يقف في وسط غرفة المعيشة و
هو يرفع يديه الإثنان و وجهه مقابلٌ للحائط من أكثر
من أربعين دقيقةٍ ، لـيتنهد
بـصوتٍ عاليٍ
كي يسمعهُ الأكبر الذي يرتدي سماعاتٌ بـكبر
أذنيّ الفتى الذي كان في المحل التجاري ،لـيذهب حيدر إليه و عينيه مدمعتين و شفتيه ممتدةٌ ،
يقوم بإزالة السماعات العملاقةٍ من على رأس الأكبر
ثم إنفجر في البكاء.صُدم شاهين من بكاء الأصغر لـيحتضنه حاملًا إياه
على يده بينما يربت على ظهره و يحاول معرفه ما به.---
إقتحم شاهين باب مكتب أودلف لـيقوم بعدما وضع حيدر الباكي
على سرير الفحص:
- إفحصه منذ الصباح و هو يتصرف بغرابهٍ و الآن يبكي!- اللعنه عليك شاهين هذا وقت إستراحتي!
- مريضك يموت ألمًا و أنت تفكر في الإستراحه!
تنهد أودلف بضيقٍ ثم إرتدى قفازيه و أمسك بـسماعتهِ و بدأ
بفحص الحيدر الذي يبكي لا توقفٍ كـطفلٍ في الخامسه.أنهى أودلف فحص الأصغر لـجلس على كرسيه مكملًا أكله
لـالشطيرة التي تركها قائلًا:
- هو بخير، دعه يبقى هادئًا فحسب و أطعمه شيئًا أراهنك أنه
لم يأكل إفطاره، سيختفي بسبب قلة تغذيته،.
الصداع أمرٌ طبيعيّ أعطهِ دوائه فقط.
و الآن أخرجا من هنا أريد التمتع بـإستراحتي.
-يجلسان في السيارة بهدوء لا يُسمع سوى صوتُ
شهقاتِ الأصغر لـينبس للأخير قائلًا:
- أنا لا أحبك.نظر له شاهين ثم أعاد نظره لالطريق أمامه متجاهلًا الأصغر
فـتحدث الصغير بعدما تم تجاهله:
- أنت لا تُحبني صحيح؟- إخرس.
قام حيدر بـضم قدميه لـصدرهِ و وضع رأسه بين قدميه
لـينفجر بالبكاءِ مرهً أخرى ثم قال وسط بكائهِ:
- أرجعني لمنزلي، لا أريد العيش معك!- أين موقع منزلك اللعين أيها اللعين!
-إنزلني هنا!
أوقف شاهين السيارة امام إحدى المحال لـيصرخ في وجه
الأصغر الذي صدم لـتوقف السيارة حقًا:
- هيا إنزل!نظر له حيدر بصدمةٍ لـيعيد الأكبر كلامه
ثم فتح الباب الذي بجانب الأصغر.نزل حيدر من السيارةِ لـيقوم شاهين بسحبهِ من يده
راميًا إياه في الكرسي الخلفي ثم أكمل
قيادته.-------
وصلوا للمنزل لـينزل حيدر راكضًا لغرفتهِ مُبتعدًا
عن والده الذي
يشد شعره نادمًا على إفراغ غضبه في إبنه.