الساعة الثانية عشرة ظهرًا ،
في المكتب.-لكنني ذكيّ!
قال حيدر الذي يَدفن رأسهُ في صدر والده الذي يُصر على إحضار مُعلمًا خصوصيّ له.- ما شأنك أنت!
أريد أن أصرف ماليّ في اللاشيء!تنهد حيدر بـضجر لـيقول:
-يُمكنك أن تستثمر في شيءٍ مُهم ، سـيعود في المستقبل عليك بالنفع.نظر شاهين للأصغر الذي بين يديه لـينتهد قائلًا:
-بماذا أستثمر أيها الفيلسوف؟رد حيدر بينما يَرسم دوائر وهميه على صدر والده:
- مَوّل بحثًا ،
مثلًا أبحاث الأمراض النفسية الغير مُؤكده بأنها أمراض. أو تُمول بحثًا عن علاج أمراض الخرف.لم يرد الأكبر لـيرفع حيدر رأسه له فوجده بينظر لـه
بغرابة لـيقول:
-ماذا تعنيّ بالأمراض النفسية الغير مُؤكده بأنها أمراض؟تنهد حيدر بـضجرٍ لـينهض مع على والده قائلًا:
- لا تهتم ، أمورٌ يعرفها الأذكياء فـحسب.رمقه شاهين لـيقول:
-أنا ذكيّ لعلمك و لكنك تُقلل منيّ.أومئ الأصغر مُسايرًا له ثم قال بينما يتجه نحو الباب:
-سأستكشف شركتك.ثم خرج بدون سماع رد والده.
وضع يديه في جيوب بنطاله الأبيض الرياضيّ و هو ينظر حوله ، الطابق الذي هم فيه لا يكون به سوى
مكتب والده و مكتب السكرتير ،
طابق فارغ كـرأس والدته.نزل للطابق التاسع عشر فـكان فارغًا من البشر و به أربعه غرفٍ للإجتماعات نزل للطابق الثالث مُتخطيًا بقيت الطوابق لـيدخل مكتبًا به الكثير من المكاتب الصغيره و به حواليّ عشرون مُوظفًا.
وقف في وسط المكتب لـينظر له الجميع الذين كانوا يَأكلون برجر و بيتزا ضيق عينيه لـيقول أحدهم و هو يَمد له قطعه بيتزا:
- أتريدُ قِطعةً حبيبي؟عبس حيدر بـخجل لـيقول بـصرامةٍ مُتصنعه:
-أولًا لسـتُ حبيبك.ردَ رجلٌ آخر بـشاربِ رسامين حمقى:
-و ثانيًا؟إزدادت حُمرة وجه حيدر إحراجًا ليقول:
-إحلق شاربك شبيه الصرصور هذا.همهم الرجل بينما ضحك عليه زملائه لـيخرج حيدر مُحرجًا لـيتجه لوالده.
------
-تبدو كـالقطه المبلله ، ماذا حدث؟
رد حيدر بينما هو عابسٌ بسبب الإحراج:
-أريد بيتزا و برجر و بطاطس مقليه.همهم شاهين بهدوء ليطلب ما أراده إبنه و بعد ربع ساعة وصل الطعام.
صُعق حيدر عندما أعطاه والده عصير برتقالٍ طبيعي بينما أخذ هو مشروبًا غازيّ ليقول بصدمه:
-لماذا أحضرت لنفسك مشروبًا غازيّ و أنا عصير برتقالٍ!!؟إبتسم شاهين إبتسامةً مُستفزه لـيقول:
-لأنني كبير و أنت طفل.فتح حيدر عينيه على وسعهما لـيقول:
-لستُ طفلًا بل أنت الطفل!صفع شاهين فخذ الأصغر بـقوةً متوسطه لـيقول بعدما أبعد يده ليعيد إبتسامته المُستفزه:
-سأعطيك نصف مشروبيّ إن قلت لي'أحبك داديّ'.تجاهله حيدر ليتكتف ناظرًا للبيتزا الساخنه ذات الجنبه الذائبة عليها لـيقول شاهين بينما يَشرب من مشروبه:
-آصفيّ الحُلو أتعلم أن طعم الصودا مع البرجر أفضل من عصير البرتقال؟عبس حيدر أكثر لـيأخذ نفسًا عميقًا ثم قال:
-أحبك داديّ.إتسعت إبتسامة شاهين ليسحب المُتكتف من خصره مُجلسًا إياهُ على فخذيه ثم قبل أرنبة أنفه و خده لـيعطيه المشروب ثم قال:
- أتريد أن أشتريّ لك مصنع المشروب أيضًا؟رد الآخر بخجل:
-لا ، أصمت فحسب.----------
الساعة الثالثه عصرًا.يقف حيدر بجانب والده في محل المُثلجات بينما تَلمع عينيه بسبب الأطعم التي أمامه ليقول شاهين:
-هيّا إختر ما تريد و لكن ليس كثيرًا لأنك الجو باردٌ بالفعل.تجاهله الأصغر ليختار طعم الفانيليا مع الليمون ، و أخرى بالنعناع و الشوكولاته لـيقول والده:
-واحدةٌ فقط.عبس الأصغر لـيحتضن خصر والده قائلًا:
-أرجوك بابا حبيبي!إبتسم شاهين لـيطلب ما إختاره الأصغر بينما الأخير بدأ يُصفق بحماسٍ ليقول:
-من يُصدقك أنك كنت مَسؤولًا عن نفسك؟- لا أحد ، حتى أنا لا أعلم كيف فعلتها.
همهم الأكبر ليستلم المُثلجات ثم قال بينما يسحب الأصغر من سترته الحمراء الثقيله:
-ستشرب بعدها شايًا أخضر كي لا تمرض.- لا يهم.
----------
الساعة العاشرة مساءً.
يبكيّ حيدر بـسبب رأسهُ المُصاب بالصداع النصفي لـيتجه لوالده الذي يـجلس على الأريكه أمام التلفاز.
إعتدل شاهين في جلسته ليجلس الأصغر الباكي بجانبه:
-لماذا تبكيّ؟ أيؤلمك شيء؟أومئ حيدر أثناء بكائه مُشيرًا لرأسه لـيضع الأكبر يده على جبهة الأصغر ليشهق قائلًا:
-لقد مرضت يا غبيّ!---------___________---------
.