مطار روما
اصطف الأصدقاء في ساحة المطار، يستعدون لخوض كل منهم رحلته إلى المجهول، وحولهم تشع تفاصيل ذلك التوتر الصامت والقلق الخفي. ماري اقتربت من زاك ولاورا، نظرتها تمزج بين القلق والحنان؛ عيونها تراقبهم بجدية، لكنها حاولت أن تخفي أثر الخوف بقدر استطاعتها.
"اعتنوا بأنفسكم جيداً... سآتي إليكم عند انتهاء كل شيء. لا تتجاهلوا أي من نصائح الجد، مفهوم؟"
توقف الزمن حين احتضنتهم بحنان يحاول أن يمنحهم القوة، كأنها تنقل إليهم شيئًا من عزمها. زاك ضغط على يدها بخفة، ولورا طوّقت خصرها للحظات كأنها لا تريد لها الرحيل. ثم، بلا كلمات، اتخذوا خطواتهم نحو الطائرة، تاركين ورائهم مساحةً تشغلها بيرلا، التي حاولت إخفاء انفعالها، وديمتري، الذي كست وجهه ملامح ثقة غير قابلة للجدال.
التفتت ماري بعد أن رأتهم يتجهون بعيداً، لتجد أريس يحدق بها بنظرة ثابتة باردة، نظرة تضايقها بقدر ما كانت تتحدى ثباتها. ابتسامة خافتة لمعت في عينيها، لكنها لم تصل إلى شفتيها.
"هل ستبقى منزعجًا مني، حقاً؟" سألت بملامح تحمل السخرية، لكنه ظل صامتًا، يتكلم برود صمته عن انزعاجه الواضح.
عقدت حاجبيها بانزعاج، وأردفت كمن اكتشف للتوّ جانبًا طفوليًا فيه لم تكن تتوقعه، "لم أكن أعلم أنك... طفولي، أريس."
صدى كلماتها جاء كنسمة عابرة من الرياح، فكأنها ضربت وترًا خفيًا، لكنه لم يغير في ملامحه سوى نظرة باردة.
"افعتي!"
التفت الاثنان إلى مصدر الصوت العميق، ذلك الصوت الذي جاء مخترقاً السكون بلكنة روسية، يحمل معها ظلالًا من القوة والغموض. وقف ذلك الرجل أمامهم، طويل القامة، شعره الأبيض اللامع يعكس أنوار المطار الباهتة، جسده الرياضي الضخم يشبه وحشًا من العصور الإغريقية، وكأن حضوره كان صدى لقصص الأساطير القديمة.
كانت ماري تحدق به بترقب وراحة، وكأنها كانت تنتظر وصوله. ابتسمت بسخرية خافتة بينما ردت عليه بنبرة متحدية، "المضمون أنك ستنفذ الكلام."
اقتربت ماري منه بخطوات واثقة، وبحركة خاطفة سددت لكمة قوية إلى وجهه، قوة مفاجئة جعلته يترنح للحظة رغم بنيته الضخمة. استطاعت السيطرة على الموقف بسهولة، وكأن جسدها يحمل ذات القوة التي تسكن داخلها.
"هذا لأنك لم تأخذ رأيي بفعلتك،" قالت بحدة، وكلماتها تحمل أثرًا من الغضب المكبوت. لكن قبل أن يتمكن من الرد، اقتربت بخفة، وطبعت قبلة على خده، فانعكست دهشته بابتسامة خفيفة على وجهه.
أنت تقرأ
white Russian snake
Random" كأنك آلهة يونانية " " عفوا لم افهم " " الا يقولون ان الالهات اليونانية القديمة رمز للجمال؟ لذلك كل ما أراه جميل أنسبه للألهات اليونانية " " أحببت جرأتك " " ليست جرأة أنا أقدس الجمال و كإحترام له على الأقل الاعتراف " " هل تعرفين الصدفة الجميلة...