مصيبة ياحلوها من مصيبه

٤٣

بدت أصعب ايام بيت مقبل وكان اول يوم بالنسبه لهم ولاهل الحاره صعب جداً ومرهق نفسياً منى كانت بحضن فاطمه وهي وصلت أقصى مراحل التعب من البكاء وفاطمه تطبطب عليها وتواسيها:ادعي له ب الرحمه ولازم تقوين نفسك عشان عيالك وعشانك لاتضعفين وتطيحين ويطيحون عليك وراك هما مستندين عليك
منى كانت تهز براسها وهي جالسه تسمع مواساه جميع الحريم
مشاعل تواسي نجود وهي دموعها مغرقه عيونها:ادعي له ي نجود كلنا على هذا الطريق
نجود:بعده صغير وفقد الضنا موجع وهو راح وترك عياله وراه
مشاعل تشد يدها:فقد الضنا جمره ما تنطفي ي نجود ومسعود رحمه الله عليه راح وعياله كبار أما أنا فقدت ولدي وعياله كانو كبب لحم شلتهم وحطيتهم في عيوني وماضعفت ابد لاني اعرف اني أنا مصدر قوتهم وانتي الحين ي نجود عيال مسعود محتاجينك
نجود تهز راسها وهي تحس ان فعلاً لازم ماتضعف على الأقل قدام أحفادها فزت وهي تستقبل المعزين وتضيفهم اما ملاذ وكم بنت من الحاره كانو يسوون القهوه ويضيفون المعزين لان البنات كانو بقمه انهيارهم
بعد الظهر وتم الدفن ووقف الكل على المقبره يستقبلون المعزين ونوه الشيخ ان العزاء الثلاث الايام بمجلسه عشان الحريم ياخذون راحتهم
عند البنات بالغرفه كانو قد هدو شوي وكانت ملاذ تدور بين الكل وتشد عليهم يأكلون وساره تضغط عليهم حتى يأكلون لو شي بسيط وكأنو يرضخون ماعدا نجد الي كانت جالسه بعيد وتناضرهم وهي تجلد نفسها داخلياً:أنا السبب أنا يتمتهم أنا الي دخلت بينهم واخذت أبوهم هو مات بسببي
كانت تقنع نفسها بهذا الكلام
اما العيال خلصو الدفن واتجهه الكل لمجلس الشيخ راكان كان جامد جمود غريب وكان صقر يحاول قد مايقدر يخليه ينزل دمعه عشان يرتاح بس راكان كان من كثر مو شاد على نفسه ومايبي يضعف عيونه تورمت وصارت حمر
اتجه راكان للبيت ناوي يبدل ملابسه من طين القبر وكان معه مشاري الي جاي ياخذ قهوه دخل راكان المجلس وهو يجلس ويسند ظهره على الجدار وهو لام رجوله له مشاري وهو ينادي من باب المطبخ الخارجي:ملاذ
فزت ملاذ الي كانت دله القهوه بيدها وهي تمد دله القهوه له
مشاري:الله يكتب أجرك ياخوك
ملاذ وهي ودها تطمن على على راكان:كيف الجماعه متصبرين؟
مشاري بأسى:كلهم والله تمام إلا راكان احسه شاد على نفسه وكاتم حزنه واحس تعب مره
خفق قلب ملاذ بخوف له وقالت :كيف حاله طيب الحين
مشاري:ماعجبني والله هو الحين بالمجلس يبدل ثيابه وقلنا نخليه شويه مع نفسه يمكن يرتاح
هزت راسها ملاذ واتجهه مشاري لمجلس الشيخ ملاذ فركت يدينها بتوتر وهي متردده ودها تروح وخايفه بس بالأخير تشجعت وهي تطلع تتجه للمجلس فتحت الباب ودخلت ورفع راكان راسه وهو عرفها من عيونها ومن مشيتها ملاذ اول ماجات عينها بعينه وهي تشوف جلسته وملامحه الي واضح قد ايش مرهق من الكتمان اتجهت له وهي تجلس على ركبها عنده وتناظره
راكان وعينه على عينها :كسرتني الدنيا يوم خذت أبوي مني
قال هالكلمه وبدت دموعه تنزل مثل زخ المطر وهو ينزل راسه بحزن
ملاذ وهي تمسك خدوده بيدينها ترفع راسه :لا لا ي راكان والله ان كسرتك الدنيا اني ملاذك وأمانك وراحتك
راكان يناظر عيونها :تكفين لميني احتاج قوه احسني ضعيف
ملاذ توترت ولكن غصب عنها تمسك راسه تسنده على صدرها وتشد على ظهره وهي تمسح راسه وتسمي عليه راكان استمرّ فتره طويله وهو يبكي حتى هدت انفاسه وبعدها اخذ نفس طويلل وهو يطلع من حضنها
ملاذ:ارتحت
راكان:كثيرر والله
ابتسمت ملاذ تلطف الجو وناظرها راكان:كيف امي وخواتي وجدتي
ملاذ تمسك يده تشدها:طيبين بس انت شد حيلك انت سندهم الحين
راكان يناظر يدها الي جالسه تقويه وتطبطب عليه ورفع راسه يناظر عيونها:ما ابي أوصي...قاطعته تحط إصبعها على شفته:مايحتاج توصي والله انهم بعيوني
راكان يبتسم:عساني ما انحرم منك وعسى الله يجمعني فيك
ملاذ ابتسمت وهي تتجه للداخل تاركه راكان الي حس نفسه ارتاح جداً بعد حضنها ودخلت للبنات وهي تشوفهم متمددين وهي تجلس وبدت تسولف لهم تحاول تخرجهم من حزنهم اما نجد كانت نفس الجلسه والوضعيه ماتغيرت وعينها شارده بمكان واحد ساره كانت منتبهه لها بس حبت تنفرد فيها وتتكلم معها مو حابه تزيد البنات
وقفت نجد وهي تطلع من الغرفه متجهه لبيتهم وهي تدخل غرفتها وعلى طول لحقتها ساره دخلت الغرفه وهي تشوفها واقفه قبال المرايه وتناظر بيدينها ساره تحط يدها على كتفها:نجد وش فيك حبيبتي تكلمي معاي
نجد وهي لسا عينها في يدها:هو مات بسببي أنا الي ذبحته
ساره بصدمه تلف كتوفها:نجد ايش جالسه تقولين ؟!!
نجد:هذا الصدق لو ماجاء عشان ينقذني كان مامات كان الحين لسا عايش أنا رملت حرمته ويتمت عياله
ساره وهي تهز نجد:استغفري الله هذا يومه انتي مالك دخل
نجد وكانت دموعها تنزل حنت عليها ساره وهي تلمها شويه بعدها طلبت منها تتحمم حتى تهدى شوي وفعلاً دقايق وطلعت نجد وهي تتجه لساره وتحط راسها بجحر ساره الي استمرّت تمسح شعرها وتفكر كيف تقنع نجد ان مالها دخل بموته اما نجد فدخلت بنومه عميقهه وماهي إلا دقايق وفزت بخوف تمسك قلبها فزت ساره من فزتها:بسم الله عليك وش فيك
نحد تمسح وجهها:حلم
ساره:هذا من الشيطان نامي
رجعت نجد تنام بحضن ساره نومه عميقه افتقدتها من زمان
مرت الثلاث الايام وبدو اهل الحاره يرجعون لحياتهم الطبيعيه وبيت مقبل فضى من المعزين وجاء ليله العزاء الثالث وفي بيت راشد تحديداً بغرفه صقر كانت جالس ساره على الكرسي مقابل صقر الي كان متكي بضهره على الكرسي ومغطي رجوله باللحاف
صقر:تكفين حاولي تقنعيها ان مالها ذنب أنا كنت متاكد انها بتحط الحق عليها
ساره وهي تنزل راسها بيأس:والله تعبت معها نجد راسمه براسها انو هي السبب
صقر تنهد بتعب وساره وقفت :احس تعبت مره ودي هالايام تعدي بسرعه اخذت من قلوبنا الشي الكثير والله
صقر انتبه لساره وتعبها وهو يقول :تعالي نامي
تقدمت ساره تطفي النور واتجهت للسرير وهي تنام وتعطي ظهرها صقر لف صقر عليها وهو يحاوطها من ورا يدخلها بحضنه ويسند راسه على راسها تنهدت ساره براحه تشد يده ودخلو اثنينهم بنومه عميقه
عند رعد الي كان منسدح بالمجلس وهو يفكر بحاله نجد خصوصا انه عرف قد ايش منهاره وارتاح نسبيا من راكان الي فجاءه وقف على حيله وصار يحاول يساند الكل وهالشي اسعد رعد الي كان شايل هالمسؤوليه لحاله
عدت هذي الليله الأخير وبدا صباح يوم جديد
صحت ساره بدري وهي تجهز الفطور لوحدها وودها تغير مود الكل وتشيل من نوبه الحزن الي صارت دخل صقر المطبخ بعد رجعو من الصلاه وهو يحضنها من ورا:صباح الخير ي وجهه الرضا والخير
ابتسمت ساره:صباح النور جيتم؟
صقر:اي الكل بالحوش ورعد شب النار ونجد وينها؟
ساره:خذ الفطور وانا بجيبها
اخذ صقر الفطور وهو يتجهه به لجلسه الحوش دقايق وطلعت ساره الي ماسكه يد نجد الي كانت تمشي وهي متلبكه وتفرك بيدينها ورجلها تمشيها بخفيف بسبب الجرح الي فيها انتبه رعد لها وناظر رجلها باستغراب وهو ما انتبه المره الأولى لجرحها
حط صقر الفطور ولفت عيون الكل لنجد الي اتجهت لجدها مقبل وجلست عن رجوله وكان بجنبه رعد نجد بدموع تشد رجوله:أنا قتلته ي جدي أنا السبب
رعد غمض عيونه بقوه يرفع راسه للسماء وهو هذا الي كان خايف منه
مقبل يمسك يدينها:هذا قضاء وقدر ي بنتي انتي مالك ذنب
نجد:بس هو بسببي هو كان جاي عشاني وانرمى بسببي
رعد وهو عينه عليها ويناظر دموعها وهو مو قادر يشيل عيونه وجالس يعاتبها بعيونه لفت نجد تشوف العتب بعيون رعد ونزلت راسها بزعل
مقبل وهو يطق راسها بخفيف:لا تقولين كذا والله لو عدتي هالكلام لزعل منك ومعد أحاكيك أنا راضي بقضاء الله وقدره وربي اختاره يكون عنده
نجد تمسح دموعها توقف وتجلس بجنب ساره
محمد:يبناتي تراي أبوكم ورعد اخوكم تراكم مافقدتم ابوكم لاني وعد مني لحاول اسد مكانه واشيلكم بعيوني
رجوى:تسلم ي عمي
محمد:هذي تسلم تنقال للغريب وانا ابوك أنا ماني غريب ومالي فضل عليكم هذا واجب علي
راكان حب راس عمه:عساك ذخر ي عمي
طبطب محمد على يد رعد وبدا الكل ياكل
رعد يضرب باصبعه بخفيف راس اسماء:النتفه كيفها اليوم ؟
اسماء:لو سمحت احترم طولي
ضحك رعد وابتسم الكل عليها
رعد:وش طوله الله يصلحك والله انك نتفه والا انتي وين والطول وين
اسماء:اي هين تهايط علي عشان عندك عضلات اصبر علي بكره اكبر وانسمهم لك
رعد بضحكه:اقعد ي التهديد القوي
اسماء:وش تحسب انك عسكري ما تهدد؟
راكان:ماهي بسيطه الورعه
اسماء:ورعه بعينك أنا صرت كبيره
راكان وهو يبوس يدها الثانيه:عمري الكبير
رجوى:دامها كبيره خلينا نزوجها ي جدي
الكل لف لأسماء يناظرونها وهم مبتسمين بجو الطقطقه الي دخله رعد لهم
اسماء وهي تاكل اللقمه:انفقي انتي وأخوك لأنكم موقفين نصيبي
الكل  بضحكك:ههههههههههههههههههههههه
مقبل:ابشري كان ودك بعرس نعرسك ليش لا
اسماء:اجل تفكرني بقول لا بس عاد خل الحلوين ذول يعرسون ويفضى لي الجو
ساره:اهمشي دور لكم معرس مايستحي عشان ياخذها ام لسان
نور تغمز لها:شكلك ناسيه قبل كم يوم من كان متشفق على الزواج
اسماء تضحك بصوت عالي تصفق يد نور:كفو هذي الفزعه صح
الكل ابتسم من ضحكة اسماء وهم يحسون الجو بدأ يهدى وموجه الحزن بدت تخف
افطر الكل وبدو ينتشرون لاشغالهم
رعد وهو طالع يكلم ابوه:بروح العزبه كلمني جدي اشوف الوضع هناك
محمد:زين زين
طلع محمد مع ابوه وراشد لدكاكينهم والبنات كل وحده بدت تمسك شغله رعد رجع لانه نسى مفتاح السياره وشاف الي جالسه بطرف الحوش قدام الزرع وتهوجس واتجهه لها
رعد:نجد
نجد لفت له:هلا
رعد ناظر يمين ويسار ماشاف احد:عادي أخطفك ؟
نجد:اول مره اشوف حرامي يستأذن لا مؤدب ماشاءالله
ابتسم رعد وهو يسمع سوالفها الي اشتاق لها منجد ووقفت نجد تلبس عباتها وبلغت ساره انها بتروح مع رعد العزبه عشان  عندها خبر لو احد سال
طلعو متجهين للمخيم اول ما وصلت ساره وقفت تناظر جمعتهم قبل كم يًوم كيف كانو كاملين ومبسوطين وحطت يدها على وجهها وبدت تبكي
ووو...