I

472 35 28
                                    


ㅡ🎐


⭑لُطفًا، يُرجَى التَصوِيت، و تَرك تَعليقٍ لطِيفٍ لتَشجيعِي⭑

ㅡ🎐

مَا الذِي حَدث لِي؟ لِما أنَا هُنا؟ مَا الذِي أوصَلنِي لهذَا الحَال؟ أَنا لَا أعلَمُ..

أَقفُ مُتوسِّطًا قَاعَة المَحكمةِ، أسمَع القَاضِي يَتحدَّث عَن أشيَاءٍ لَا أفقهُهَا، و المُدَّعي العَام لَا يَتوقَّف يتَّهمنِي بِأشيَاءَ لَا شَأنَ بِي بَِها.

يَدَاي تَرجفُ و تَتعرَّق كَمدمنٍ لَم يَجد مَخدِّرهُ، أفكَارِي مَشوَّشة، أَنَا خَائفٌ، خَائِفٌ مِن حَقيقَةِ أنَّي سَأصبحُ سجِينًا.

"إرتَكبَ المتَّهم بِه جَريمَةَ العُنفِ، حَيثُ سَبَّب ضَرَرًا للمُعنَّفِ و أُسرتهُ.."

..لَم أعُد أستَطيعُ سَماعَ مَا يُقولُ، كَانت عَينَاي مُتوسِّعةٌ، و قَلبِي بَدأ بالنَبضِ بطَريقةٍ آلمتنِي، و عِندَما عَلمتُ بأنِّي سَأسجَن لِسنَتَين و نِصفٍ، عَلمتُ بأنَّها النِهايَة. إنَّهَا النِهايَة حَقًّا.

ㅡ🎐

كُنتُ جَالسًا فِي حَافلَةِ السُجناءِ مُتوجِّهًا لِحيثُ سَأمكُثُ لِمدَّةِ سنَتينِ و نِصفٍ. سَأحتَاجُ للتخَالطِ، التَعامُلِ، التحدُّثِ، مَع بَعضِ المُجرمِينِ. سَأعرفَ كَمجرمٍ و لَيسَ كفتًى فِي الخامِسة و العِشرونَ يُحاولُ جَاهدًا أَن يَبنِي حَياتهِ.. كُنت عَلى بُعدِ شَعرةٍ مِن النَجاحِ، فِلما حدَث هَذا؟

أَتكَلت رَأسِي فِي الزجَاجِ أرَاقِب الطَبيعَةَ، الأمرُ خَانقٌ، أشعَر بصُعوبَةٍ فِي التنفُّسِ. شَعرتُ بدَمعةٍ تَنزلُ فِي خدِّي، كَان عليَّ مَسحهَا و اخفَاء وَجهِي إِن لَم أُرِد أَن أُنادَى بالطِفلِ البكَّاءِ.

ㅡ🎐

حَالمَا حطَّت قَدمِي فِي الأرضِ، رُحت أتأمَّلُ بنَاء السِجنِ مِن الخَارجِ، الأَمرُ أصبَح وَاقعيًّا، كَانت هُناكَ ذرَّةُ أملٍ فِي دَاخلِي، أَن أستَيقظَ فِي سَريرِي و يكُون كُلُّ هَذا مُجرَّد كَابوسٍ رَاودنِي.. و لكِن لَا يَبدُو أنَّ هَذا حُلم، هَذهِ حَياتِي، و أَنَا مَن أَوصلتُ نَفسِي لِهذِه النُقطَة.

بَدأت أمَشِي وَراءَ الحَارِس الذِي بَدى مَتقزِزًا مِنَّا، و مَن سَيحبُّ حَراسَةً بَعض أُناسٍ خَارقينَ للعدَالةِ؟ تَنهَّدتُ حِينمَا وَصلتُ لِحُجرتِي. كَان هُناكَ عجوزٌ يَرتدِي نظَّارةً و يُمسكُ كِتابًا، كَما أنَّه وُجدَ رجُلانِ مَليئَان بالوُشومِ يَضحكَانِ بصَوتٍ مُرتفعٍ، شَعرتُ بطَبلةِ أُذنِي تنشَقُّ. و هُناكَ شَخصٌ هادِئٌ فِي طَرف الغُرفةِ، لَم أهتمَّ كثِيرًا.

Life Shades || YBحيث تعيش القصص. اكتشف الآن