في ظلال الأساطير الإغريقية حيث تتلاقى الحياة والموت في صراع أزلي، تبرز أسطورة نيوب، الملكة التي جرفها تيار الفخر الزائد نحو هوة من الألم الأبدي.
كانت نيوب، ابنة تانتالوس وزوجة الملك أمفيون، تعيش حياة تغمرها النعمة والعظمة، تحفها ثروة المملكة وجمالها الذي نسجت حوله القصائد. لكنها لم تكن ترى سوی کنز واحد يجسد مجدها كنزها الحقيقي الذي تفاخر به أمام الجميع - أبناؤها الأربعة عشر، سبعة أبناء وسبع بنات كانت تراهم شمس حياتها وسر خلودها قوة تصنع منها رمزاً للخصوبة التي لا تقهر.
ذات يوم، اشتد بها الفخر فحجب عنها التواضع. نظرت
إلى السماء، إلى الآلهة ذاتها، ورفعت صوتها ساخرة من
الإلهة ليتو، والدة الإلهين أبولو وأرتميس، متهكمة من
كون ليتو لم تنجب سوى اثنين بينما حظيت هي بما
يكاد يشبه جيشاً من الأبناء. كان ذلك تحدياً، لا يغتفر
في عيون الآلهة، خاصةً في عيون ليتو، التي شعرت
بإهانة جسدت كل أوجاع الحسد والكبرياء المجروح.فوقفت ليتو صامتة، وغضبها يخفي خلفه قراراً قاتلاً، ثم أمرت أبنائها، الإلهين التوأمين أبولو وأرتميس، أن ينتقما لشرفها هب أبولو يحمل سهام الموت، بينما أرتميس رافقته بعزم لا يلين، وقلبهما خال من الرحمة، وعيناهما مسلطتان على هدفهما الوحيد.
استيقظت نيوب في اليوم التالي لتجد رائحة الموت تنفت في هواء مملكتها رأت أبولو، إله الشمس والنور يرفع قوسه بلا تردد ويطلق سهمه الأول الذي اخترق جسد ابنها الأكبر، فتهاوى إلى الأرض. ثم انطلق سهم آخر ليحصد حياة ابن ثان، تلاه ثالث ورابع، وكل سهم كان ينزع نبضاً من قلبها. وقفت نيوب متجمدة، كأنها تحاول الإمساك باللحظة، كأنها تأمل أن تستيقظ من كابوس لا ينتهي، لكنها كانت عاجزة، غارقة في دوامة الرعب والذعر، تشهد أبناءها يموتون واحداً تلو الآخر. ثم تقدمت أرتميس، كأنها تجسد العدالة الحاسمة، لتقتل بناتها، فتاة بعد أخرى، ببرود كمن ينزع الزهور الذابلة.
عندما هدأ كل شيء، وبقي الصمت يغطي المكان كعباءة سوداء، أدركت نيوب حجم الكارثة التي وقعت عليها. جثت على ركبتيها بين أجساد أبنائها، حاولت أن تلم شتات قلوبهم التي فارقتها الحياة، أن تشعر بدفء لمساتهم الأخيرة، أن تستعيدهم إلى حضنها. بدأت دموعها تنهمر فيضاناً من الحزن الذي لا يضاهى، وكانت دموعاً لم تهدأ، بل تحولت إلى سيل من الندم يغرقها.
أنت تقرأ
white Russian snake
Random" كأنك آلهة يونانية " " عفوا لم افهم " " الا يقولون ان الالهات اليونانية القديمة رمز للجمال؟ لذلك كل ما أراه جميل أنسبه للألهات اليونانية " " أحببت جرأتك " " ليست جرأة أنا أقدس الجمال و كإحترام له على الأقل الاعتراف " " هل تعرفين الصدفة الجميلة...