عمت لحظة من الصمت المكان، صمت ثقيل يتردد صداه بين الجدران، وكان الأجواء كأنها تنبئ بعاصفة قادمة. كان ديمتري يجلس بهدوء تام، عيناه لا تفارقان أريس الذي كان يرمقه بنظرة مليئة بالاحتقان والتساؤل. الجالس على الكرسي، كان يتكئ بهدوء يثير الحيرة، يرفع حاجبه كمن يبحث عن إجابة أو تفسير لما يحدث.
قال ديمتري أخيرًا، وهو يُخرج أنفاسه ببطء، وكأن الكلمات لا تصدق: "بعد استطاعت عمر لاختراق الكاميرات، علمنا أن ماري ذهبت إلى مقهى قبل اختفائها، وعندما بحثنا في المكان، وجدنا بالحمام صندوقًا منقوشًا عليه أول حرف من اسم عائلتي."
"أكمل..." جاء الصوت الجاف من أريس، الذي كان يكاد يخرج عن صمته العميق، عينيه تومضان بغضب.
"كان يحتوي على حقنتين، واحدة فارغة والأخرى تم استخدامها نصفها." استمر ديمتري في الحديث بهدوء، حتى كان حديثه أكثر توترًا مما قد يراه البعض.
أخذ أريس نفسًا عميقًا، يعض على شفته السفلى، ثم أضاف بشكل قاسي: "أي حقنة هذه، وماذا تفعل؟"
"حقنة من صنع البراتفا، تهدف لقتل الخوف في الجسد، ولكن..." أشار ديمتري إلى الحذر في صوته، وهو يستشعر المأساة الكامنة خلف هذه الحقنة.
"لكن ماذا؟ اللعنة!" انفجر أريس أخيرًا، صوته يعكس تزايد الإحباط. "هل تدفعون مقابل الكلام؟ تكلموا دفعة واحدة!"
"لكن ماري أخذتها دون علم أحد، لأنها ممنوعة عليها. وإذا أخذتها، فهذا يعني أنها لم تشرب دواءها منذ مدة... والآن، ليس علينا الخوف عليها من الناحية النفسية، لكن إذا مرت ثلاث أيام ولم تخرج من هناك، فالشيء الوحيد الذي نخشاه هو السائل الذي يتراكم في جسدها."
كان حديث ديمتري بطيئًا، وعلى الرغم من بساطته، كانت كل كلمة تثقل قلب أريس أكثر. كان يعلم أن ماري كانت تعاني مع هذه الحقن في الماضي، وأن تأثيرها عليها كان كارثيًا. "في وقت مضى، كانت ماري مدمنة على هذه الحقن بشكل كبير. كانت تصبح مثل الوحش الذي لا يعرف من أمامه، وكانت تؤثر على نفسيتها بشكل مدمر. لكن الآن... إذا استمرت ثلاث أيام، لا بد من أخذها إلى المستشفى لتخليص جسدها من هذا السائل."
ضحك أريس بشكل هستيري، ضحكته التي كانت تتخللها نبرات من الفزع والجنون. كان يواجه حقيقة لا يستطيع الهروب منها، مشاعر مختلطة من الألم والاستفهام تتجاذبه. كيف لم يعرف كل هذا؟ كم كان غبيًا! كم مرة عليه أن يكتشف أسرارها وتفاصيلها المظلمة؟ "ماري... هل هي بشر؟ هل لديها أطفال؟" سألها بلا وعي، متسائلًا عن ما هو غير مألوف في عالمه.
رفع الجميع حاجبهم باستغراب. كان السؤال غريبًا، ومستغربًا بالنسبة للموقف. حتى عمر شعر بمفاجأة من السؤال. "ماذا تقول؟"
أنت تقرأ
white Russian snake
De Todo" كأنك آلهة يونانية " " عفوا لم افهم " " الا يقولون ان الالهات اليونانية القديمة رمز للجمال؟ لذلك كل ما أراه جميل أنسبه للألهات اليونانية " " أحببت جرأتك " " ليست جرأة أنا أقدس الجمال و كإحترام له على الأقل الاعتراف " " هل تعرفين الصدفة الجميلة...