14 ~بالنّسبةِ لي (يَمْ فانسوا) ~

175 30 73
                                    

إنّهُ العاشِرُ مِنْ بُكاءٍ مُحبَّبٍ إلى قلبي..
العاشِرُ مِنْ ديسمبر..
حيثُ تزدادُ ما أُسمّيه..
هرموناتِ المشاعر..

يبدو الأمرُ كما لو أنني عالقةٌ في دورةٍ سنويّةٍ تأتي في فصلِ الشّتاءِ فحسب..
أُصبِحُ فيها حسّاسَةً لكُلِّ شيءٍ.. إلى جانب..
هل يعني (حساسةً) كثرتي للبُكاء؟!

بالطّبعِ لا!
إنّهُ الغضب..
الغضبُ الذي يجتاحُني عِوضاً عنْ البُكاء..

خرجتُ مِنْ غُرفتي ما يُقارِبُ العاشِرَةَ مساءاً.. مضى فترةٌ على بدايةِ خلودي في الغُرفةِ بهذهِ الطّريقة..
رُوين لمْ يستمِرَّ بإزعاجي هذا اليوم على غيرِ عادتِه.

أهو نائم؟!

إنني لم أراهُ اليومَ صباحاً حتى وجعلني أستيقظُ بنفسي دونَ أنْ يدلُفَ غرفتي بلا استئذانٍ ويبدأ ترتيبها بينما يُداعِبُ وجنتيّ بأصابِعه.

لِمَ أسمحُ لهُ بذلك؟!

لا أدري إنّهُ..
بتلكَ الطّريقةِ اللطيفةِ.. أشعرُ كما لو أنّهُ يُهيمنُ عليّ..

ظاهريّاً.. رُبما أقولُ لهُ لا في بعضِ الأحيانِ ولكنّهُ..

أتعلمون؟!

أدركتُ أنَّ الزواجَ هو بمثابةِ انتقالٍ مِنْ سجنٍ إلى آخر..
لا شيءَ يتغيّرُ سِوى المُتحكِّم!

صحيحٌ أنَّ رُوين ألطفُ مِنْ أبي عشراتِ المرّات، ولكن عندما يكونُ جدّيّا في قولِ لا.. لا شيءَ سيُغيّرُها إلى نعمٍ حتى ولو عاندتُ وصرختُ آلافَ المرّات..

الفرقُ الوحيدُ هو أنَّ رُوين لا يدَعُني أنامُ إنْ كنتُ حزينةً، أو لمْ أكُن راضيةً عنه..

أتسائلُ دائماً.. لِمَ عساهُ يفعلُ هذا؟!
ظننتهُ سيكونُ شخصاً مُختلِفاً كُلّيّاً بعدَ الزواج!

أليسَ.. هذا.. غريباً بعضَ الشّيء؟!

رُوين.. يجعلُ قلبي ذائباً..

أكرهُ قولَ هذا..
وبشدّة..

رُوين.. كانَ ليستحِقَّ فتاةً وزوجةً أفضلَ مِنّي..

ضمَمتُ رُكبتايَ إلى صدري أجلسُ جِوارَ النّافِذةَ أُراقِبُ الخيراتِ المُتساقِطَةَ مِنْ دموعِ الغيومِ بعدما لمْ أجِد رُوين في أيّ رُكنٍ مِنْ أركانِ المنزل..

صحيحٌ أنني شخصٌ نرجَسيٌّ على الدّوام، وأثِقُ أنني أستحِقُ الأفضل وكُلَّ شيءٍ جيّدٍ في العالم.. ولكن..
لكن.. رُوينْ لا يستَحِقُ أنْ يكونَ مع شخصٍ مُضطرِبِ الشّخصيّةِ مثلي..

أسندتُ رأسي إلى رُكبتيّ أُفكِّرُ مليّاً.. لمْ.. لمْ..
لقد مضَتْ فترةٌ طويلةٍ مُنذُ اهتممتُ لأحدٍ هكذا ولمشاعِرِه..

رُبما لأنّها مضَتْ فترةٌ مُذ كنتُ مع أحدِهم..

أخفيتُ رأسي بينَ رُكبتيّ أبكي وأبكي فجأةً دونَ إدراكٍ أو مُقاومةٍ مِنّي للدموعِ كالعادة.. لا أُريدُ تذكُّرَ هذا مُجدداً.. لا أُريد..

ليسَ كما تعتَقِد ~ لي مينهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن