2 ~في قِمّةِ العفويّة~

688 62 473
                                    


الثانيةَ عشرَ مُنتصفَ الليل..
~الثامِنُ مِنْ شتاءِ يناير~

مُستلقيةٌ في سريرِها تُحدِّق في السّقفِ لساعةٍ مضتْ، كيفَ يجبُ أنْ تكونَ النّهايةُ الخاصّةُ بأحداثِ روايتها؟!
المفترَضُ بها أنْ تُقنِعَ نفسها في هذا الزّواجِ الذي لمْ تُقابِل فيهِ الشّريكَ بعد..
ولكنْ مُخيّلتُها وأفكارُها هُما اللذانِ يأخذانِ الحيّزَ الأكبرَ مِنْ عقلِها وأفكارِها، لا يُمكِنُ لشيءٍ أنْ يقطعَ تيّاراتِ أفكارِها السّاخنةِ والبارِدةِ التي تتضاربُ في عقلِها إلّا صوتُ رنينِ هاتِفها بأحدِ الإشعارات.

كانتْ تحسبُ أنّها رِسالةٌ أُخرى مِنْ ذاكَ الأجنبيّ الذي يستَمِرُّ بمُضايقتِها منذُ أنْ أخبرَتهُ أنّها في إجازة، ومِئةُ رِسالةٍ مِنهُ تحثُها على أنْ تكتُبَ المزيدَ لأجلِ الجمهورِ اللعين.

أمسكتْ بهاتِفها عازِمةً على مُشاجرَةِ ذلكَ اللزجِ الذي عكّرَ صفوَ مزاجها طوالَ اليوم، فإذ بها ترى رسائلَ مِنْ شخصٍ مجهول!

"أستمِحُّكِ عُذراً.."
"أعتذرُ عن الإزعاجِ في وقتٍ مُتأخِرٍ وإنْ كنتُ أعلمُ أنّكِ نائمة"
"الجوّ بارِدٌ غداً، لذلك احرِصي على ارتِداءِ ملابِسَ ثقيلة"
"طابتْ ليلَتُك"

لا يوجدُ داعٍ للتفكير..
هل تعتبِرُها رسائلَ إزعاجٍ أمْ رسائلَ اهتمام؟!
كيفَ حصلَ على رقمِها أصلاً؟!
هي لا تعرِفهُ لذلك يصعُبُ عليها الجزم!
ربما هوَ لطيفٌ فعلاً كما قالتْ أختها، ولكن مالذي يدفعُهُ للإهتمامِ بفتاةٍ لم يرَها!
لا يجِبُ أنْ تُرخيَ دفاعاتِها مهما حصل.

أبعدتْ تلكَ الأفكارَ عنْ رأسِها، وأجابتْ:

"أشكُرُ اهتمامك"
"احرِصْ على فعلِ المثل"
"أراكَ غداً"
"طابتْ ليلتُك"

أطفأتْ هاتِفها لتسرحَ مِنْ جديد.. ولكن مهلاً لحظة!
نسيَتْ شيئاً بالِغَ الأهمّية!!
أيُّ تنّورةٍ عليها أن ترتدي؟؟!!
لمْ تختَرْ ما سترتديهِ غداً!

انتَفَضتْ إلى خزانتِها بعدما أنارتْ الأضواءَ تُبعثِرُ كُلَّ ما يقَعُ عليهِ ناظريها مِنَ الملابس.
أترتدي تنّورتها البنفسَجيّةَ المُزيّنةَ بالمُربّعات؟!
لا تُناسبُ هذا الجوَّ البارِد!
مُستبعَد.
ستتجمّدُ برداً إنْ ارتدتْ تنوّرة!
هذا هو!
رِدائُها الطويلُ الذي لوِّنَ إلى لونين، النِّصفُ الأوّلُ مِنهُ باللونِ البيج المُفضّلِ لها، والثاني باللونِ الأبيض، وستكونُ حقيبَتهُ العسليّةَ مِنْ ديور مُناسِبَة!

يوشِكُ مصيرُها على الإرتباطِ بشخصٍ لا تعرِفهُ مدى الحياة، ولا تُلقي اهتِماماً إلّا لملابِسها ورواياتِها.
تشعرُ بأنّ ذلكَ طبيعيّ، فهيَ قدْ فقدتْ الكثيرَ مِنْ مشاعِرِ الإهتمامِ لِمنْ حولها، ولا بأس سأتقبّلهُ ما دامَ وسيماً!
وكما ستُعامِلُني، سأعامِلُكَ يا سيّد لا أدري ما اسمُك.

𝑁𝑂𝑇 𝑊𝐻𝐴𝑇 𝑌𝑂𝑈  𝑇𝐻𝐼𝑁𝐾 ~ 𝐿.𝑀𝐻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن