8 ~غيرةٌ ولكن؟!~

326 34 34
                                    

الأولُ مِنْ سبتمبر..
*بعدَ مُضيِّ عِدّةِ أشهر*

-ولكنني لا أرغبِ في ذلك!

نبسَتْ ترفُضُ بِشدّةٍ ما يُمليهِ عليها والدُها مِنْ فكرةٍ لمْ تُحبِّذها البتة.

مضتْ أشهُرٌ وها هي ذي الآنَ قدْ شُفيَتْ وعادتْ لمُعاندةِ والدها كالسّابقِ كما عادَ هو لإرغامِها على فعلِ مالا تُريده.

-أنتِ الوريثةُ الشرعيّةُ لمُمتلكاتِ فانسوا بأكملها.. عليكِ أنْ تتعلّمي على الأقل كيفيّةَ إدارةِ الشّركة!

-ليسَ مِنَ الضروريّ فعلُ ذلك!
أكرهُ الإختلاطَ بالبشر، وقد فعلتُ ما يكفي في الأشهرِ الماضيةِ بالتّحمِّلِ بشتّى أنواعه!

نقاشاتٌ ونقاشات..
أجبرها نهايةً على حضورِ تلكَ الصّفقةِ مع شركةٍ أُخرى عِوضاً عنه..

وبالطّبع..
لمْ تخرُج مِنْ مكتبِ شرِكتِهِ وهي راضية.

بكنزةٍ باللونِ البُرتُقاليّ الهادِئ، وتنّورَةٍ بيضاءُ لا تكادُ تصِلُ إلى رُكبتيها..
مع حقيبةٍ بيضاءَ وحذاءٍ أبيضَ طويل، ومِنْ ثمَّ نظاراتٍ شمسيّةٍ مع شعرِها القصيرِ الذي يتطايرُ في الهواءِ الطّلقِ بينما تمشي في الشّارِعِ بمزاجٍ سيءٍ جِدّاً.

كانتْ تشعرُ بسعادةٍ تُجاهَ شعرِها القصيرِ الذي نما حتى ولو أنّه لمْ يصِلْ إلى كتفيها بعد، ولكن ها هي ذي قدْ طارَتْ تلكَ السّعادةُ أدراجَ الرّياح!

وصلَتْ إلى مكانِ الإجتماعِ وراحتْ تتصرّفُ كقطّةٍ خائفةٍ مُتردِّدَة!

مكانُ الإجتماعِ غُرفةٌ خاصّة في مطعم..

كيف..
ستكونُ مع بشريٍّ لا تعرِفهُ وحدها؟؟!!

-الآنسة يَمْ فانسوا؟!

أردفَ النّادلُ الذي يقِفُ أمامَ الغُرفةِ، فأجابتْ بإيماءةٍ مُرتبِكة، فقال:

-تفضلي معي مِنْ فضلك.

-المع..ذرة..
هل سأكونُ بمُفردي مع..

-ليسَ عليكِ أنْ تقلقي، فحارِسُكِ الشّخصيُّ في الدّاخل.

-حارس.. شخصيّ؟!

أضافَتْ مُتعجِّبَةً بينما يقومُ بفتحِ الباب ليكشِفَ عنْ المُفاجئة!

يجلِسُ على الكُرسيِّ واضِعاً قدماً فوقَ الأخرى، يرتدي ملابساً رسميّة تزيدُهُ وسامةً وتألّقاً!

ليسَ كما تعتَقِد ~ لي مينهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن