5 ~ما الذي تعرِفهُ عنِ الجُنون؟!~

348 38 162
                                    


-اتّصلتُ بها ثلاثةَ مرّاتٍ وراسلتُها، ولكن لا إجابة..
لا تُجيبُ منذُ أسبوع.. أنا قلقٌ مِي.

-لا عليكَ رُوينْ، مُجردُ توعُّكٍ طفيف.

-توعّك؟ لأسبوع؟!
أهيَ بخير؟!

-ستكونُ بخير، رجائاً لا تقلق على تلكَ القِردَة.

-مِنْ فضلكِ اعتني بِها مِي.

-فقط لأنّكَ مَنْ طلَبت.

-أشكُرُك!

أنهَتْ المُكالمَةَ بعدَ أنْ نبسَتْ بعباراتِ الوداعِ، لتُعيدَ بتركيزها على مقودِها والطّريقِ إلى أنْ وصلَتْ للمكانِ المقصود.

مكانُ عملها..

ساعتانِ، وها هيَ ذي أخيراً انتهَتْ!

أطلِقَتْ تنهيدَةً عميقَةً مُرتاحة، وغادَرَتْ المدرسَةَ باتِّجاهِ سيّارتِها التي حالما وصلَتْ إليها..
رأَتْ ما لَمْ يَكُنْ في الحُسبان!

مُستنِدٌ على سيّارَتِها يُطالِعُ هاتِفَهُ، وقد بدَتْ على وجههِ الكثيرُ مِنْ علاماتِ الإنشغالِ والتوتُّر.

انغِماسُهُ في ما كانَ يُطالِعهُ جعلهُ لا ينتبِهُ إلى وصولها، أو حتى وقوفها مطوّلاً تنتظِرُهُ أنْ يُلاحِظها.

لمْ أستطِعْ الإنتهاءَ مِنْ يَمْ واحِدة، وها هي الآن تقومُ بصنعِ مستنسخٍ مسكينٍ مِنها.

فكّرَتْ بسُرعَةٍ، ثمَّ تقدّمَتْ إليهِ لتقِفَ بجانبِهِ وتنظُرَ إلى ما كانَ يُطالِعُه.

"ما هي أسباب الغيرة، والاهتمام الزائد؟!"

-يبدو ذلكَ مُثيراً..
"إنْ شعرتَ بالغيرةِ والخفقان مع أنّكَ لا تشعرُ بالوقوعِ في الحُبّ، فعليكَ التأكُّدُ مِنْ مشاعرَكِ في كُلِّ مرّةٍ تلمِسُ فيها ذلكَ الشخص، ولذا عليكَ أنْ تلمِسَهُ
كثيراً."
ألنْ يشعُرَ الطّرَفُ الآخرُ بالرّيبةِ إثرَ ذلك؟!

-هل تعتقدينَ ذلك؟!

نبسَ دونَ أنْ يرفعَ عينيهِ عنْ شاشةِ هاتِفِهِ، يُقلِّبُ في صفحةِ الانترنِت عن شيءٍ يُفيدُ حالتهُ، ولكن لا شيءَ سِوى التُرّهات! أعليهِ زيارَةُ طبيبٍ نفسيّ؟؟!!

-إنْ كانَتْ أُختي، فستكونُ مُريبَةً أكثرَ مِنك.

أسندَتْ بنفسِها إلى سيّارتِها تضمُّ ذراعيها إلى صدرِها بينما وأخيراً كانَ قد شعرَ بها.

توقّفَ عنْ التقليبِ والتّصفُّحِ مُستوعِباً، ثمَّ نظرَ إليها بإحراجٍ يتسائل:

-منذُ متى وأنتِ هُنا؟!

-عشرَة دقائق.

-كانَ ذلكَ باكِراً أكثرَ مِمّا توقّعت.

-كيفَ عرفتَ أنني سأنتهي في هذا الوقت؟!

ليسَ كما تعتَقِد ~ لي مينهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن