أريكةٌ جِلديّةُ النّوعِ سوداءُ اللونِ يعرِفُ النّاظِرُ إليها كمْ هي باهظةُ الثّمن، في مكتبٍ كبيرٍ وهادئٍ مُكيَّفٍ بدرجاتِ الحرارةِ المُناسبةِ لهذا الجوِّ القارص، أحدُهما مُستلقٍ يشكي همّه.. والآخرُ يجلِسُ قِبالتهُ مُستمِعاً كعادتِهِ وبيدهِ فُنجانٌ مِنَ القهوة.
يجدُ نفسهُ بدأ الحِقدَ على فصلِ الشّتاءِ لأنّهُ كانَ سببَ بدايةِ كُلِّ شيء.. وبالمعنى الحرفيّ.
مُقابلتها.. عملها الجراحيّ.. تقلُّباتها المزاجيّة..
ليسَ الأمرُ كما لو أنّهُ نادمٌ على ذلك، وإنّما نادمٌ لأنّهُ لا يستطيعُ التّعاملَ مع شخصٍ بسُرعةٍ دونَ التخطيط..
تخالهُ يلومُ نفسهُ كما لو أنّهُ السببُ لا عقلُها المزاجيّ..يُحرِّكُ قدمهُ باستمرارٍ، ويضعُ ذراعهُ على جبينهِ يروي ما حدثَ لهُ البارحة، وفي الأيامِ القليلة..
يُذكِّرهُ باليومِ الذي نامتْ فيهِ بمنزلهم أثناءَ خِطبتِهما وكيفَ كانَ متوتِّراً ومُتشنِّجاً عندما شعرَ بها ليلاً تُلامِسه، كانَ ساكِناً بدايةَ الأمرِ حينما حسِبَ أنّها إحدى قِططهِ تسلّقَتْ فوقه، ولكن عندما شعرَ بغرابةِ اللمساتِ تزداد، علِمَ أنَّ الموضوعَ ليس بُمجرّدِ قطّةٍ مُشاكِسة..
-تعلم، طوال ذلك الأسبوع.. اضطررتُ إلى العملِ حتى وقتٍ مُتأخر، ولكن كنتُ كُلّما عدتُ إلى المنزلِ أجدُها نائمةً على الأريكةِ تنتظرُني!!
لمْ يغلقْ شفتيهِ وهو يُحدِّثُ بوب بانفعال، وتارةً ينظرُ إلى السّقفِ وتارةً ينظُرُ إليه، يأبي جعلهُ يرتاحُ حتى في وقتِ استراحتِه..
يَمْ الشّخصُ التي تسلِبُ راحةَ رُوين، ورُوين يفعلُ ذلكَ بدورهِ لبوب..
وبوب؟!
لماذا نحنُ هُنا؟!
-هل كُنتَ توقِظُها حتى تذهبَ إلى سريرها؟!
-كلّا، كُنتُ أحمِلُها طبعاً.
-إذاً كيف علمتَ أنّها كانتْ تنتظِرُك؟!
-لأنّها يَمْ فانسوا ببساطةٍ التي لا تخرجُ مِنْ غُرفتِها بسهولة! وإنْ لمْ تكُنْ تنتظِرُني، فلماذا لم تنمْ في غُرفتِها؟!
-رُبما تُتابعُ شيئاً مع على التّلفازِ أو الهاتِف.
-الهاتِفُ في غُرفتِها، والتّلفازُ مُطفأ.
-إذاً وبعدَ ما حدثَ البارِحة، لم ترها منذُ ذلكَ الحين..
-سُحقاً! ماذا كانَ ليحدُثَ لو قبّلتني؟؟!!
قهقهَ بوب ساخِراً:
-إذاً لن ترى يَمْ فانسوا مُجدداً كالمرّةِ الماضية أيُّها السيّدُ قُبلة.
-السيّدُ قُبلة محظوظٌ على عكسِك، لقد دعانا والدها لتناولِ العشاءِ في منزلهم اليوم، لذا سأقابلكِ سيّدة ياسنو.. شئتِ أمْ أبيتِ!

أنت تقرأ
𝑁𝑂𝑇 𝑊𝐻𝐴𝑇 𝑌𝑂𝑈 𝑇𝐻𝐼𝑁𝐾 ~ 𝐿.𝑀𝐻
Romanceعندَما التقيتُ بك.. قلتُ لو كانتْ تِلكَ الفتاةُ لي.. اعذريني كانَ يجِبُ أن أقول.. صعبَة! ~~ رُوينْ ياسنو "لي مينهو". يم فانسوا.