"ها انا على عتبة اللقاء"

203 19 12
                                    

اسفة مسبقا لوناتي على المشاعر يلي رح تعيشوها بالفصل

مرحبا اليوم بدايتكم مختلفة ليس كما عودتكم كاتبتكم لونا تعرفو لما لاني انا من سابدئها ماريا بارتوليني

عشرون عامًا... عشرون عامًا وأنا أعيش على خيط رفيع، خيط بين الجنون والأمل. لا أستطيع أن أصف لكم كيف يُسلب العمر عندما تتحول حياتك كلها إلى انتظار. انتظار عودة، انتظار إجابة، انتظار وجه لم يتلاشَ من ذاكرتي، لكنه بات ضبابيًا، كأنني أراه في أحلام بعيدة... وجه أبي.

كيف يمكن أن أصف لكم هذا الشعور؟ شعور الفتاة التي كانت تركض إليه كل يوم، وتجلس في حضنه وتروي له تفاصيل يومها؟ شعور من كانت تراه بطلها، عمادها، ثم في لحظة، كأن الأرض ابتلعته؟ لم يكن هناك تفسير. لم يكن هناك وداع. فقط اختفى. وكأن الزمن قرر أن يقطع جذور وجوده من حياتي، تاركًا وراءه فراغًا، فراغًا لم أستطع ملأه بأي شيء، رغم كل محاولاتي.

وها أنا اليوم، أسمع هذه الكلمات. "عاد." كلمتان فقط، كلمتان كانتا كافيتين لتدمراني من الداخل، وتعيداني إلى تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تنتظر على النافذة، تنتظر قدومه كل ليلة.

ولكن، كيف يعود شخص بعد عشرين عامًا؟ هل يعود كما كان؟ أم أنني سأقف أمام شخص غريب؟ هل سأراه بعيوني، تلك العيون التي أصبحت ترى الحياة بمرارة وتجربة؟ أم أنني سأرى الرجل الذي تخيلته آلاف المرات، في كل أحلامي وكوابيسي؟

قدماي بالكاد تحملانني. كل خطوة ثقيلة، كل نبضة في صدري كأنها طعنة. قلبي يخونني، يدق بسرعة كأنني على حافة الانهيار. عشرون عامًا وأنا أعد نفسي لهذه اللحظة، والآن، كل شيء بدا وكأنه يتلاشى. ماذا سأقول له؟ ماذا سأفعل؟ هل أستطيع مواجهته؟ هل لدي القوة لأواجه الرجل الذي كان وراء كل دمعة نزلت من عيني؟

الخوف... يا إلهي، الخوف يجتاحني. ولكن ليس الخوف من الحقيقة، بل الخوف من أن تكون الحقيقة أقسى من خيالي. ماذا لو كان شخصًا آخر؟ ماذا لو لم يعد كما كان؟ ماذا لو كان... قد نسيني؟ هل سأتحمل ذلك؟

كل ذكرى، كل لحظة عشتها بدونه، كل ليلة بكيت فيها حتى نمت، كلها عادت لتثقل كاهلي. لم أكن تلك الفتاة الضعيفة بعد رحيله، تعلمت أن أقف، أن أقاوم. ولكن الآن... الآن أشعر بأنني تلك الفتاة الصغيرة مجددًا، تلك التي تنتظر بلهفة، التي كانت تتشبث بكل أمل مهما كان هشًا.

أمام الباب، لم أعد أعرف إن كنت أريد أن أراه أم لا. ربما الحقيقة ستكون أقسى من الانتظار. ربما كان علي أن أتركه في الماضي، كظل بعيد لا يصل إليه أحد. ولكن، لا... قلبي يصرخ، يريد أن يعرف، يريد أن يراه، ولو كان اللقاء هو النهاية.

white Russian snake حيث تعيش القصص. اكتشف الآن