سابع عشر.

1.7K 140 59
                                    


   يقف في وسط غرفة المعيشة و
هو يرفع يديه الإثنان و وجهه مقابلٌ للحائط من أكثر
من أربعين دقيقةٍ ، لـيتنهد
بـصوتٍ عاليٍ
كي يسمعهُ الأكبر الذي يرتدي سماعاتٌ بـكبر
أذنيّ الفتى الذي كان في المحل التجاري ،

لـيذهب حيدر إليه و عينيه مدمعتين و شفتيه ممتدةٌ  ،
يقوم بإزالة السماعات العملاقةٍ من على رأس الأكبر
ثم إنفجر في البكاء.

صُدم شاهين من بكاء الأصغر لـيحتضنه حاملًا إياه
على يده بينما يربت على ظهره و يحاول معرفه ما به.

---

إقتحم شاهين باب مكتب أودلف لـيقوم بعدما وضع حيدر الباكي
على سرير الفحص:
- إفحصه منذ الصباح و هو يتصرف بغرابهٍ و الآن يبكي!

- اللعنه عليك شاهين هذا وقت إستراحتي!

- مريضك يموت ألمًا و أنت تفكر في الإستراحه!

تنهد أودلف بضيقٍ ثم إرتدى قفازيه و أمسك بـسماعتهِ و بدأ
بفحص الحيدر الذي يبكي لا توقفٍ كـطفلٍ في الخامسه.

أنهى أودلف فحص الأصغر لـجلس على كرسيه مكملًا أكله
لـالشطيرة التي تركها قائلًا:
- هو بخير، دعه يبقى هادئًا فحسب و أطعمه شيئًا أراهنك أنه
لم يأكل إفطاره، سيختفي بسبب قلة تغذيته،.
الصداع أمرٌ طبيعيّ أعطهِ دوائه فقط.
و الآن أخرجا من هنا أريد التمتع بـإستراحتي.
-

يجلسان في السيارة بهدوء لا يُسمع سوى صوتُ
شهقاتِ الأصغر لـينبس للأخير قائلًا:
- أنا لا أحبك.

نظر له شاهين ثم أعاد نظره لالطريق أمامه متجاهلًا الأصغر
فـتحدث الصغير بعدما تم تجاهله:
- أنت لا تُحبني صحيح؟

- إخرس.

قام حيدر بـضم قدميه لـصدرهِ و وضع رأسه بين قدميه
لـينفجر بالبكاءِ مرهً أخرى ثم قال وسط بكائهِ:
- أرجعني لمنزلي، لا أريد العيش معك!

- أين موقع منزلك اللعين أيها اللعين!

-إنزلني هنا!

أوقف شاهين السيارة امام إحدى المحال لـيصرخ في وجه
الأصغر الذي صدم لـتوقف السيارة حقًا:
- هيا إنزل!

نظر له حيدر بصدمةٍ لـيعيد الأكبر كلامه
ثم فتح الباب الذي بجانب الأصغر.

نزل حيدر من السيارةِ لـيقوم شاهين بسحبهِ من يده
راميًا إياه في الكرسي الخلفي ثم أكمل
قيادته.

-------

وصلوا للمنزل لـينزل حيدر راكضًا لغرفتهِ مُبتعدًا
عن والده الذي
يشد شعره نادمًا على إفراغ غضبه في إبنه.

SILENT.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن