأكبر بـسخريةٍ ليقول و هو يمسح دموعه الوهميه:
- ظننتك طِفلًا مثيرًا لـالشفقةِ لا يستطيع الكلام! إذهب لـالكفيتيريا و أعد لـي كوب قهوةٍ سوداء مُره و لا تتأخر كـي تراجع الملف.(أنا سكرتير و لستُ خادم) أراد حيدر قـولها و لكنه تراجع فـكما يبدو أن مديره مجنون.
نزل حيدر السلالم حتى وصل لـالكافيتيريا التي توجد في الطابق الأرضي.
قدميه تكسرتا من نزول تلك السلالم اللعينه.قام بإعداد تلك القهوة المُرة و كم أراد أن يبصق فيها و لكنه تراجع ليس خوفًا من أن يعلم المدير و لكنه سيـحسن الظن به و يمنحه فرصةً أخرى.
اخذ القهوة و عندما ذهب حيث السلالم رأى أحد الموظفين ينزل من المصعد! كيف نسيّ وجود مصعدٍ ، اللعنه على ذاكرته!
__________-تفضل سيدي المدير.
- أحسنت يا صغير ، هيا راجع الملف ، هنا (أشار على إحدى الأرائك) أمامي.
-حاضر.
جلس حيدر على للأريكة التي قصدها المدير الأحمق بهدوءٍ عكس داخله الذي يريد أن يقفز على المدير و يعض كَتفه العريض.