~إذا أردتَ العبثَ مع لبوة، فتحمّل مخالِبها.~
-الكتابة؟! يا صاح.. إنّها عملُ الفاشلين!
*ثلاثةُ أشهرٍ مضَتْ*
~قبلَ حصولِ يَمْ على مكتبٍ خاصٍّ بها~
توقّفَتْ يدُها عنِ الضغطِ وتحريكِ فأرَةِ الحاسوبِ الذي كانَتْ تجلِسُ أمامَهُ بينما كانَ خدُّها الأيسرِ أكبرَ حجماً بسببِ المصّاصَةِ التي ملأته.
كُلٌّ مِنْ صاحِبِ الطّاولةِ التي تجاورُها والآخرِ الذي يُقابِلهُ كانا يتناقشانِ مُلتفتينِ إلى بعضِهما البعضَ فترةَ الاستراحَةِ عنْ مواضيعَ مُختلِفَةٍ لمْ تُنصِتْ إليها، حتى سماعِها بجملةِ الذي يُقابِلُ جِوارَها مُكمِلاً حديثه.
-الكتابَةُ عملُ مَنْ لا عملَ له.. تستطيعُ قولَ أنّها عملُ مَنْ فشِلَ في تحقيقِ مُبتغاهُ ليلجأَ إلى الكتابة، فجميعُنا يعلمُ أنَّ أيّ شخصٍ بضغطتينِ يستطيعُ تأليفَ روايةٍ أو قصّةٍ ليتهافَتَ عليها الجمهور.
إنّهُ عملٌ بلا هدفٍ أو قيمة!
-أودُّ سماعَ ما قُلتَهُ مُجدداً.
نبسَتْ ببرودٍ منزِلَةً رأسها بينما تستنِدُ على طاوِلتها، ليُردِفَ الأخيرُ قاصِداً استفزازها منذُ بدايةِ حديثه:
-يَمْ فانسوا!
بحقٍّ أعتذِر.. نسيتُ أنَّ ثمّةَ كاتِبَةٌ هُنا.
التفَتَتْ بِكُرسيّها عنْ طاولتها لتُقابِلَ وجههُ بعينيها قائلة:
-أنتَ تقولُ أنَّهُ بإمكانِ أيّ شخصٍ نسجُ ووصفُ وحبكُ روايةٍ كما أفعلْ دونَ خُبراتٍ أو تعب، ولا شيءَ مُميّزٌ في ذلك؟!
-هذا دقيق!
لذا..
يَمْ فانسوا.. أتستطيعينَ إخبارَنا بتجرِبَتِكِ الفاشِلَةِ التي أوصلتكِ لتكوني كاتِبَة حتى لا نقعَ في أخطائكِ ذاتِها؟!
قالَ مُستهزِئاً لتُميلَ رأسها تومِئُ بهدوء، فكشخصٍ عاديٍّ في محلِّها كانَ لينهالَ عليهِ بالتعبيرِ والشتائمِ والكثيرِ مِنَ الأشياء، إلّا أنَّ التعبيرَ عنِ الرأيِ أصبحَ شيئاً قديماً ومُتعِباً بقدرِ ما أرادَتْ أنْ تُفصِحَ عنْ ما في داخِلها.
فقط لو علِموا ما في داخِلها..
ولكن..
تضييعُ وقتِها لتشرَحَ إلى أُناسٍ جُهلاء؟!
ستكونُ طريقةُ شرحِ عقلها أفضلَ بكثير!
في حياةِ كُلٍّ مِنّا أشياءُ ثمينةٌ جداً، لكنّها تجعلُ الآخرينَ يتّهِمُوننا بالتّفاهَةِ أو الضّحالةِ أو الجُنون إذا ما عرفوا بها، ونتّهِمُهُم نحنُ بالغباءِ و تبلُّدِ المشاعِرِ عندما يُبدونَ سُخريَتَهم.
وهذا أكثرُ مِنْ شيءٍ ضخم..
إهانةُ ما تُحِبُّ هي فعلُه وما اختارَته..
ومِنْ ثمَّ وصفُها بالفاشِلة!
بإمكانِها هي إهانَتُكَ ونعتُكَ بالفاشل..
ولكن أنْ تحاولَ أنتَ فعلَ هذا لهوَ إثمٌ عظيم!
أنت تقرأ
ليسَ كما تعتَقِد ~ لي مينهو
Romanceعندَما التقيتُ بك.. قلتُ لو كانتْ تِلكَ الفتاةُ لي.. اعذريني كانَ يجِبُ أن أقول.. صعبَة! ~~ رُوينْ ياسنو "لي مينهو". يم فانسوا. (DESIGNED BY @viola)
