تسعه و عشرون.

1.2K 135 72
                                    

الساعة الثانية عشرة ظهرًا ،
في المكتب.

-لكنني ذكيّ!
قال حيدر الذي يَدفن رأسهُ في صدر والده الذي يُصر على إحضار مُعلمًا خصوصيّ له.

- ما شأنك أنت!
أريد أن أصرف ماليّ في اللاشيء!

تنهد حيدر بـضجر لـيقول:
-يُمكنك أن تستثمر في شيءٍ مُهم ، سـيعود في المستقبل عليك بالنفع.

نظر شاهين للأصغر الذي بين يديه لـينتهد قائلًا:
-بماذا أستثمر أيها الفيلسوف؟

رد حيدر بينما يَرسم دوائر وهميه على صدر والده:
- مَوّل بحثًا ،
مثلًا أبحاث الأمراض النفسية الغير مُؤكده بأنها أمراض. أو تُمول بحثًا عن علاج أمراض الخرف.

لم يرد الأكبر لـيرفع حيدر رأسه له فوجده بينظر لـه
بغرابة لـيقول:
-ماذا تعنيّ بالأمراض النفسية الغير مُؤكده بأنها أمراض؟

تنهد حيدر بـضجرٍ لـينهض مع على والده قائلًا:
- لا تهتم ، أمورٌ يعرفها الأذكياء فـحسب.

رمقه شاهين لـيقول:
-أنا ذكيّ لعلمك و لكنك تُقلل منيّ.

أومئ الأصغر مُسايرًا له ثم قال بينما يتجه نحو الباب:
-سأستكشف شركتك.

ثم خرج بدون سماع رد والده.

وضع يديه في جيوب بنطاله الأبيض الرياضيّ و هو ينظر حوله ، الطابق الذي هم فيه لا يكون به سوى
مكتب والده و مكتب السكرتير ،
طابق فارغ كـرأس والدته.

نزل للطابق التاسع عشر فـكان فارغًا من البشر و به أربعه غرفٍ للإجتماعات نزل للطابق الثالث مُتخطيًا بقيت الطوابق لـيدخل مكتبًا به الكثير من المكاتب الصغيره و به حواليّ عشرون مُوظفًا.

وقف في وسط المكتب لـينظر له الجميع الذين كانوا يَأكلون برجر و بيتزا ضيق عينيه لـيقول أحدهم و هو يَمد له قطعه بيتزا:
- أتريدُ قِطعةً حبيبي؟

عبس حيدر بـخجل لـيقول بـصرامةٍ مُتصنعه:
-أولًا لسـتُ حبيبك.

ردَ رجلٌ آخر بـشاربِ رسامين حمقى:
-و ثانيًا؟

إزدادت حُمرة وجه حيدر إحراجًا ليقول:
-إحلق شاربك شبيه الصرصور هذا.

همهم الرجل بينما ضحك عليه زملائه لـيخرج حيدر مُحرجًا لـيتجه لوالده.

------

-تبدو كـالقطه المبلله ، ماذا حدث؟

رد حيدر بينما هو عابسٌ بسبب الإحراج:
-أريد بيتزا و برجر و بطاطس مقليه.

همهم شاهين بهدوء ليطلب ما أراده إبنه و بعد ربع ساعة وصل الطعام.

صُعق حيدر عندما أعطاه والده عصير برتقالٍ طبيعي بينما أخذ هو مشروبًا غازيّ ليقول بصدمه:
-لماذا أحضرت لنفسك مشروبًا غازيّ و أنا عصير برتقالٍ!!؟

إبتسم شاهين إبتسامةً مُستفزه لـيقول:
-لأنني كبير و أنت طفل.

فتح حيدر عينيه على وسعهما لـيقول:
-لستُ طفلًا بل أنت الطفل!

صفع شاهين فخذ الأصغر بـقوةً متوسطه لـيقول بعدما أبعد يده ليعيد إبتسامته المُستفزه:
-سأعطيك نصف مشروبيّ إن قلت لي'أحبك داديّ'.

تجاهله حيدر ليتكتف ناظرًا للبيتزا الساخنه ذات الجنبه الذائبة عليها لـيقول شاهين بينما يَشرب من مشروبه:
-آصفيّ الحُلو أتعلم أن طعم الصودا مع البرجر أفضل من عصير البرتقال؟

عبس حيدر أكثر لـيأخذ نفسًا عميقًا ثم قال:
-أحبك داديّ.

إتسعت إبتسامة شاهين ليسحب المُتكتف من خصره مُجلسًا إياهُ على فخذيه ثم قبل أرنبة أنفه و خده لـيعطيه المشروب ثم قال:
- أتريد أن أشتريّ لك مصنع المشروب أيضًا؟

رد الآخر بخجل:
-لا ، أصمت فحسب.

----------
الساعة الثالثه عصرًا.

يقف حيدر بجانب والده في محل المُثلجات بينما تَلمع عينيه بسبب الأطعم التي أمامه ليقول شاهين:
-هيّا إختر ما تريد و لكن ليس كثيرًا لأنك الجو باردٌ بالفعل.

تجاهله الأصغر ليختار طعم الفانيليا مع الليمون ، و أخرى بالنعناع و الشوكولاته لـيقول والده:
-واحدةٌ فقط.

عبس الأصغر لـيحتضن خصر والده قائلًا:
-أرجوك بابا حبيبي!

إبتسم شاهين لـيطلب ما إختاره الأصغر بينما الأخير بدأ يُصفق بحماسٍ ليقول:
-من يُصدقك أنك كنت مَسؤولًا عن نفسك؟

- لا أحد ، حتى أنا لا أعلم كيف فعلتها.

همهم الأكبر ليستلم المُثلجات ثم قال بينما يسحب الأصغر من سترته الحمراء الثقيله:
-ستشرب بعدها شايًا أخضر كي لا تمرض.

- لا يهم.

----------

الساعة العاشرة مساءً.

يبكيّ حيدر بـسبب رأسهُ المُصاب بالصداع النصفي لـيتجه لوالده الذي يـجلس على الأريكه أمام التلفاز.

إعتدل شاهين في جلسته ليجلس الأصغر الباكي بجانبه:
-لماذا تبكيّ؟ أيؤلمك شيء؟

أومئ حيدر أثناء بكائه مُشيرًا لرأسه لـيضع الأكبر يده على جبهة الأصغر ليشهق قائلًا:
-لقد مرضت يا غبيّ!

---------___________---------
.



SILENT.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن