12 ~بعيدةٌ أنتِ~

174 30 40
                                    


يُمكنُ أنْ يكونَ لصباحَ هذا اليومِ مُميّزٌ لدى كُلِّ الأزواج، يحتضنون زوجاتِهنّ إلى صدورِهم، يداعبونَ شعرهم، أو لكُلِّ مِنهُمْ طريقةٌ للتعبيرِ عنْ حُبِّه.

قد تكونُ الإرادةُ قويّة.. لكنَّ القلوبَ ضعيفة.

يومٌ مُميّزٌ بطريقةٍ سيئة، صحيحٌ أنّهُ باتَ زوجها وشريكها، إلّا أنّهُ يستيقِظُ وحيداً في سريرهِ كما كُلَّ صباحٍ عاريَ الصّدر.

الأمرُ الوحيدُ المُختلِفُ هو تبديلهُ لسريرهُ وغُرفتِه بأُخرى أكبر!

كانَ مِنَ المُفترَضِ أنْ يكونَ شهرَ عسل.. وعلى ما يبدو فهو شهرُ بصلٍ لا أكثرَ ولا أقلّ.

ارتدى كنزتهُ الفضفاضةَ وتثاءبَ بينما يتّجِهُ لإعدادِ كوبٍ مِنَ القهوةِ بشعرهِ المُبعثر.

ولو رأتهُ الفتاةُ المدعوّةُ بزوجتهِ لجُنَّ جنونُها.

جلس على الكُرسيّ واضِعاً كوبَهُ على الطّاولةِ ويستنِدُ إليها بعينيهِ المُغمضتين.

دقائق ولحظاتٌ لا تسمعُ فيها إلّا صوتُ تنهّدهِ المُستمِرّ، يخالُ أنْ تلكَ اللحظةَ كالأفلامِ حينما تستيقظُ البطلةُ المُرتّبةُ الجميلةُ بمكياجها الكاملِ صُدفةٍ، وتنفرِجُ أساريرُها لرؤيةِ بطلها مُستيقظاً بلا مُبالاةٍ يحتسي كوبَ قهوتِه، وفجأةٍ يشعُرُ بها تُعانِقهُ مِنَ الخلفِ يستقِرُّ رأسُها على كتِفهِ مُتجِهاً إلى عُنُقِه.

قُشعريرةٌ سرَتْ عبرَ عمودِهِ الفقريّ جاعلةً مِنهُ كما لو أنّهُ يَقفِزُ أو يرقُص.

لا يُطيقُ صبراً حتى يرى وجهَ شيطانتهِ مُستيقِظةً مِنَ النّوم!

انتهى الكوبُ الأوّل..
الثاني..
ثمَّ الثالث..

السّاعةُ الحاديةُ عشرَ ظُهراً!
ألمْ تُطِل النّوم؟؟!!

بعد‌َ كُلِّ ذلكَ الانتظار، استولى عليهِ الجوع، فنهضَ يُحضِّرُ شيئاً يأكلهُ ريثما تستيقِظ.

أمضى كثيراً ينتظرُ، ويقومُ بأشياءَ شتّى علّهُ يقتلُ الوقتَ وتستيقظُ تلكَ الأميرةُ النّائمة.

لعلّها أمضتْ وقتها في السّهرِ كما تفعلُ عادةً؟!
إنّها الثالثةُ عصراً.. ولمْ تستيقظ حتى الآن..

هي بخير.. صحيح؟!

لقدَ حاولَ بالفعلِ طرقَ البابِ وفتحهُ ولكنّهُ مُقفل.

ألا تثِقُ بِه؟!

أصابهُ اليأسُ نهايةَ الأمرِ وخرجَ قاصِداً بيتَ بوب.

-انظُر إلى حالكَ يا صديقي!

تحدّثَ مُقدِّماً كوباً مِنَ الماءِ لتعيسِ الحالِ، وأكمل:

-أنت تُلقِّنُني درساً في الحُبِّ دونَ تجريبه.

-لا أنصحُكَ بتجريبه.

ليسَ كما تعتَقِد ~ لي مينهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن